اخر تحديث
الخميس-02/05/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ هذه الشعوب .. مَن يَحني ظهورها لحكّامها .. كي يَركبوها !؟
هذه الشعوب .. مَن يَحني ظهورها لحكّامها .. كي يَركبوها !؟
18.11.2017
عبدالله عيسى السلامة
إذا صحّ قول القائل : ( لا أحد يستطيع امتطاء ظهرك ، مالم تكن منحنياً !) وهو صحيح ، في الغالب .. فلا بدّ من طرح السؤال التالي : مَن يحني طهور الشعوب الخاضعة للاستبداد ، كي يمتطيها حكّامها المستبدّون !؟
الجواب ، هنا ، ليس سهلاً ، ألبتّة ! لأن المشاركين في حني ظهور الشعوب ، كثر.. وكل منهم يسهِم ، بطريقة ما ، وبنسبة ما ، في هذه العملية المعقدة ! ومِن هؤلاء :
1) الحكّام أنفسهم : عبر أساليبهم المتنوعة ، في المكر والخداع ، والتزييف، والكذب، والدجل، وتوظيف كل شيء ، حَسن وقبيح ..لتحقيق أهدافهم، في امتطاء ظهور الشعوب!
2) رجال الحكّام : السياسيون منهم ، والأمنيون ، والإعلاميون .. الذين يمارسون الخداع والدجل ، خدمة للحكام ، وبالتالي : خدمة لانفسهم التي باعوها للحكّام ، وربطوا مصيرهم بمصيرهم ( ومع ذلك ، لايستطيع الحكّام ورجالهم ، وأتباعهم المعروفون .. أن يذلّلوا ظهور الناس جميعاً ! وكل ما قد يستطيعون فعله ، هو تذليل ظهور أقلية من الناس .. من الجهلة ، و أصحاب المصالح والأهواء !).
3) علماء السلاطين : الذين تتوقّع منهم شعوبهم أن يكونوا قدوة لها ، في الصدق والأمانة، وقول الحقّ، والدفاع عن مصالح الأمّة ! إلاّ أن أهواءهم، ومصالحهم الخاصة، تدفعهم إلى الانسياق مع رغبات الحكّام ، وتزيين باطلهم ، في نظر أنفسهم ، ثمّ في نظر الناس ! والثناء عليهم ، وعلى مواقفهم وسياساتهم ، في وسائل الإعلام .. حتى يظنّ البسطاء من الناس ، أن هؤلاء الحكّام ، هم من الأتقياء البررة ، لكثرة ثناء العلماء عليهم! ولولا ذلك ، لما جرؤ العلماء على تزكيتهم ..لأن العالِم لا يزكّي أناساً فاسدين! (وهؤلاء العلماء ، أيضاً ، قد يسهمون ، في تذليل ظهور قسم من المواطنين، لكنهم لايستطيعون خداع الشعب كله .. بل إن تأثيرهم في الناس ، يقلّ ، كثيراً ، بعد أن تنكشف علاقاتهم بالحكّام ، عبر أجهزة استخباراتهم ! وفي كل الأحوال ، تبقى أكثرية الناس ، بعيدةً عن تأثيرهم !) .
4) مثـقفو السلطة : من كتاب وأدباء وأكاديميين ! وهؤلاء ، غالباً مايكون ارتباطهم بالسلطة واضحاً مكشوفاً ، وتأثيرهم في الجماهير محدوداً ! إلاّ أن لهم تأثيراً من نوع ما ، لا يمكن إنكاره ، في شرائح معيّنة من البشر ، تقرأ كتاباتهم ، وتسمع خطبهم أو دروسهم .. وتتأثّر بهذي وتلك !
5) قادة المجتمع : من زعماء قبائل ، ووجهاء مدن وأحياء .. ومن نقابيين وتجّار، وصناعيين ومهنيين .. ممّن تتمكن السلطة من شرائهم ، بالأموال أو الوعود .. أوتتمكّن من خداع عقولهم وضمائرهم، فينضمّون إلى جوقة الهتّافين لها، الحاطبين في حبالها، الذين يزيّنون لِمن حولهم من البشر ، حكمها وسياساتها ، ومواقفها وأخلاقها .. ويـُمنّون الناس بمستقبل زاهر، تحت ظلال حكمها الوارفة !
6) الصامتون : من سائر الفئات ، لاسيّما العلماء وأصحاب الرأي ، والمفكّرين والمثقّفين والوجهاء .. ممّن لا تستطيع الحكومات شراءهم ، ويظلّون محسوبين على الشعب ، بصفتهم قادة له غير منتخبين .. يوجّهونه وينصحونه ، ويسدّدون خطاه ! وحين يراهم الناس صامتين ، إزاء ممارسات الحكاّم ، يظنّون الحكّام على صواب ؛ لأن القيادات الشعبية لا تـغش رعيّتها ! فلو وجَدت هذه القيادات ، فساداً في الحكم ، أو انحرافاً..لما سكتت ! وبهذا يكون سكوتها إقراراً، بصحّة مايفعله الحكّام، أو يقولونه ، أو يرسمونه من سياسات ..!
ـ وقد لا يخطر في بال الكثيرين من الناس ، أن قياداتهم الشعبية ، يمكن أن تسكت ، على الفساد والظلم ، خوفاً ، أو جبناً !
ـ وقد يقتدي كثيرون من أفراد الشعب ، بقياداتهم الشعبية ، فيلتزمون الصمت ، ملتمسين لأنفسهم أعذاراً ؛ إذ ؛ مادام قادتهم قد سكتوا ، فيسعهم هم السكوت ، أيضاً !
7) بعض القوى السياسية المعارضة : توطّد الحكم للحكّام الذين تعارضهم ، بأساليب مختلفة ، منها :
* تشويه صورة المعارضة ، عن قصد أو غير قصد ، وهي تحسب أنها تحسن صنعاً!
* إثارة العقبات والعراقيل ، في وجه المعارضات الجادّة ، باختلاق مشكلات وأزمات من لاشيء .. خدمة لمصالحها الخاصّة ، أو خوفاً من المعارضات الأخرى ، أن تنفرد بالساحة ! أوحسداً شخصياً ، أو حزبياً ، من أطراف معيّنة ، تجاه أطراف أخرى !
* التخبط الفكري ، أو السلوكي ، لدى بعض العناصر البارزة في المعارضة ، الذي يعيق عملها ، أو يضيع عليها الأهداف الصحيحة ، التي يجب أن تحدّدها لأنفسها ، وتسعى إلى تحقيقها ..! فيصبّ ضعفها وتخبّطها ، في دائرة خدمة الحكم المستبدّ ، شاءت أم أبت !
* الإشفاق الزائد على الشعب ـ لدى بعض القوى المعارضة ـ إلى حدّ تجميد أيّ نشاط ، يمكن أن يعرّضه لأيّ أذىً ، من أيّ نوع ! بذريعة أن الزمرة التي تحكم البلاد، شرسة متوحّشة..وأن أيّ تحرّك شعبي ، سيعرّض الناس لانتقام شديد، وعنف شرس! وذلك قد يصيب قوى المعارضة هذه ، بنوع من الإحساس بالذنب ، لتسبّبها في تعريض الناس للأذى ..!
وهذه هي الفلسفة التي قام عليها نظام أسد ، منذ البداية !غرْس الرعب في نفوس الناس، كيلا يفكّر أحد منهم ، بالتحرّك ضدّ الحكم ! ولقد كانت لتجربة السبعينات والثمانينات ، من القرن المنصرم .. آثار سلبية مدمّرة ، على نفوس المعارضات السياسية ، عامّة ؛ إذ غرس فيها النظام ، ماغرسه في نفوس المواطنين جميعاً ، من الحرص الزائد ، على اتّقاء غضب الحكّام ، وبالتالي ؛ إيثار السلامة على أيّ تحرّك ـ مهما كان سلمياً ـ يمكن أن يعرّض الناس للأذى ..!
وما الذي يريده آل أسد غيرذلك !؟ فينطبق على هذا النوع من المعارضة ـ والحال هذه ـ قول الشاعر: (زاد في الرقّة حتّى انخرقا) ! لكنه ،هنا، لم ينخرق وحده ، بل خرقَ ، معه ، إرادة الحياة ، الفطرية الإنسانية ، لدى أبناء شعبه ! إذ جعلهم قطيعاً من الأغنام ، لايتحرّكون ضدّ جزّاريهم ، إلاّ بإذن، أو سماح ، من الجزّارين أنفسهم! أو بضمانة دولية، حازمة صارمة ؛ بأن الشعب لن يمَسّ بأذىً ، إذا خرج في الشوارع ، معبّراً عن رأيه ، بصورة سلمية ! وهذا قد لايتحقّق في المدى المنظور، ولا في أيّ مدىً ، مادامت القوى الدولية المتحكّمة بقرارات المنطقة ، ماتزال تراهن على آل أسد ، على أنهم أقلّ البدائل، الموجودة على الساحة السورية ، سوءاً ، بالنسبة إليها ! كما أن القوى الدولية ، وغير الدولية..لاتتحرّك ، أصلاً ، لحماية شعب ما، إلاّ إذا بادر الشعب نفسه، إلى انتزاع حقوقه ، وتعرّض لظلم أو اضطهاد! وما دام الشعب صامتاً، عن رضىً أو خنوع ..فلا يـُتوقّع أن تظهِر القوى الدولية ، من الشفقة والعطف عليه ، أكثر ممّا يقدّمه لنفسه ، من استعداد للتضحية ، في سبيل انتزاع حريّته ، من جلاّديه !
وربّما تمثّـل آل أسد وأعوانهم ، هنا ، بمقطع من الأغنية المتداولة ، مع بعض التحوير: (الشعب راضي ، وأنا راضي ، مالك ومالنا ياقاضي !؟).
8) القوى الدولية : التي لها مصالح ، في بقاء الحكومات المستبدّة ، متسلّطة على رقاب شعوبها ! لتستطيع ، هذه القوى الدولية ، التحكّم بقرارات هذه الشعوب ، وقرارات أوطانها .. عبر هيمنتها على الحكّام ، وابتزازهم ، وتهديدهم بانتزاع الكراسي منهم !
9) ويبقى السؤال الأهمّ ، في البحث كله ،هو: مَن يحمل الوزر الأكبر، أمام الله ، وأمام الناس .. عن تذليل ظهور الشعوب ، للحكّام الظلمة ، كي يمتطوها ويستعبدوها ، ويسحقوها ، وينهبوا خيرات بلادها !؟
لا شكّ أن لكل صنف من الأصناف المذكورة، نصيبه من الوزر، بقدر حجمه ووزنه، في المجتمع ، من خلال موقعه الاجتماعي ، أو السياسي ، أو العلمي ، أو الثقافي..!
وعلى رأس الجميع ، تأتي مسؤولية العلماء الشرعيين ، سواء منهم الذين باعوا أنفسهم للحكّام الظلمة ، والذين سكتوا ، عن ظلم الحكّام : خوفاً ، أو جبناً ، أو مسايرة !
ثم تأتي أوزار الآخرين ، متدرّجة في الخطورة والضخامة ، بحسب مالكلّ منها ، من قدرة على الفعل والتأثير !
وسبحان القائل : بل الإنسان على نفسه بصيرة . ولو ألقى معاذيره .