الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هدوء نسبي في إدلب وخروقات للهدنة ترتكبها قوات النظام شمال غربي سوريا

هدوء نسبي في إدلب وخروقات للهدنة ترتكبها قوات النظام شمال غربي سوريا

21.03.2020
هبة محمد



القدس العربي
الخميس 19/3/2020
دمشق"القدس العربي" : يسود عموم محافظة إدلب شمال غربي سوريا، هدوء نسبي، مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار يومه الـ 13، في ظل خروقات عدة شهدتها أرياف إدلب واللاذقية شمال غربي سوريا، فيما توصل انقرة من تعزيز مواقع جنودها، حيث دخل رتل عسكري جديد تابع للقوات التركية يضم نحو 20 آلية من معبر كفرلوسين الحدودي، قبيل أن تنشئ هذه الأخيرة نقطة مراقبة جديدة لها في قرية رام حمدان شمال شرق مدينة إدلب.
المرصد السوري لحقوق الانسان رصد أمس، ارتفاع عدد الخسائر البشرية جراء الاشتباكات على محور الفطيرة ومحاور ريف إدلب الجنوبي، حيث وثق مقتل وجرح 6 عناصر من قوات النظام والميليشيات الموالية لها، خلال محاولتهم التسلل على محور الفطيرة، كما قتل عنصر من الفصائل الجهادية وأصيب 4 آخرون من الفصائل المقاتلة خلال الاشتباكات ذاتها، التي استمرت لساعات عجزت خلالها قوات النظام عن سحب جثث القتلى.
وقالت مصادر محلية إن قوات النظام والميليشيات الداعمة لها، خرقت اتفاق وقف اطلاق النار، الأربعاء، وقصفت بقذائف المدفعية منطقة جبل الأكراد بريف اللاذقية، شمال غربي سوريا، كما قصفت قوات النظام والميليشيات المحلية والأجنبية براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة قريتي التفاحية واليمضية في منطقة جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، ويأتي القصف في خرق جديد في جبل الأكراد بريف اللاذقية من قبل النظامين الروسي والسوري، لخامس مرة على التوالي، لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع من قبل تركيا وروسيا. ووقع الخرق الأول لنظام وقف إطلاق النار فجر السادس من آذار الجاري، حيث قتل حينها 6 عناصر من قوات النظام بينما قتل 9 على الأقل من الحزب الإسلامي التركستاني، وتتالت بعدها خروقات قوات النظام التي تستهدف بشكل شبه يومي مدن وبلدات شمال غربي سوريا.
 
وسط تعزيزات عسكرية ضخمة من قوات الفرقة 25 والميليشيات المرتبطة بإيران
 
من جهة أخرى، كشف مصدر عسكري في "الجبهة الوطنية للتحرير" الأربعاء، عن استقدام قوات النظام لتعزيزات عسكرية ضخمة من الفرقة 25 والميليشيات الإيرانية على جبهات ريفي إدلب الجنوبي والشرقي. وقال المصدر لشبكة "بلدي نيوز" المحلية، إن قوات النظام تستقدم منذ أيام تعزيزات عسكرية ضخمة من قوات الفرقة 25 والميليشيات المرتبطة بطهران، الى جبهتي جبل الزاوية ومدينة سراقب في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، موضحاً ان التعزيزات ضمت مئات عناصر المشاة والعشرات من الدبابات والعربات المصفحة ومدافع "الـ23 مم" والرشاشات الثقيلة المحملة على متن سيارات دفع رباعي.
ولفت المصدر الى أن قوات النظام والميليشيات الداعمة له من الممكن أن تقوم بخرق الاتفاق المبرم بين تركيا وروسيا، في أي وقت، وشن هجوم عسكري على محور "جبل الزاوية" في ريف إدلب الجنوبي، مشيراً إلى أن التعزيزات العسكرية في جبل الزاوية تركزت في مدينة كفرنبل في ريف إدلب الجنوبي والقرى المجاورة لها الواقعة تحت سيطرة قوات النظام والميليشيات الموالية له المتاخمة لقرى جبل الزاوية، وذلك بعد محاولات فاشلة لعمليات تسلل على محور بلدة كنصفرة في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، بيد أن فصائل المعارضة تمكنت من إفشالها بعد اشتباكات عنيفة استخدم فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
والى عفرين بريف حلب، ارتفعت حصيلة القتلى إلى 5 مدنيين، بينهم طفلان، إضافة الى عنصر في الشرطة الحرة، بالإضافة لجرح 15 آخرين بينهم نساء وأطفال جراح بعضهم خطيرة، نتيجة قصف صاروخي نفذته "قوات سوريا الديمقراطية" على مناطق في مدينة عفرين الخاضعة المعارضة المسلحة في ريف حلب الشمالي الغربي.
وإزاء المعاناة التي تحاصر أكثر من 4 ملايين مدني في ادلب والأرياف المحيطة بها، وتصاعد حدة المخاطر القائمة على الأهالي، قالت الأمم المتحدة، إنها تواصل تكثيف عملياتها العابرة للحدود من تركيا، لتلبية احتياجات مئات الآلاف من النساء والأطفال والرجال النازحين حديثًا في شمال غربي سوريا، حيث أرسلت ما يزيد عن 650 شاحنة مساعدات.
وأضاف "فرحان حق"، نائب المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الدولية، أنه "منذ 1 ديسمبر (كانون أول الماضي)، نزح قرابة 960 ألف شخص في إدلب والمناطق المحيطة، معظمهم من النساء والأطفال، وعلى مدار أشهر، شنت قوات النظام السوري، بدعم من روسيا ومليشيات مدعومة من إيران، هجمات دموية على إدلب، في خرق لاتفاق "منطقة خفض التصعيد"، قبل أن تتوصل أنقرة وموسكو إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بدأ في 6 مارس/ آذار الجاري. وتابع "حق"، بحسب ما نقلته وكالة الاناضول التركية، "يؤدي النزوح الجماعي إلى زيادة الاحتياجات في جميع أنحاء شمال غربي سوريا، حيث يعيش أكثر من أربعة ملايين شخص في ظروف قاسية". وأردف: "بين 1 و 16 مارس (آذار الجاري) تم إرسال أكثر من 650 شاحنة، تحمل المواد الغذائية والمأوى والمياه ومستلزمات الصرف الصحي والنظافة والتغذية، عبر معبري باب الهوى وباب السلام".
وزاد المتحدث الأممي بقوله: "وُضعت خطة استعداد واستجابة إنسانية مفصلة لشمال غربي سوريا، منذ نهاية يناير (كانون الثاني الماضي)، مع متطلبات تمويل محدثة بقيمة 500 مليون دولار، لمساعدة أكثر من 1.1 مليون شخص محتاج"، مضيفاً "المانحون قدموا أكثر من 300 مليون دولار لتمويل هذه الخطة، وهناك حاجة إلى المزيد لتلبية الاحتياجات المنقذة للحياة بشكل كامل".