الرئيسة \  تقارير  \  نيويورك تايمز: هذا ما سيتضمنه اتفاق نووي مؤقت مع إيران

نيويورك تايمز: هذا ما سيتضمنه اتفاق نووي مؤقت مع إيران

25.11.2021
زياد الأشقر


الامارتية 24
الاربعاء 24/11/2021
على مدى الأشهر العشرين الماضية، اغتال عملاء الاستخبارات الإسرائيلية كبير العلماء النووين الإيرانيين محسن فخري زاده، وفجروا أربع منشآت نووية، وصاروخية إيرانية، أملاً في تعطيل أجهزة الطرد المركزي التي تنتج الوقود النووي، وأن تؤخر اليوم الذي يسمح للحكومة الإيرانية الجديدة بصنع القنبلة النووية.
ولكن ذلك لن يحل المشكلة. لكنه قد يفسح في المجال لمزيد من الوقت للمفاوضات، ويمنع إسرائيل عن قصف المنشآت النووية الإيرانيةولكن صحيفة "نيويورك تايمز" تنسب إلى مسؤولين في الاستخبارات الأمريكية والمفتشين الدوليين، أن الإيرانيين تمكنوا بسرعة من إعادة المنشآت إلى العمل، وفي بعض الأحيان تركيب آلات يمكنها تخصيب اليورانيوم بسرعة أكبر.
وعندما تعرض معمل ينتج الأجزاء الأساسية لأجهزة الطرد لانفجار بدا مدمراً لمعظم أجزائه ولكاميرات المراقبة للمفتشين الدوليين في الربيع الماضي، استؤنف الإنتاج في أواخر الصيف. وقال مسؤول أمريكي بسخرية، إن طهران عاودت بناء خطة جديدة أفضل.
وتعتبر هذه الضربات، والضربات المضادة جزءاً من التصعيد الذي ساد في الأشهر الماضية بين إيران والغرب، وهي مواجهة ستتجدد في فيينا. إذ أنه للمرة الأولى منذ تسلم إبراهيم رئيسي الرئاسة في الصيف الماضي، سيلتقي مفاوضون إيرانيون مع نظرائهم الأوروبيين والصينيين والروس في أواخر الشهر الجاري لمناقشة مستقبل الاتفاق النووي في 2015 الذي يقيّد إلى حد كبير قدرات إيران النووية.
بين أمريكا وإسرائيل
وقالمسؤولون أمريكيون لنظراءهم الإسرائيليين إن الهجمات المتكررة على المنشآت النووية الإيرانية قد تكون مرضية تكيتيكاً، لكنها في نهاية المطاف تأتي بنتائج عكسية، وفق عدد من المسؤولين القريبين من المناقشات الدائرة في الكواليس بين الجانبين.
وأجاب المسؤولون الإسرائيليون بأنهم لن يتوقفوا عن هجماتهم، متجاهلين تحذيرات من تسببهم في  تسريع إعادة بناء البرنامج النووي الإيراني، في واحدة من النقاط الكثيرة التي تختلف عليها الولايات المتحدة وإسرائيل، في ما يتعلق باللجوء إلى الديبلوماسية عوض القوة.
وفي فيينا، ستكون الولايات المتحدة في المدينة، ولكن ليس في قاعة الإجتماعات، لأن إيران ترفض الاجتماع مع مسؤولين أمريكيين، بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي منذ ثلاثة أعوام، ما جعله يترنح.
ومنذ خمسة أشهر، كان المسؤولون متفائلون بإحياء اتفاق 2015، مع التوصل تقريباً إلى اتفاق على النص، لكنهم يعودون إلى فيينا بتشاؤم أكثر مما كان عليه الوضع ،عند تعليق المفاوضات في أواسط يونيو (حزيران).
واليوم، يبدو النص ميتاً، بينما تلاشى حلم الرئيس الأمريكي جو بايدن بالتوصل إلى شيء "أطول وأقوى".
مزاج متغير
وفي علامة على المزاج المتغير، فإن كبير المفاوضين الإيرانيين الجديد علي باقري كني، لا يعتبر على الإطلاق المحادثات المقبلة، مفاوضات نووية. وقال مثلاً، في باريس في الأسبوع الماضي: "لن يكون هناك شيء اسمه مفاوضات نووية". وعوض ذلك يشير إلى المحادثات المقبلة باعتبارها "مفاوضات لرفع العقوبات غير القانونية وغير الإنسانية".
وتقول إيران إنها ستصر على رفع العقوبات بسبب البرنامج النووي، وتلك التي لا علاقة لها به، وتريد ضمانات بامتناع أي رئيس أمريكي في المستقبل عن الانسحاب من الإتفاق أحادياً، كما فعل ترامب. ويؤكد المسؤولون الأمريكيون أن بايدن ليس في وارد تقديم مثل هذا الالتزام.
وتنفي إيران عزمها صنع أي سلاح نووي. لكن السيناريو الأكثر احتمالاً هو أنها تريد أن تبلغ "العتبة النووية"، التي تؤهلها لصنع قنبلة نووية في أسابيع عوض أشهر، إذا  شعرت أنها في حاجة إلى ذلك.
عقوبات جديدة
وفي العلن تلمح الولايات المتحدة إلى أنه إذا تشددت إيران في مواقفها في فيينا، فإنها قد تدرس فرض عقوبات جديدة على طهران.
لكن في أروقة البيت الأبيض، كانت هناك مناقشات أخيراً لمعرفة إذا كان اتفاق مؤقت قادراً على وقف إيران عن إنتاج المزيد من اليورانيوم المخصب، وتحويل الوقود إلى معدن، وهي خطوة ضرورية لإنتاج رأس حربية.
وفي المقابل، قد ترفع الولايات المتحدة عدداً محدوداً من العقوبات. ولكن ذلك لن يحل المشكلة. لكنه قد يفسح في المجال لمزيد من الوقت للمفاوضات، ويمنع إسرائيل عن قصف المنشآت النووية الإيرانية.
وفي مرحلة ما، يقول مسؤولون في إدارة بايدن، إنهم قد يجدون أنفسهم مرغمين على إعلان أن البرنامج النووي الإيراني بات في مستوى من التطور بحيث لا يمكن لأحد العودة الآمنة بعده  إلى اتفاق 2015.
وقال المبعوث الأمريكي الخاص بالشؤون الإيرانية روبرت مالي في الشهر الماضي، إن "المسألة ليست ساعة زمنية، إنها ساعة تكنولوجية، وعند بعض المراحل، فإن الاتفاق قد تلاشى لأن إيران قد حققت تقدماً لا يمكن عكسه".