الرئيسة \  واحة اللقاء  \  نقل النظام السوري لمقاتلي داعش !؟

نقل النظام السوري لمقاتلي داعش !؟

05.09.2017
عبدالرحمن سعد العرابي


المدينة
الاثنين4/9/2017 
في العمليات البطولية التي قام بها الجيش اللبناني في جرود بعلبك ضد مقاتلي داعش وأدت الى وضعهم في الزاوية إما الاستسلام أو القتل ،تدخَّل حزب الله وأمينه حسن نصر الله وبالتنسيق الكامل مع نظام بشار الأسد لمنع أسْر ومعاقبة مقاتلي داعش كما تقتضي أحوال الحروب. فداعش عاث في المنطقة اللبنانية التي كان يحتلها الفساد وقتلَ وشرَّدَ عشرات اللبنانيين وتعدَّى على سيادة الدولة وهو بذلك مجرم حرب يجب محاسبته على أفعاله تلك. غير أن تدخُّل حزب الله وأمينه أمَّن لمقاتلي داعش طريقاً سالكة وأبعدهم عن العقاب.
أمين عام حزب الله حسن نصر الله تباهى بأفعاله بقوله :" الأهداف تحققت لبنانياً أخرج داعش من الأراضي اللبنانية وكُشف مصير الجنود اللبنانيين وتم تأمين الحدود وتطهير القلمون الغربي من داعش. لم يعد هناك جرد ولا تلة ولا جبل ولا واد ولا نقطة حدودية يتواجد عليها إرهابي. هذا إنجاز عظيم ،الحدود اللبنانية باتت آمنة".
الصفقة التي قادها حسن نصر الله مع داعش والتي أدت إلى نقل مقاتليهم برعاية وتحت حماية قوات النظام السوري إلى مدينة البوكمال في محافظة دير الزور والتي وصفها نصر الله بالإنجاز العظيم كانت لها ردود فعل متباينة بين اللبنانيين ،فكثير منهم رأوا فيها "خيانة" لدماء شهدائهم ، فالجنود الثمانية المختطفون من قبل داعش لم يعودوا إلى أهاليهم على أرجُلهم بل في نعوش كرُفات ليس إلَّا، ومع ذلك لم يُعاقب داعش على أفعاله تلك بل تُركت له حرية الحركة والانتقال إلى أماكن آمنة على الأراضي السورية ،وهو ما دفع البعض إلى التذكير مرة أخرى بالدور المشبوه لنظام بشار في حمايته لداعش.
أحد آباء الجنود القتلى يقول لوسائل الإعلام: " بأي حق يُسمح لقتلة الجنود اللبنانيين بمغادرة لبنان بدل القبض عليهم وتقديمهم للعدالة؟، وكيف قُدِّمت التسهيلات لانتقال هؤلاء إلى دير الزور حتى قبل التثبُّت من أن الرفات الذي تسلَّمه الجيش يعود للعسكريين المخطوفين، لن نسامح على هذه الصفقة التي لم تحفظ للعسكريين تضحياتهم ولم تراعِ عذابات أهلهم".
وكما هو معتاد من الحالة السياسية في لبنان في تجاذباتها وتناقضاتها فإن الصفقة بالطريقة التي تمت بها أحدثت تداعيات سياسية داخلية كبيرة ، فكتلة المستقبل النيابية وصفتها بـ "الموقف المخادع الذي اعتمده حزب الله تجاه الفصل الأخير من المواجهة التي خاضها ببطولة ومهنية عالية الجيشُ اللبناني ضد التنظيم الإرهابي " ، ووصفت الكتلة ما قام به حسن نصر الله بأنه" جر الدولة اللبنانية لتنسيق علني مع النظام السوري فيما يقوم الحزب والنظام السوري بالتفاوض مع داعش على جثامين شهداء الجيش اللبناني على هامش مفاوضاتهم لاسترجاع أسْراهم وجثامين قتلاهم ومنهم جثمان الأسير التابع للحرس الثوري الإيراني".
أما رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع فوصف ما حدث بقوله :" إن داعش كان مطوَّقاً من كل الجهات وبالتالي لو تم الإطباق عليه لوقع المئات من عناصره في الأسْر وهو ما يدحض نظرية أن الصفقة تمت لمعرفة مصير العسكريين المخطوفين كما يزعم حزب الله".
نقل مقاتلي داعش بالصورة التي تمت يثير عشرات التساؤلات ويؤكد على الشبهات القائمة حول تعاون ما بين التنظيم وبين النظام السوري ،فلو كان النظام السوري بالفعل متضرراً من وجود داعش على أراضيه لما سمح لهم إطلاقاً بالخروج الآمن كما تم ومن أراضٍ سورية إلى أخرى. ولعل وصف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ذلك بقوله : " إن نقل أعداد كبيرة من داعش إلى المناطق الحدودية مع العراق إهانة للشعب العراقي . إن القوات العراقية تسعى للقضاء على داعش لا احتوائه) هو خير مؤشر على أن ما تم إنما هو تأكيد على التعاون الخفي بين داعش ونظام بشار وحزب الله اللبناني.