الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هكذا يستقبل السوريون 2017

هكذا يستقبل السوريون 2017

31.12.2016
يسرى السعيد


العربي الجديد
الخميس 29/12/2016
يقف السوريون على مشارف العام الجديد، وقد انتهت مع بدايته آمال السنة السادسة للحرب، ويستقر السوريون على حالة مختلطة بين اليأس والأمل، بين الخيبة والرجاء، بين الفرح والخوف، وهم يدركون أنّهم أصبحوا بلا هوية، ولا انتماء، ولا حتى أي مؤشر بانتهاء حقيقي للأزمة.
وفي وقتٍ كان كثيرون ينتظرون العودة، يصبح من الصعب القرار بذلك؛ فالأكثرية الغالبة ممن بات في ألمانيا والدول الأوروبية وتركيا يفضلون البقاء في تلك البلاد وبكلّ ما يحمله قرار البقاء من ألم وخذلان، لأنّهم لن يتخلّصوا من كونهم لاجئين، أو أرقاماً لن تمنحهم سوى حقوق بسيطة لا تشبه ولا تقترب من كونهم سوريين لهم أرض ووطن.
حتى من هم في الداخل ممن نزحوا إلى مدن أخرى يعجزون عن العودة إلى مدنهم الأصلية التي ينتمون إليها؛ لأسباب كثيرة أهمها عدم الشعور بالاستقرار الحقيقي لمدنهم، من جهة، ومن جهة أخرى، لخوفهم من العودة إلى مدن باتوا يجهلون تماماً ما آلت إليه اجتماعياً واقتصادياً، حتى أنّهم يجهلون مصير بيوتهم وأملاكهم.
سلبتنا الحرب حقوقنا البسيطة بالقدرة على رسم خريطة المستقبل، وأصبحنا ننشد الأمان اليومي في كل بقعةٍ من بقاع الأرض. فقد امتدّت آثار الأزمة، ليشعر معها السوري إنّها شملت العالم بأسره، ففي كلّ يوم نسمع عن أحداث مرعبة، يُشار من خلالها بأصابع الاتهام أولاً للسوريين، أينما وقعت تلك الأحداث، وكيفما كان حجمها وشكلها، فهم المغضوب عليهم، وهم الضالون!
ومن باب الطرافة ربّما أنّ السوري اليوم تملأ روحه ووجدانه المشاعر المختلطة والمتناقضة، والتي لم يفكر يوماً أن تنتهي به الأحداث إليها؛ فهو لا زال مرتبطاً بأحلامه الوردية، وهو، في الوقت نفسه، ينتمي اليوم إلى فئة كبيرة باتت تدرك تماماً في قرارة نفسها أن لا أحد ولا مجموعة قادرة أو تستحق أن يعوّل عليها بتحقيق تلك الأحلام، فهو بدا مع الجميع، وانتهى وحده، وانتهى إلى أن يعذر الجميع، بل ويقف منهم موقفاً متساوياً ربما بالتأييد أو الرفض.
وهكذا يستقبل الإنسان السوري العام الجديد وهو غريب عنه، وعن كلّ ما يجب أن يحمل العام من هدوء أو استقرار أو أمل، أو حلم صغير، فهو اليوم السوري الذي طبع العالم بدماره ويأسه ولا مبالاته بكلّ جديد أو جميل، فيا لحزن 2017 ويا لحزننا.