الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هكذا وقعنا بفخّ مناطق خفض التصعيد.. خبراء لأورينت: التحرك الروسي بدرعا مُغطّىً دوليّاً

هكذا وقعنا بفخّ مناطق خفض التصعيد.. خبراء لأورينت: التحرك الروسي بدرعا مُغطّىً دوليّاً

09.09.2021
غدافف راجح


أورينت نت
الاربعاء 8/9/2021
في درعا؛ سقطت اليوم كلّ ادعاءات نظام أسد وداعميه، وتبيّن أنّا أكلنا يوم أكل الثور الأبيض، وأنّ أسد ومن خلفه روسيا أولاً ونظام العمائم الإيراني في المرتبة الثانية لا وعد لهم ولا عهد، وأنّه وبعد أربعة أعوامٍ من إطلاق كذبة مناطق خفض التصعيد تبيّن أن خفض التصعيد ذلك لا يشمل إلّا الثوار والمعارضين، فيما تُرك الحبل على غاربه لميليشيا أسد لتقصف وتقتل وتُهجّر وتبتدع فكرة الباصات الخضر التي أفرغت سوريا من أيِّ معارض، وتكون درعا آخر قلاع الثوار التي يُحاول نظام أسد تهجيرها.
لماذا درعا اليوم، وهي التي التزمت بالاتفاقيات منذ توقيعها صيف 2018، وما خرقتها أبداً، حتى إنّ الاغتيالات التي تمّت خلال السنوات الثلاث، استهدفت بمجملها قياديين بالمعارضة السورية، الباحث بمركز جسور وائل علوان يعتقد أنّ روسيا كانت تعتمد على الحسم العسكري لفرض التعامل الدولي مع نظام أسد، الأمر الذي لم يكتمل بعد عام 2018 بسبب التدخل العسكري المباشر شمال غرب سوريا، ثم تدخلها العسكري بالتنسيق مع الولايات المتحدة شمال سوريا، كذلك واجهت روسيا ضغوطات جديدة غير الضغوطات الميدانية العسكرية إثر فرض الولايات المتحدة حزمة عقوبات قانون قيصر على النظام وداعميه.
وأضاف علوان في حديث لأورينت: "روسيا تحاول اليوم الضغط على حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية للحصول على مكتسبات سياسية واقتصادية تدعم صمود نظام أسد، ومن أوراق الضغط على حلفاء الولايات المتحدة الفوضى الأمنية التي تقوم بها إيران وميليشيا حزب الله جنوب سوريا تحت عين وإشراف روسيا ودون مشاركتها المباشرة".
وأضاف علوان: "تحرص روسيا على الانتقال من دور الطرف إلى دور الوسيط الضامن لمصالح إسرائيل والأردن بالدرجة الأولى ثم مصر ودول الخليج أيضاً".
وأشار علوان إلى أنّ روسيا ربما لا ترغب بنجاح الانتصار العسكري الكامل للفرقة الرابعة المدعومة من إيران وحزب الله، غير أن روسيا تدعم وجود هذه القوات لتبقى في موقع الاحتياج الإقليمي والدولي لضبط هذه القوات، أما إيران فإنها على موقفها بالاستجابة للتوجيهات وربما الأوامر الروسية مع محاولات خلق هوامش أمنية واقتصادية تخدم مصالحها الاستراتيجية في الهلال الممتد من طهران إلى بغداد إلى دمشق ثم إلى بيروت والبحر المتوسط.
وحول موقف الدول كالأردن ومصر على سبيل المثال يعتقد علوان أنّه يجب قراءة الموقف الإقليمي للأردن ومصر ودول الخليج من زاويتين هامتين، الأولى هي المصالح المباشرة لهذه الدول لا سيما المصالح الاقتصادية المتأثرة بطول الحرب في سوريا وبالأزمة العالمية بعد جائحة كورونا، كما أن هذه الدول وعبر المصالح الاقتصادية مع روسيا ربما تستطيع تأمين بعض الأهداف الأمنية المتعلقة بمكافحة الإرهاب والمتعلقة بمخاطر النفوذ الإيراني ونفوذ ميليشيا حزب الله في المنطقة.
أما الزاوية الثانية كما يرى علوان فهي الأهم بالنسبة للسياسات الخارجية للدول الإقليمية جنوب سوريا، فهي تحوّل السياسة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية نحو التساهل في التعامل مع نظام أسد وخلق فرص الاستمرار لهذا النظام مع حالة الضعف المستمرة والاستنزاف المرهق.
الباحث السياسي درويش خليفة يرى أنّه من الواضح وجود رضا دولي وإقليمي عن الدور الروسي وعدم الانتقاص منه في سوريا، وهذا ما يؤكده اللقاء الذي جرى بين الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما والرئيس الروسي بوتين في نيويورك قبل دخول الجيش الروسي بالصراع السوري ميدانياً بـ 48 ساعة.
أما فيما يخص ملف الجنوب السوري، فمن الواضح أن نوايا الروس هي عودة كل الجغرافيا السورية إلى نظام أسد، أي أنّها لن تدع الأمور تبقى على ماهي عليه؛ لا سلم ولا حرب، فنجدها تارة تجنح إلى التهدئة وتارة أخرى تصمت إزاء القصف المتواصل على مناطق الجنوب ودرعا البلد على وجه الخصوص.
وأضاف خليفة: "من وجهة نظري عودة سيطرة النظام يعني فرض أمر واقع على جميع المتداخلين الإقليميين والدوليين، وبالتالي ستقوم دول عديدة بالتفكير جديّاً بالتطبيع مع نظام أسد والعمل على تحصيل عقود إعادة الإعمار.
وختم خليفة: "الأكثر وضوحا؛ هو أن الدول لم تعد تولي الملف السوري اهتماما خاصاً، ويتم التعاطي من خلال الأوضاع الإنسانية، لا سيما بعد جائحة كوفيد-19، وتهالك اقتصاد نظام أسد جراء العقوبات المفروضة عليه إضافةً للبدء بتنفيذ قانون قيصر".
إذن؛ فنظام أسد وداعموه اتّخذوا من مناطق خفض التصعيد ذريعةً للاستفراد بكلِّ منطقة على حدة وتهجير سُكّانها، واليوم تشي بعض الشائعات بأنّ الدور قادم على ما بقي من مناطق خفض التصعيد، وبالطبع من خَبِرَ نظامَ أسد يعلم أنه لن يتوقف في درعا وسيُتابع حتى يُسيطر على كلِّ مناطق المعارضة ولا سيما شمالا التي اتخذت من كلِّ ما يجري موقف المتفرج.