اخر تحديث
السبت-04/05/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ نوع من الصيد السياسي ، تمارسه الشياطين ، في ظلال البهائم !
نوع من الصيد السياسي ، تمارسه الشياطين ، في ظلال البهائم !
28.04.2018
عبدالله عيسى السلامة
إنها عادة قديمة، نحسبها جارية ، حتى اليوم، في سورية ، وربّما في غيرها! وهي الاصطياد ، في ظلال البهائم ! وملخّصها : أن الصيّاد يخرج ، إلى البرّية ، للصيد ، ولاسيّما في فصل الربيع ؛ إذ تكثر الطيور! ويصطحب ، معه ، دابّة من الخيل ، أو البغال، أو الحمير.. يمشي ، في ظلّها ، حتى بقترب من الطيور، التي ينوي اصطيادها ، ويطلق عليها النار، من بندقية الصيد ، التي معه ، فيُسقط طائراً ، أو أكثر، من طيور الحجل ، أو البطّ ، أو غيرها ! ذلك ؛ أن الطيور، لاتهرب من الدابّة ، إذا اقتربت منها ، ولا ترى الصيّاد ، الذي يسير في ظلّها فيصطادها ، في لحظة اطمئنان !
في أحد مواسم الانتخابات ، زارني شخص ، يُظهر لي بعض المودّة ، ليحفزني ، على خوض الانتخاب ، نافضاً يده ، من المرشّحين الآخرين ، الذين لم يعد يرى فيهم خيراً، بعد طول تجاربه معهم ! وأكّد ، على أنه حريص، على تغييرهم ، بوجوه جديدة ، مؤهّلة، وموثوق بها ! وحين سألته، عن البديل ، ذكَر أنّي البديل المناسب ، عن فلان ، وهو الشخص الذي أميل ، إلى ترشيحه في الانتخاب !
تبسّمت ، إزاء طلب الأخ ، ومحاولته استغفالى! لأني أعرف صلته ، بالشخص الآخر، المنافس للمرشّح الذي أميل إليه ! وكانت الحسبة واضحة ، لديّ ، وبسيطة : هو يريد ترشيحي ، لبعثرة الأصوات ، المؤيّدة للشخص الذي أرشّحه ، ليفوز المرشّح الآخر، بأصوات مؤيّديه ، التي تبقى خالصة ، له ، دون منافس !
أوضحتُ ، للأخ الناصح ، أنني لست الدابّة المؤهّلة ، للصيد في ظلّها ؛ فليبحث عن دابّة غيري ، فقد يجد مَن هو أفضلُ منّي ، لهذه المهمّة !
مانراه ، اليوم ، في موسم الانتحابات التركية ، المزمع إجراؤها ، بعد أسابيع قليلة ، يدخل بعضُه ، في هذا الإطار:(الاصطياد في ظلال الدوابّ) ! فالمرشحون ، المنافسون لأردوغان ، ليس فيهم منافس حقيقي ، مؤهّل ، للحصول على ثقة الأكثرية ، من الناخبين الأتراك ! وأحزابُهم المعارضة ، تقلب الآراء ، لاختيار مرشّح ، يكون مؤهّلاً حقيقياً، بديلاً لأردوغان ، حتى لو كان ، من حزب أردوغان نفسه ، أو يحمل أفكاره ، بل ، ربّما كان هذا هو الأفضل ؛ لأنه يحمل روحاً إسلامية ، تؤيّدها أكثرية الشعب التركي ، من ناحية ، ومن ناحية أخرى ، يساعدها ، في شقّ الصفّ ، المؤيّد لأردوغان !
وبعض القوى الإسلامية ، تشارك في هذه اللعبة المريبة : لعبة إسقاط أردوغان ، وهي تعلم أنْ ليس ثمّة رجل واحد ، يمكن أن يقدّم ، لتركيا ، ماقدّمه أردوغان ، ويقدّمه ، على المستويين الداخلي والخارجي ! فالمهمّ ، لدى قوى الغرب ، وأذنابهم في الداخل ، هو إسقاط أردوغان ، وبعئذ ، لكل حادث حديث !
ففي ظلّ أيّة دابّة ، إسلامية أو غير إسلامية ، سيتمّ اصطياد أردوغان ، وفي ظلّ أيّ قطيع، من الدوابّ : الإسلامية وغير الإسلامية ، سيتمّ اصطياد حزب العدالة والتنمية !؟
نتمنّى ، ألاّ يكون الإسلاميون ، هم دابّة الصيد ، المُذلّلة لقوى الإجرام ، وألاّ يكونوا ، هم، مخلب القطّ ، لهذا النوع من الصيد ؛ لأنهم سيُخربون بيوتهم ، بأيديهم ، وبأيدي المجرمين، أعداء أمّتهم ، في الداخل والخارج !
فأيّ شخص ، في تركيا، اليوم ، مؤهّل ، لأن يملا قلوب الناس وعقولهم ، مثل أردوغان!؟
وأيّ حزب ، في تركيا ، كلها ، قادر،على أن يقدّم ، لتركيا : دولة وشعباً ، داخلياً وخارجياً، ماقدّمه أردوغان وحزبه ، وما هو مخطَّط لتقديمه ، ضمن برامج واضحة عملاقة ، تبهر الناس ، وتملأ قلوب الأعداء رهبة وفزعاً ، من تركيا العملاقة : العملاقة في كلّ شيء ، في قيادتها ، وفي نهضتها السريعة ، المذهلة على سائر المستويات !؟
وإذا عجزت أيّة قيادة ، بديلة عن أردوغان وحزبه ، عن الوصول ، إلى رُبع المستوى ، الذي وصله حزب العدالة والتنمية - وهي ستعجز، يقيناً ، على ضوء الواقع الحالي ، التركي والدولي - فماذا تفعل القيادة البديلة ، إزاء ما سوف تراه ، من مواقف شعبها !؟ وبمَ ستعتذر له !؟ وإذا كانت إسلامية ، فبمَ ستعتذر، أمام ربّها !؟ وهل يصلح حبُّ السلطة ، حجّة ، أمام ربّ العالمين !؟
وحسبنا الله ونعم الوكيل !