الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل تثير قاعدة حميميم الصراع بين واشنطن و موسكو؟

هل تثير قاعدة حميميم الصراع بين واشنطن و موسكو؟

14.02.2021
مالك الحافظ



روزنة  
السبت 13/2/2021 
رغم ما تمثله قاعدة حميميم الروسية، من مركز ثقل استراتيجي لموسكو في سوريا وفي المنطقة، إلا أنها قد تكون في الفترة المقبلة محطة تجذب الخلافات بين واشنطن و موسكو.  
عبّر الرئيس الأميركي جو بايدن بشكل صريح، مؤخرا، في أول خطاباته حول سياسته الخارجية عن عزم إداراته مواجهة "استبداد روسيا"، ما يفتح احتمالية مواجهة ساخنة مع روسيا في سوريا، و لعل توسيع موسكو لقاعدتها الاستراتيجية يمكن أن يمثل أبرز بداية تناور بها واشنطن منافستها موسكو.  
أظهرت صور التقطتها أقمار صناعية فوق سوريا، عمليات جارية لتوسيع أحد المدارج الرئيسية في قاعدة "حميميم" الجوية الروسية قرب اللاذقية غرب سوريا، ما يسمح بتنشيط استخدام القاذفات الثقيلة والطائرات الاستراتيجية، في إطار توجه قد يهدف إلى تسهيل استخدام القاعدة كنقطة انطلاق للطيران الحربي الروسي في كل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعدما كانت موسكو تلجأ في السابق إلى استخدام مطاراتها البعيدة للقيام بطلعات في المنطقة. 
ونشر موقع "ذا درايف" المتخصص، صوراً التقطتها أقمار صناعية ترصد عمليات توسيع أحد المدارج الرئيسية في قاعدة "حميميم" في خطوة من شأنها أن تزيد من الطاقة الاستيعابية للقاعدة وتسهّل عمليات النقل اللوجستية والاستراتيجية للروس في منطقة الشرق الأوسط. وقال الموقع إن الصور التي التُقطت في 14 كانون الأول الماضي، تدل على قيام الروس بإضافة نحو 300 متر للمدرج الغربي في القاعدة الجوية. 
ويسمح التمديد بدعم المزيد من عمليات النشر المنتظمة للطائرات الأكبر والأكثر حمولة، بما في ذلك طائرات الشحن العملاقة وحتى القاذفات بعيدة المدى. 
  من جانبها اعتبرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، أن توسيع قاعدة "حميميم" من شأنه أن يغير التوازن الجيوسياسي في الشرق الأوسط لمصلحة موسكو، بعد انتشار صور جوية تظهر عمليات التوسعة التي تجريها القوات الروسية لمدرجات القاعدة. 
قد يهمك: أموال روسية ترهق النظام السوري! 
واعتبرت الصحيفة أن روسيا والولايات المتحدة تعملان على تعزيز قدراتهما العسكرية في سوريا، مشيرة إلى أن روسيا أصبح لديها أهداف استراتيجية جديدة في المنطقة، بعد إعادة بناء المدرج في قاعدة "حميميم" بريف اللاذقية، مما يتيح استقبال طائرات استراتيجية بعيدة المدى وقادرة على حمل أسلحة نووية في القاعدة الروسية، مشيرة إلى أن وصول القاذفات الإستراتيجية سيساعد في دعم السرب الروسي المتوسطي. 
ولفتت إلى أن موقع "ذا درايف" اعتبر أن قاعدة "حميميم"، أداة مهمة لتواجد الكرملين العسكري في ذلك البلد"، خاصة وأن موسكو تحاول توسيع نفوذها الجيوسياسي والعسكري ليشمل البحر الأبيض المتوسط بأكمله. 
وذكرت أن "القاذفات الروسية المجهزة بصواريخ مجنحة، بانطلاقها من قاعدة (حميميم) الجوية، ستكون قادرة على تعريض أهداف في أوروبا للخطر، من اتجاه جنوبي جديد، وضرب القوات البحرية للعدو في حال حدوث نزاع"، كما ستكون "الطائرات قادرة على الاستجابة بفاعلية أكبر للأزمات والحالات غير المتوقعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا". 
كانت موسكو قد سارت، في تموز الماضي، خطوة إضافية نحو توسيع مساحة نفوذها ووجودها العسكري الدائم على الأراضي السورية، عبر توقيع بروتوكول إضافي ملحق بالاتفاق المبرم بين الطرفين في 26 آب عام 2015، والذي تم بموجبه منح قاعدة "حميميم" للروس، مع مساحة واسعة من الأراضي والمنشآت المحيطة بها.