الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل تقوّض إدارة بايدن ما حققه ترامب في الشرق الأوسط

هل تقوّض إدارة بايدن ما حققه ترامب في الشرق الأوسط

28.12.2020
العرب اللندنية


العرب اللندنية 
الاحد 27/12/2020 
نيويورك -واجه الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب الكثير من الانتقادات داخليا وخارجيا منذ توليه منصبه تتعلق بمواقفه في الشرق الأوسط وسياساته تجاه إيران بالتحديد حيث لا تزال الإدارة الأميركية تواصل حتى النهاية سياسة الضغط القصوى لكبح أنشطة إيران. 
في المقابل تستحضر دوائر سياسية ومراقبون إنجازات ترامب الخارجية على الساحة الشرق أوسطية رغم ما لاقاه من انتقادات واعتبروا أن الرئيس الأميركي نجح في تحقيق العديد من الاختراقات قبيل مغادرته البيت الأبيض، وسط تساؤلات عن ما إذا ستحافظ الإدارة الديمقراطية الجديدة على تلك الإنجازات أم لا. 
ويقول المحلل السياسي والباحث البريطاني كون كوجلن، أحد كبار زملاء معهد جيتستون الأمريكي، ومحلل الشؤون الدفاعية بصحيفة ديلي تليجراف البريطانية في تقرير نشره معهد جيتستون إن إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب المقبلة، أوضحت أن أحد أهم أولوياتها هي تبني موقف جديد في تعاملات واشنطن مع الشرق الأوسط، وتريد بوجه خاص إحياء الاتفاق النووي مع إيران وكذلك إعادة بدء حوار مع القيادة الفلسطينية، التي فرضت مقاطعة دامت ثلاثة أعوام بالنسبة لإدارة ترامب، في توجهات معاكسة تماما لما عمل عليه ترامب. 
ودعا كوجلن فريق بايدن الجديد، وأغلبيتهم من الشخصيات التي عملت مع إدارة أوباما، لعدم تبديد الإرث " الذي قام الرئيس دونالد ترامب ببنائه في المنطقة. 
وأضاف كوجلن أنه من المهم تذكر أنه عندما تولى ترامب منصبه كانت المنطقة ما زالت تتعافى من التداعيات الوخيمة للتعامل الذي يتسم بعدم الكفاءة مع المنطقة من جانب الرئيس السابق باراك أوباما. 
وأوضح كوجلن، أنه عندما تولى ترامب منصبه، كانت إيران تنفق على توسيع نطاق نفوذها في أنحاء الشرق الأوسط عشرات المليارات من الدولارات التي حصلت عليها نتيجة التوقيع على الاتفاق النووي، الذي ساعد أوباما في التوصل إليه عام 2015. 
وقال في تقرير نشره معهد جيتستون إن هذا النفوذ شمل دعم نظام بشار الأسد في سوريا، وحزب الله في لبنان، والمليشيات الشيعية الموالية لإيران في العراق والمتمردين الحوثيين في اليمن، الذين يستخدمون بانتظام الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية لمهاجمة المملكة العربية السعودية، وهي حليف رئيسي للولايات المتحدة. 
من ناحية أخرى، فإن محاولات إحياء عملية السلام الإسرائيلية- العربية، لم تحقق شيئا بسبب موقف إدارة أوباما العدائي تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالإضافة إلى التمسك بسعي لا أمل فيه لإقامة علاقات أكثر إيجابية مع القيادة الفلسطينية. 
وعلاوة على ذلك، فإن تردد أوباما في أن يصبح مهتما بالحرب في سوريا كان يعني عرقلة محاولات القوات الأميركية للقضاء على تنظيم داعش، الذي نجح في الاستيلاء على مساحات كبيرة من شمال العراق وسوريا. 
واعتبر المحلل البريطاني أن ترامب كانت له بصمة مؤثرة في المنطقة أثناء فترة ولايته في البيت الأبيض، حيث انسحب من الاتفاق النووي وأعاد فرض العقوبات الشديدة على طهران، لتطويق أنشطتها التخريبية. 
ويحسب لترامب حسب كوجلن أكبر إنجاز والذي يتمثل في كسر الجمود في عملية السلام الإسرائيلية- العربية من خلال اتفاقات أبراهام وإقامة كل من الإمارات والبحرين، والسودان والمغرب لعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل. 
ويقول كوجلن إن ترامب أعاد تشكيل مشهد المنطقة بعد ما كان سائدا من فوضى وصراع عندما ترك أوباما منصبه، وفي الوقت الحالي يتجه الزخم في المنطقة نحو السلام، وليس الصراع، كما كان الحال في الغالب في ظل رئاسة أوباما. 
ولذلك فإن التحدي بالنسبة لإدارة بايدن المقبلة يتمثل في معرفة كيف يمكنها إتباع جدول أعمال سياسة خارجية مختلفة دون تقويض الإنجازات المهمة للغاية التي تم تحقيقها أثناء فترة ولاية ترامب. 
ومن المؤكد أنه إذا قامت إدارة بايدن المقبلة بأي محاولة لتقويض ما حققه ترامب في الشرق الأوسط، فإن ذلك لن يكون في صالحها حسب ما خلص إليه المحلل السياسي البريطاني.