اخر تحديث
الإثنين-18/01/2021
مواقف
زهير-فيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ هل تظلّ النُخَب المسحوقة ، في بلادنا ، بين متنبّئ ومتألّه ؟
هل تظلّ النُخَب المسحوقة ، في بلادنا ، بين متنبّئ ومتألّه ؟
15.11.2020
عبدالله عيسى السلامة
ادّعى مجنون ، في مشفى الأمراض العقلية ، أنه نبيّ ، فسئل : مَن أرسلك ؟ قال : الله ! فردّ مجنون آخر بجانبه : كذّاب كذّاب .. أنا لم أرسله !
مصحّات الأمراض العقلية والنفسية ، فيها نماذج كثيرة، من المتألّهين والمتنبّئين ، وكلّ مجنون في هذه المصحّات ، يَنظر إلى نزلائها الآخرين ، على أنهم مجانين ، جميعاً ، وينظر إلى نفسه ، بمنظار مختلف !
هذا الطراز، من الأمراض العقلية والنفسية ، ليس جديداً ؛ إنه قديم جدّاً ! وقد ظهر بعض هذه النماذج ، في العصر العباسي ، ولاسيّما في عهد المهدي ، الذي كان يحاصر الزنادقة، ويلاحقهم ، ويستدعي بعضهم ، للمحاورة والمناقشة.. ويقيم عليهم الحجج ، ويستتيب بعضَهم، ممّن يرى فيه مسكة عقل ، ويعاقب آخرين ، كلاًّ بحسب حالته !
ومن طرائف المتنبّئين ، أن الخليفة المهدي ، سأل أحدهم : ما دليلك على أنك نبيّ ، يوحى إليك ؟ فقال : دليلي هو أني أعلم مافي عقلك !
قال الخليفة : وماذا في عقلي؟
قال المتنبّئ : إنك تفكّر بأني مدّع كذّاب !
فضحك الخليفة ، وقال : صدقت ! ثمّ استتابه ، فتاب ، فعفا عنه !
لكن ، ما الذي دعانا ، إلى استحضار المتألّهين والمتنبّئين ، والحديث عنهم ؟
الجواب ، ببساطة ، هو: مانراه ، من النخب المسحوقة المضطهدة ، المطارّدة ، التي تسمّي أنفسَها : معارضات سياسية ، لحكومات دولها !
قال ربّ العالمين ، يصف نماذج من هؤلاء : (كلُّ حزبٍ بما لديهم فرحون).
وواقع هذه النخب المسحوقة ، دليل صارخ على حقيقتها ، أو على حقيقة كلّ منها ، إلاّ القليل النادر!
وقال أحد الرجال ، ينصح بنيه :
كونوا جميعاً ، يابَنيّ ، إذا اعترى خَطبٌ ، ولا تتفرّقوا آحادا
تأبى الرماح ، إذا اجتمعن تكسّراً وإذا افترقن ، تكسّرت أعوادا
وإن أيّة نظرة ، في حال النخب الحالية ، أو أكثرها ، تدلّ على أن كلاّ منها ، يراهن على مايحلم به ، هو ، بصرف النظر، عمّا يفكر به الآخرون ؛ ممّا يجعلهم ، جميعاً ، فرائس سهلة ، للحكومات التي تراهن على تفرّقهم ، واصطياد كلّ فئة منهم ، بما يناسبها ، من إغراء أو تهديد..أو مكر وخداع ! دون أن يفكّر أكثرهم ، بالواقع الذي يحكمهم ، وبالمصير، الذي هم وشعوبهم وأوطانهم ، شركاء فيه ! ومَن فكّر في التنسيق مع الآخرين ، فإنّما يفكّر من خلال زاويته ، هو، ومن خلال مصلحته : الراهنة والمستقبلة !
والنخب القليلة ، التي تحسب ، وتفكّر بالواقع والمآلات ، و بالمصير المشترك الأسود ، وتسعى إلى اتّقاء هذا المصير.. لاتستطيع ، وحدها ، فعل شيء ، لأن حسابات البشر، تختلف عن حسابات المتنبّئين ، وعن عقليات الأوثان البشرية المتألّهة !
ولا بدّ من التذكير ، هنا ، بأن المتألّهين والمتنبّئين ، بالأمس ، كانوا أفراداً عاديين ، كلّ منهم يحمل عبء نفسه ، ووزرَ مايفعل ! أمّا المتألّهون والمتنبّئون من النخَب ، فيَحمل كلّ منهم عبءَ : شعب ، أو قبيلة ، أو حزب .. ويحمّل الآخرين ، أوزار ما يرتكبه من حماقات !