الرئيسة \  تقارير  \  هل ستمنح أمريكا الضوء الأخضر لعملية إسرائيلية ضد إيران؟

هل ستمنح أمريكا الضوء الأخضر لعملية إسرائيلية ضد إيران؟

08.12.2021
عوديد غرانوت


القدس العربي
الثلاثاء 7/12/2021
جولة المحادثات السابعة في مسألة النووي بين إيران والقوى العظمى، التي استؤنفت قبل بضعة أيام في فيينا، علقت في طريق مسدود منذ بدايتها، في ضوء الموقف الإيراني المتصلب وغير المساوي. والانطباع أن ممثلي الغرب لم يستوعبوا. وفي أثناء التغيب الطويل للإيرانيين عن المحادثات بسبب تغيير الحكومة في طهران، يدور الحديث هنا عن لعبة جديدة ولاعبين جدد.
لم يصل أحد من أعضاء الوفد الإيراني الجديد الأربعين إلى فيينا، ولم يكلف مبعوث الرئيس الجديد رئيسي، نفسه عناء توزيع الابتسامات مثلما عمد على ذلك وزير الخارجية السابق محمد ظريف، كما لم يجتهد ليبدي تحكماً بلغات أجنبية. وقد خيمت على الجميع “روح القائد”: رئيس الوفد ونائب وزير الخارجية، علي بكري كاني، الذي كان أحد أكثر معارضي الاتفاق النووي الأصلي حدة، لا يتحدث إلا الفارسية.
لقد كُتب العنوان على الحائط منذ الجلسة الأولى؛ الأوروبيون قرأوا بياناً عن الأمريكيين الموجودين في فندق مجاور، والذي صاغه رئيس وفدهم روبرت مالي. وقفز الإيرانيون من مكانهم وكأن أفعى لذعتهم. “الأمريكيون ليسوا طرفاً في المحادثات”، صرخوا، وأضافوا: “لا تتجرأوا على تهديدنا”. فاعتذر المندوب الأوروبي: “أخطأنا، لن يحصل هذا مرة أخرى”.
لقد شكل السلوك الإيراني العدواني الطريق لعرض “اللاءات” الثلاثة لطهران: لا لاتفاق مرحلي (أقل مقابل أقل) الذي يعني وقف جزء من النشاط النووي مقابل رفع جزء من العقوبات؛ ولا لـ”اتفاق أوسع” يتضمن أيضاً قيوداً على إنتاج الصواريخ الباليستية والأعمال التآمرية الإيرانية في أرجاء الشرق الأوسط؛ ولا أيضاً لاتفاق لا يضمن رفع كل العقوبات التي فرضت عليهم، بما في ذلك غير المرتبطة بالاتفاق النووي.
لقد تجاهلوا تماماً الاتفاقات التي لا تريحهم، والتي تحققت في الجولات الستة السابقة مع مندوبي القوى العظمى. وأصروا على أن علاقاتهم مع كل دول المنطقة سليمة، وعرضوا دليلاً على ذلك الزيارة التي سيجريها في طهران رئيس مجلس الأمن القومي للإمارات (“هكذا بحيث لا حاجة للعقوبات”). وحاولوا أن يثيروا نزاعاً بين الأوروبيين والأمريكيين (“إذا أصررتم على موقفكم، فالأمريكيون سيقتنعون”)، وحاولوا إثارة النزاع بين الولايات المتحدة وإسرائيل (“الأعمال الإسرائيلية، العلنية والسرية، لا تستهدف إلا إفشال المفاوضات”).
لشدة الأسف، بدأت هذه الحجة تتسلل لدى الأمريكيين. ظهرت في الولايات المتحدة مؤخراً تسريبات تفيد بأن الجهد الإسرائيلي السري لتشويش السباق الإيراني إلى القنبلة تزيد تصميم طهران على تسريع العملية (وكأن طهران بحاجة إلى “حوافز” سلبية كي تندفع إلى الأمام).
كل هذا يجعل مهمة رئيس الموساد ووزير الدفاع بني غانتس، اللذين سيصلان هذا الأسبوع إلى واشنطن، صعبة ومعقبة أكثر بكثير. سيتعين عليهما أن يوضحا للإدارة الأمريكية أن ليس لإسرائيل أي نية للتوقف عن مساعيها لإبطاء طريق إيران نحو القنبلة في كل طريقة ممكنة. وفضلاً عن ذلك، سيتعين عليهما أن يشرحها لإدارة بايدن، التي هي الآن مشغولة البال بتهديدات روسيا لاجتياح أوكرانيا واجتياح الصين لتايوان، ومعنية جداً بالوصول إلى اتفاق مع الإيرانيين. وتعرف طهران قراءة الوضع جيداً كي تستغله لمنفعتها.
وبكلمات أخرى: التهديدات الهزيلة من إدارة بايدن للنظر أيضاً في خيارات أخرى لا تترك أثراً على خامينئي، الذي يعتقد أن بايدن لن يأمر بعملية عسكرية. وبالمقابل، فإن قولاً أمريكياً واضحاً بأن إذا لم يوقف الإيرانيون سباقهم النووي، فستعطي لإسرائيل الضوء الأخضر للعمل، إلى جانب نقل طائرات قصف ثقيلة وقذيفة خارقة للخنادق لإسرائيل، التي لم يورّد مثلها بعد – كفيلة بأن تكون ناجعة ورادعة أكثر بكثير.
بقلم: عوديد غرانوت
 إسرائيل اليوم 6/12/2021