الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل فات وقت المراجعة في تعثّر الثورة السورية ؟

هل فات وقت المراجعة في تعثّر الثورة السورية ؟

23.11.2016
د. محمد مرعي مرعي


 كلنا شركاء
الثلاثاء 22/11/2016
عاشت كافة الثورات الشعبية التي طال أمدها سنوات عديدة حالات مراجعة مرحلية وتبديل في السياسات والاستراتيجيات باستثناء الثورة السورية التي تسلّق على واجهتها أشخاص لا صلة لهم بالسياسة الحقيقية ولا بالاستراتيجية ولا بالعلوم العسكرية. قد يكون هذا الكلام في غير وقته حاليا لأن الوقائع تجاوزت كل إمكانية تصويب الحالة المرضية التي عاشتها وتعيشها ثورة الشعب السوري . لنرجع إلى البدايات مع تأسيس المجلس الوطني ثم الإتتلاف والحكومة المؤقتة وملحقاتها وأشباهها ، إذ كانت تلك التجمعات من أفراد منعزلين لا صلة لهم بالشعب الثائر ولا تتصف بأي مواصفات المؤسساتية والتنظيمية الحديثة كون من أداروا تلك المرحلة كان هاجسهم قبض الرواتب بآلاف الدولارات شهريا للهروب بها لاحقا لدول اللجوء أو للظهور في الواجهة أو كانوا مسكونين بأيديولوجيا الاستئثار بسلطة وهمية التي حرموا منها طيلة 50 عاما لا سيما تجمعات الإخوان االمسلمين الذين سيطروا على تلك التنظيمات بغطاء أمريكي مقصود لإفشال الثورة لأن أمريكا تعرف أنهم لا يستطيعون إدارة بيت واحد في سوريا جراء الغوغائية في تفكيرهم والتكاذب والتقية في سلوكهم وقبول النهب وتوزيع المغانم على الأتباع في أفعالهم .
بالمقابل ، نؤكد بأنه لم تفشل ثورة شعبية مهما واجهت من عداوات خارجية وداخلية ضدها لأنها تجسّد إرادة شعب ومجتمع ثار للتخلّص من سلطة الجريمة والفساد والتخريب المتعمد ، وما فعلته سلطة آل الأسد طيلة عهدها لم يعد مقبولا قط من غالبية الشعب السوري مهما كانت قوة داعميها وحماتها . هنا ، ما السبيل لشحن الثورة السورية من جديد لمواجهة أعدائها من مختلف بلدان العالم ( أمريكا / اسرائيل / روسيا / ايران فارس وشيعتها بالعالم / بقايا سلطة آل الأسد ومرتزقتها ) ؟ . إنها المراجعة الشاملة وإعادة التنظيم من جديد لتجنّب كافة الأخطاء بل الخطايا التي ارتكبت بحقها سواء عن قصد أو عن جهل أو بشكل اعتباطي وعفوي،ومن سيقوم بتلك المراجعة ؟ هل هم أعضاء ما يسمى بواجهات الثورة أنفسهم الذين أوصلوها إلى الحالة التي تعيشها أم شخصيات سورية وطنية أخرى مارست القيادة الحقيقية ولا يشوب تاريخها أي أدوار سوء أو شبهات مهما كان نوعها . ليس الوقت مناسبا لتشكيل تنظيمات جديدة بديلة عما هو موجود على الساحة بعجرها وبجرها ،لأن الجميع سئم ذلك ووصل إلى قناعة بعدميتها ،بل قد يكون الحل الأمثل هو انسحاب كافة من أدى أدوار واجهة الثورة من مسرح العمل التمثيلي لها وإعلان ذلك بشجاعة وترك الميدان لجيل جديد ممن يمتلك الكفاءة والخبرة الحقيقية في ميادين السياسة والتنظيم الإداري والقيادي والفعل العسكري ،فهل يفعلها من هم في واجهة الثورة ويتخلّون عن أدوارهم ومكاسبهم أم سيستمرون بها ولو قادت ممارساتهم إلى حالة الفشل التام ؟ إنها أولى خطوات المراجعة الثورية ، فهل تتحقق ؟؟؟