الرئيسة \  تقارير  \  هل حان الوقت لإعادة جدولة أولويات إسرائيل مع روسيا؟

هل حان الوقت لإعادة جدولة أولويات إسرائيل مع روسيا؟

28.07.2022
غيورا آيلند


القدس العربي
بقلم: غيورا آيلند
 يديعوت أحرونوت 26/7/2022
الاربعاء 27/7/2022
في العام 2005 وجه رئيس الوزراء شارون هيئة الأمن القومي لإعداد التوصيات حول إمكانية تحسين علاقات إسرائيل – روسيا. صحيح أن شارون، مثل معظم رؤساء الوزراء في إسرائيل، وضع جل حماسته على الولايات المتحدة، ولا يزال – كان صحيحاً فحص كيف يمكن تحقيق علاقات أكثر من الروس دون المس بعلاقات إسرائيل – الولايات المتحدة.
وكانت منهاجية العمل التي استخدمناها كالآتي: في المرحلة الأولى سجلنا ما وصفناه كعشر مصالح إسرائيلية مع روسيا. لم يكن هذا معقداً، وهكذا مثلاً، تعلقت المصلحة الأولى بالعمل الروسي بشأن البرنامج النووي الإيراني، وكانت المصلحة الثانية هي تقليص بيع السلاح الروسي المتطور لسوريا، وهكذا دواليك.
 في المرحلة الثانية حاولنا تقدير المصالح العشر الروسية مع إسرائيل، وهي الأخرى صنفناها من واحدة إلى عشر. كانت مرحلة أصعب؛ إذ كنا مطالبين “بالدخول إلى رأس بوتين” ومحاولة تقدير سلم أولوياته. كان استنتاجنا في نهاية هذه المرحلة شائقاً، وبموجبه كان تضارب المصالح بين الدولتين متدنياً. ما كان مهماً لنا لم يكن مهماً للروس، وبالعكس. وهكذا، قررنا بأن مصلحة بوتين رقم واحد مع إسرائيل هي استعادة الممتلكات الروسية “ساحة سيرجيه” – مبنى قديم في أرض الروس في القدس (المسكوبية) الذي كان يعود ذات مرة للكنيسة الروسية، وأراد بوتين أن يعود لملكية روسية. ظاهراً، يدور الحديث عن أمر صغير، فلماذا يعدّ مبنى قديم في القدس على هذا القدر من الأهمية؟ وبالفعل، استندت مكانة بوتين في حينه إلى عنصري قوة أساسيين: الجيش، والكنيسة. وكانت الكنيسة الروسية ولا تزال وطنية جداً وأيدت بوتين جداً، وكان مهماً لها أن تستعيد ساحة سيرجيه. وقد حصلت إسرائيل على مقابل أمني كبير لهذا التنازل.
أروي هذه القصة لسببين: الأول، معظم النزاعات أو خلافات الرأي بين الدول ليست من نوع لعبة مجموعها الصفر. وبموجبها، ما هو الأهم لي يصطدم تماماً مع ما يريده الطرف الآخر، وعليه ثمة مكان واسع للمفاوضات والمساومات التي ينال كل طرف فيها الأهم له، لكنه يتنازل على أمر حرجاً أقل؛ الثاني، إحدى مزايا المصلحة الوطنية هي أن الحديث يدور عن موضوع مهم جداً بحيث إنه من الصواب التخلي عن شيء آخر لتحقيق تلك المصلحة.
 وبالفعل، فإن وجود عمل الوكالة اليهودية في روسيا ليس برأيي مصلحة وطنية، وبالتأكيد ليس مصلحة ذات أهمية عالية. بخلاف الماضي، يمكن إجراء الاتصال والحوار مع الجاليات اليهودية من خلال السفارة في موسكو، ومكاتب الشتات والاستيعاب، ومساعدة اليهود الذين يريدون الهجرة إلى إسرائيل بطرق عديدة أخرى. وعليه، ودون صلة بقرار الروس تشديد موقفهم بشأنها، يدور الحديث عن موضوع كان محظوراً جلبه إلى جلسة حكومة خاصة نتائجها – تهديد مبطن، لكن علني، على روسيا. هذا هو الأمر الأخير الذي كان صحيحاً عمله، إذ بالنسبة لشيء ليس مصلحة وطنية (وليقنع أحد ما بخلاف ذلك)، نحن نخاطر بمصالح أكبر بكثير.
الدب الروسي” جريح عقب الحرب غير الناجحة في أوكرانيا، وإن ردود فعله إزاء ما يعدّ استفزازاً إسرائيلياً ليست متوقعة بالضرورة. وإذا ما كان أحد يعرّف عمل الوكالة في روسيا كمصلحة عليا، فيجدر به أن يجري حواراً سرياً مع روسيا، بل ويكون مستعداً لدفع ثمن لقاء هذا الشيء “المهم”.