الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل تكون إدلب مكان الرد الروسي الإيراني؟ 

هل تكون إدلب مكان الرد الروسي الإيراني؟ 

05.10.2020
منهل باريش



القدس العربي 
الاحد 4/10/2020 
يستمر الجيش التركي بدفع تعزيزات عسكرية إلى محافظة إدلب. وتقدر أعداد الآليات التركية في الستة أشهر الأخيرة بأكثر من عشرة آلاف بينها ناقلات جند ومدرعات وتحصينات هندسية. 
أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، في كلمة افتتاحية للعام التشريعي الجديد في البرلمان التركي، يوم الخميس، تمسك بلاده بمحافظة إدلب وعدم التخلي عنها لعدة أسباب أهمها، “حماية حدود البلاد من تسلل الإرهابيين، وتوفير الأمن للمدنيين والنازحين في المنطقة” مشيرا إلى أن هدف تركيا “تحويل المنطقة إلى آمنة، ووقف الهجمات والقصف البري والجوي”. 
وترافق كلام الرئيس التركي مع تغيب الجانب الروسي عن المشاركة بالدوريات المشتركة المقررة، وعدم انعقاد الجولة الثانية من مباحثات أنقرة على مستوى الخبراء العسكريين للدولتين، والتي بدأت في 15 و 16 أيلول (سبتمبر) الفائت، من دون التوصل إلى اتفاق، بعد اقتراح الروس على نظرائهم الأتراك سحب أربع نقاط مراقبة رئيسية من جنوب طريق حلب -اللاذقية الدولي/M4 إلى شماله، حيث لاقى المقترح رفضا تركيا حاسماً. 
وأرسلت الرئاسة التركية، الخميس، مذكرة إلى البرلمان لتمديد مهام قواتها في سوريا، وهي واحدة من ثلاث مذكرات لتمديد عمل القوات التركية خارج أراضيها في العراق ولبنان وأفريقيا الوسطى. وأشارت المذكرة المتعلقة بسوريا: أن وجود تنظيمات إرهابية مثل داعش و”بي كا كا/ي ب ك/ب ي د” في شمال سوريا، ما زال يهدد أمن تركيا وسلامة حدودها: حسب وكالة “الأناضول” الرسمية، إضافة لمذكرتين لتمديد عمل القوات التركية في بعثة الأمم المتحدة في مالي وأفريقيا الوسطى، وتمديد مهمة القوات التركية العاملة ضمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة لحفظ السلام في لبنان (يونيفيل) لعام جديد. 
وأثار نقل أنقرة مقاتلين سوريين من فصائل المعارضة السورية إلى أذربيجان موجة انتقادات كبيرة في أوساط النشطاء السوريين وعلى وسائط التواصل الاجتماعي. وفضلت قيادة الجيش الوطني السوري المعارض والحكومة السورية المؤقتة والائتلاف الوطني المعارض الصمت وعدم الإدلاء باي تصريحات حول الأمر. 
في حين اصدر المجلس الإسلامي السوري المعارض، مقره اسطنبول، بيانا بعنوان “بيانٌ إلى المرابطين على الثغورِ والجبهاتِ في مواجهةِ النظامِ المجرمِ ومَن مَعه” الخميس، وعلق البيان على قضية القتال خارج جبهات القتال مع النظام، وتجنب أي ذكر للقتال في أذربيجان أو ليبيا صراحة، وقال البيان “ولا يكون الجهاد لمقصد جمعِ المالِ والارتزاقِ والرياء والسمعة” ورد على المبررين ان سبب الذهاب هو العوز والفقر وشح الحال، ان على المقاتل الصبر “على شظف العيش فكل ذلك مأجور عليه”. 
وأضاف “فصَّل الفقهاء في تفاصيلِ الانحيازِ والتحرف للقتال ومتى يجوز الانسحاب، فمن كان على الثغور فلا يحل له أَنْ يخليها لا سيما مع توقع هجوم العدو فيُؤتى الصفُّ مِنْ قِبَلِه ويخشى عليه أن يقع عليه إثم الفرار من الزحف”. 
وحذر المجلس الإسلامي السوري من الاشتغال بقتال بعيد وترك القتال القريب حيث يغير النظام “على الجبهاتِ فيقتل العباد ويستولي على البلاد، فالعدو القريب أكثر ضرراً علينا، وفي دفعهِ أكبر مصلحة لنا”. 
وتناقل نشطاء سوريون أخبار مقتل 18 من “الجيش الوطني” في المعارك بين أذربيجان وأرمينيا، تحققت “القدس العربي” من صحة عشرة منهم، خمسة منهم من  المقاتلين الذين سيطر النظام على مناطقهم المشمولة باتفاق خفض التصعيد، عام 2018 وأربعة من مدينة الرستن في ريف حمص الشمالي، وواحد من الحجر الأسود جنوب دمشق واثنين من من سيطر النظام على مناطقهم في هجوم شباط (فبراير) الماضي، واحد من بلدة عنجارة وآخر من معرة النعمان واثنين من بلدة مارع في ريف حلب الشمالي وواحد من بلدة الاتارب في ريف حلب الغربي. 
وأكدت وكالة “رويترز” عبر مقاتلين سوريين حاورتهما انهما يتلقيان 1500 دولار شهرباً، في حين قال مقاتل آخر لـ”بي بي سي عربي” أنه سيحصل على 200 دولار شهرياً، ويؤكد جميع المقاتلين انهم أتوا للقتال في أذربيجان بسبب سوء أوضاعهم الاقتصادية في سوريا. ويبلغ راتب مقاتل الجيش الوطني 550 ليرة تركية (تعادل 65 دولارا أمريكيا) وفي الواقع يحصل المقاتلون على مبالغ متفاوتة حسب الفصائل التي ينتمون إليها، تتراوح بين 200- 400 ليرة تركية ولا أحد يحصل على راتبه كاملاً، ويبلغ  متوسط كلفة الإيجار الشهري للمنازل في شمال سوريا نحو 100 دولار أمريكي. 
على الصعيد العسكري، يستمر الجيش التركي بدفع تعزيزات عسكرية إلى محافظة إدلب، شمال غرب سوريا. وتقدر أعداد الآليات التركية في الستة أشهر الأخيرة بأكثر من عشرة آلاف بينها ناقلات جند ومدرعات وتحصينات هندسية لحراسة طريق حلب- اللاذقية/M4. 
وانتقد وزير الخارجية التركي السابق، احمد داوود أوغلو تردد بلاده تجاه الأزمة السورية عام 2014 حيث تلكأت في تقديم الدعم المباشر لمقاتلي الجيش السوري الحر. منوها: “لو خاطرنا بالمجازفة قليلاً كما فعلت روسيا لما وصل الوضع إلى ما هو عليه اليوم في سوريا، ولكان ثقلنا وتأثيرنا في المنطقة أكبر مما هو عليه الآن” محذرا من العلاقة مع روسيا “خسرنا حلب بسبب علاقتنا مع الروس، ونحن نخسر إدلب أيضاً”. 
وأشار أوغلو إلى أن هيئة أركان الجيش التركية عارضت “تحرير محافظات حلب والرقة ودير الزور من قبضة الأسد” حسب مقترح الحكومة التركية. وتبين في وقت لاحق أن بعض القادة العسكريين كانوا يعملون لصالح حركة فتح الله غولن، وهم قادوا محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو 2016
التدخل التركي في أذربيجان سينعكس بالتأكيد على علاقة روسيا وتركيا الداعمين لأرمينيا، في إدلب، وترفع من احتمالية التصعيد مجددا في إدلب.