الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هجمات دمشق عرَّت المحتلين

هجمات دمشق عرَّت المحتلين

01.04.2017
طلال عبدالكريم العرب

القبس
الخميس 30/3/2017
نجاح هجمات المعارضة السورية الأخيرة على دمشق وعلى مناطق أخرى من سوريا أثبتت مجددا أنه لا نظام بشار ولا  إيران قادران على صدها من دون الدعم الروسي.
كان النظام السوري آيلا للسقوط، رغم وحشية قوات الاحتلال بشتى صنوفها ضد الشعب السوري، فما كان من بشار وإيران إلا الاستعانة بقوة روسيا العظمى التي استطاعت أن تنقذ النظام السوري من مصيره المحتوم، وتنقذ إيران من هزيمة منكرة.
تدخل الطيران الروسي في سبتمبر سنة 2016 تحت ذريعة محاربة داعش، فترك داعش ليهاجم بصواريخه وقنابله العنقودية بوحشية مسلحي المعارضة والمدنيين على حد سواء، لم يميز بين المقاتل وبين الطفل الرضيع، ولا بين الثكنة العسكرية وبين المستشفيات والملاجئ. أما العالم المتمدن وأميركا، فقد وقفوا جميعا متفرجين مكتفيين برسائل الشجب والاستنكار.
روسيا لم تكتف بذلك القصف، فقد كانت هناك مفاجأة من العيار الثقيل تنتظر الجميع، ما عدا بالطبع أميركا وإسرائيل، عندما صرح رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني بأن إيران فتحت منشآتها العسكرية أمام روسيا بحجة محاربة الإرهاب، تبع ذلك التصريح تأكيد روسي بقصف قاذفاتها الطويلة المدى أهدافا داخل سوريا منطلقة من قاعدة جوية قرب مدينة همدان الإيرانية.
التعاون الروسي – الإيراني ليس بسر ولا بالمفاجأة، المفاجأة هي سكوت أميركا في عهد أوباما عن التغلغل الروسي في سوريا وإيران، فالمعروف أن إيران خط أحمر بالنسبة لأميركا وإسرائيل، فهي واقعة في منطقة النفوذ الأميركي، شاءت أم أبت، باعتبارها عازلا طبيعيا لروسيا عن مياه الخليج العربي، ووجود قاذفات وخبراء روس في إيران يعني أن إيران دخلت في مجال المصالح الروسية المباشرة، فالمسافة بين أقرب قاعدة روسية وبين أهدافها في سوريا لا تتعدى ألف كيلومتر، وهي مسافة قصيرة لقاذفاتها الطويلة المدى، وليس هناك ما يستدعي تواجد روسي في إيران.
إن السكوت الأميركي تسبب في إزهاق أرواح الكثيرين وتشريد الملايين، هذا التحالف بين روسيا وإيران كشف عن هشاشة القوة الإيرانية التي بولغ بتقديرها، فالمعارك الأخيرة أثبتت أن أي تغيير في السياسة الأميركية ضد التمدد الإيراني في منطقتنا ستكون عواقبه وخيمة على إيران، فيكفي أن يرفع الغطاء الجوي عنها حتى تظهر قوتها الحقيقية.
فلا داعش ولا حشود إيران الشعبية ولا أحزابها ولا حرسها الثوري بقاسمه سليماني، ولا بفيلق قدسها، بقادرين على نجاح تمددها في العراق وسوريا، وحتى في اليمن ولبنان، من دون ضوء أخضر أميركي، ومن دون دعم جوي أميركي – روسي.