الرئيسة \  تقارير  \  هآرتس: في ضوء تحذير الإسرائيليين من دخول تركيا.. أين تتجه العلاقات بين أنقرة وتل أبيب؟

هآرتس: في ضوء تحذير الإسرائيليين من دخول تركيا.. أين تتجه العلاقات بين أنقرة وتل أبيب؟

02.06.2022
القدس العربي


القدس العربي
الاربعاء 1/6/2022
تحذير السفر الذي نشرته هيئة الأمن القومي، والذي جاء فيه وجود تهديد حقيقي لمس إيراني بإسرائيليين في تركيا، استقبلته أوساط تركية بخيبة أمل وإحباط. التحذير الاستثنائي الذي تطرق إلى محاولة المس التي بدأت تتدحرج حتى قبل تصفية الشخصية الرفيعة في حرس الثورة الإيراني، من شأنها المس بصورة الدولة كهدف آمن للسياح قبل أشهر الصيف. هذا بعد بضعة أيام على زيارة وزير الخارجية التركي في القدس، وهي زيارة استهدفت تسريع تسخين العلاقات بين الدولتين.
موظفو وزارة الخارجية الذين أرادوا استباق تقديم علاج للضربة، أبلغوا نظراءهم بالبيان المنتظر قبل نشره. في الوقت نفسه، نقلت جهات أمنية لنظرائها تفاصيل عن المعلومات التي أثارت الجهاز وتتعلق بالجهود الإيرانية للمس بأهداف إسرائيلية على أراضيها. الافتراض الأساسي في إسرائيل هو أن هذا النداء الدراماتيكي لن يمس بالعلاقات بين الدولتين، لأن تركيا تخاف من عملية ضد سياح على أراضيها ومن نتائجها الأمنية والاقتصادية.
خلافاً لخلايا إرهابية إيرانية سابقة تم اكتشافها، التي استهدفت المس بدبلوماسيين أو رجال أعمال، يبدو أن السياح الإسرائيليين هم الهدف في هذه المرة. تخشى إسرائيل من أن يعمل أعضاء التنظيم “بطريقة ناجحة”، وبدلاً من المخاطرة بإطلاق النار على دبلوماسي محمي سيمسون بمن يجلسون في المقاهي أو المستجمين في فنادق الدولة. وقدرت مصادر إسرائيلية أن المجموعات المنظمة الحالية لا ترتبط مباشرة بتصفية الضابط الإيراني الكبير، خدائي، في الأسبوع الماضي، بل بدأت نشاطاتها قبل ذلك.
مؤخراً، نقلت جهات إسرائيلية تعليمات للسياح هناك، مثل زيادة اليقظة إزاء طلبات غريبة من أشخاص محليين، والانتباه لأي سلوك مشبوه ممن يقدمون الخدمات، وألا تغريهم دعوات من جهات مجهولة. مع ذلك، تختلف آراء القيادة الإسرائيلية فيما يتعلق بمسألة ما إذا كان التحذير الحالي سيجعل الإسرائيليين يتنازلون عن السفر إلى تركيا. في الحقيقة، كانوا في جهاز الأمن مسرورين لرؤية موجة إلغاء الرحلات إلى تركيا، بالأساس لأن الغمامة الأمنية قد تطول لأسابيع كثيرة. ولكن لتحذيرات السفر الآن وفي حالات كثيرة، تأثيراً سلبياً. فآلاف الإسرائيليين تدفقوا خلال السنين نحو سيناء، رغم التحذيرات الأمنية. موجة السياحة الحالية إلى تركيا تستمر منذ فترة في ظل تحذير متواصل نشرته إسرائيل، وهذا التحذير وضع تركيا في مستوى خطر 3 من بين 4.
رغم أن هيئة الأمن القومي أشارت إلى وجود جهود إيرانية للمس بإسرائيليين، حتى في دول مجاورة لها، إلا أن البيان يخيب آمال تركيا بصورة صريحة ويعطي إشارات على أن المعلومات المتراكمة محددة ودقيقة. “الأمر يتعلق بدولة بمستوى خطر مرتفع على الإسرائيليين في هذه الفترة”، أوضحت هيئة الأمن القومي في البيان.
من أجل تسخين العلاقات مع إسرائيل مؤخراً، ووجهت جهود الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بطلب إسرائيلي واضح، وهو العمل على إحباط عمليات إيرانية أو لحماس ضد أهداف إسرائيلية في حدودها. رئيس الدولة، إسحق هرتسوغ، أثناء زيارته لأنقرة في آذار الماضي، ووزير الخارجية يئير لبيد، في الأسبوع الماضي في القدس، حذرا النظراء الأتراك من تمركز حماس في إسطنبول. وطلبت إسرائيل من تركيا في الأشهر الأخيرة العمل ضد نشطاء الإرهاب الذين يمكثون في حدودها كخطوة سابقة لتسخين العلاقات بين الدولتين.
الدكتور نمرود غورن، رئيس معهد “متافيم” للسياسات الخارجية الإقليمية، يعتقد أن تسخين العلاقات بين الدول سيشجع أيضاً تعميق التعاون فيما بينها في هذه المجالات. “الطيران المدني والسياحة هي من بين الأمور الأولى التي أعلنت إسرائيل وتركيا بأنهما ستعملان على دفعها قدماً في إطار تسخين العلاقات. من المرجح أن الطرفين سيفضلان بأن يكون تحذير السفر رداً على تهديد محدد، وأن يتم تخفيفه حتى بداية إجازات الصيف”، وأضاف: “حتى لو لم يحدث ذلك، فقد عرفت إسرائيل وتركيا، حسب وسائل الإعلام، كيفية التعاون في السابق بخصوص تهديدات خارجية ضد إسرائيليين على الأراضي التركية. وتسخين العلاقات يمكن أن يساعد في تنسيق وإعطاء رد مشترك على التهديدات الحالية”.
بقلم: يونتان ليس
 هآرتس 31/5/2022