الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل "حلب" آخر الحكاية؟

هل "حلب" آخر الحكاية؟

28.12.2016
د. صفوت حدادين


الرأي الاردنية
 الثلاثاء 27/12/2016
النظام السوري يعيش أفضل أيّامه بعد تحرير "حلب" التي شكّلت عودتها لحضن النظام السوري نكسة كبيرة لأعدائه الاقليميين و قد استثمر أغلبهم بلا حدود بالأموال و السياسة من أجل اسقاطه أو على الأقل تهديد استقراره من خلال دعم المليشيات المسلحة التي تقود الهجمة ضده.
الرئيس السوري خرج إلى الاعلام يتحدث عن ما قبل "حلب" و ما بعدها منتشياً بتحويل مسار الأحداث في الشرق الأوسط بدعم من حلفائه الروس و الايرانيين و حزب الله.
يظن كثيرون و خصوصاً مؤيدي النظام السوري أن ما حدث في "حلب" غيّر وجه المنطقة اذ اندثر من منظورهم خطر تقسيم "سوريا" و لم يعد بقاء الرئيس السوري في الحكم موضع تفاوض أو نقاش.
كنّا ذكرنا في مقال سابق أن المعارضة السورية المتمثلة بالمليشيات المسلحة وقعت ضحية لتخلّي كثير من أعداء النظام السوري عنها و ذلك بضغط مباشر أو غير مباشر من "روسيا" و بعض القوى الدولية، مما رجح كفة "الأسد" و نظامه للاستمرار رغم كل ما تعرض له من ضغوطات و أخطار.
لم يعد للمعارضة السورية أي حصة من سوريا "بعد حلب" و هذه حقيقة بات يواجهها كل من راهن على المعارضة و الميلشيات المسلحة، فالمعارضة تلقت أكبر خديعة في تاريخ الأزمة السورية عندما استخدمت كأداة لتدمير وطنها و أُستخدمت من قبل "الأتراك" لتسهيل مهمة النظام السوري في فرض سيطرته على "حلب" من جديد.
يوهم الأسد نفسه إن ظن أن سوريا في طريق عودتها كاملة إلى سيطرته فما انسلخ عنها و خصوصاً ما وقع في يد الأكراد لن يعود.
قد يتربع "الأسد" على حكم سوريا جديدة لكنها سوريا المقسمّة لا الموحدة فالدولة الكردية قد تُعلن رسمياً و تبدأ دول العالم اعترافاتها بها في العام المقبل
"حلب" بلا شك هي مفتاح بقاء النظام السوري و الترياق الذي أحياه من الموت السريري لكنها ليست آخر الحكاية، ما حدث فيها هو ببساطة اعلان قرب انتهاء الأزمة السورية لكن بالطريقة التي كان مخططاً لها بيد من رسم خارطة الشرق الأوسط الجديد.
قد يكون دخول "روسيا" على الخط ساهم في تعديل الخارطة الجديدة، بعد التقسيم، لكن المخطط وضع أوزاره و انتهى.
للأسف، انتصار حلب هو اعلان أوليّ للشرق الأوسط الجديد الذي ستسمر ملامحه بالتشكل مع ما ستنتهي إليه معركة الموصل و التي قد تؤول إلى اعلان الدولة السنية (المعتدلة)، فسيناريو تقسيم العراق عاد للظهور من جديد رغم التفاؤل الذي طفا على السطح بتحرير الرمادي.
بانتظارنا عام صعب سياسياً، فالكثير الكثير سيحدث!