الرئيسة \  مشاركات  \  هذا هو حال تركيا اليوم وحتى إشعار آخر

هذا هو حال تركيا اليوم وحتى إشعار آخر

22.12.2016
المهندس هشام نجار


اعزائي القراء ..
منذ انقلاب تموز الفاشل في تركيا ..وخاطرة تلح علي كثيرا تتعلق بتركيا فخشيتي على تركيا كخشيتي على سوريا بعد أن اقفرت الواحة من المخلصين  عربيا وعالميا من اصدقاء سوريا .
فمنذ بداية الثورة السورية وتحمس تركيا لاتخاذ موقف دولي حازم من جلاد الشعب السوري وهي تقدم الطروحات التي من شأنها تسهيل هذه المهمه الا ان امريكا ظلت  تراوغ خمس أعوام معها حتى وقع الانقلاب الفاشل.
 حينها تبين للقاصي والداني أن سبب المماطلة كان من أجل كسب الوقت للتحضير للانقلاب .
ولكن هل نجاح الانقلاب ان حصل,  أو فشله كما حصل.. يصبان في النهاية في المصلحة الأمريكية الروسية المشتركة في تقييد تركيا وجعلها عاجزة أو على الأقل غير قادرة على تحقيق رؤيتها في المنطقة ؟. و بكلمة أخرى هل استفادت  امريكا من الانقلاب الفاشل لدفع تركيا إلى الحضن الروسي لفرملتها وإعطائها بعض الفوائد التي لا تجدي نفعا عن طريق روسيا   وهذا أقصى ما استطاعت الحصول عليه ؟ الجواب نعم .
أما وضع إيران فلا أراه احسن حالا من وضع تركيا فالدولتان تحولتا لشاهدين على اتفاق يتم طبخه في ليل بين أمريكا وروسيا لضبط كافة الأطراف الفاعلة ثم فرض الحل من وجهة النظر  الأمريكية والروسية ...؟
مجريات الأمور تقول ذلك , وان بعض اللاءات التي صدرت عن تركيا تم معالجتها باغتيال سفير روسيا في أنقرة ... ومرة أخرى انا لا اتهم ضابط الأمن الذي قتله بتورطه بمؤامرة فهذا الرجل عبر عن قناعه تصب في رأيه في صالح المسلمين عامة والشعب السوري والتركي خاصة . ولكن قضية  تجنيد مخلصين لهدفهم من أجل تحقيق هدف آخر هو فن مخابراتي معقد وعلينا أن نستعيد عملية اغتيال المرحوم الملك فيصل بواسطة ابن أخيه والذي كان يعتقد أن ما يقوم به هو مطلب عائلي سعودي بينما كان مشبعا بغسيل الدماغ من قبل ال سي آي ايه دون أن يدري.
اخواني اذا نظرنا نظرة واقعية إلى منطقتنا العربية نراها في حالة تخبط أمني وضياع اقتصادي وهدر طاقات واموال  كانت كافية لبناء العالم بأسره كل ذلك لاتجد له أثرا اليوم في حياة الشعوب المهدورة كرامتها .و سبب ذلك واضحا هو وضع حكام مدربين على الخيانه والقتل والذبح وتبذير الأموال على رؤوس شعوبها  .ولكن الدولة الوحيدة في المنطقة والتي نجت من هذه المصيدة كانت تركيا.
وهذا يعني أن هناك رجال مخلصين متمرسين في السياسة والاقتصاد وضعوا بلادهم على الطريق الصحيح فتحولت تركيا إلى دولة اقتصادية رائده بينما دول أوروبية مثل اليونان والبرتغال واسبانيا وأخرى في أوروبا الشرقيه تشحذ من الدول الأوروبية الغنية بعض الدولارات لتتمكن من الاستمرار.
إذن هذه خطيئة تركيا من وجهة نظر الدول المتآمرة عليها.
تركيا وضعت اليوم بين نارين 
النار الأولى هي النار الأمريكية والتي ابتعدت تركيا عنها ولم تعد في وارد العودة إليها على المدى المنظور وهو باعتقادي عمل أمريكي مقصود كما أشرت إليه سابقا  .
والنار الروسية وهي نار وجدتها تركيا مقبولة رغم ماتسببها لها من حروق فعلى الأقل هي منفذ اقتصادي لها.
هذه هي حال تركيا اليوم وحتى إشعار اخر.
ـــــــــ
المنسق العام للهيئة السورية للإعمار