اخر تحديث
الخميس-25/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ نتعاطف مع المظلوم ، لكن إلى أيّ حدّ ؟ ومَن منّا يَقبل أن يكون مكانه ؟
نتعاطف مع المظلوم ، لكن إلى أيّ حدّ ؟ ومَن منّا يَقبل أن يكون مكانه ؟
12.10.2020
عبدالله عيسى السلامة
المصابون كُثر: بأبدانهم وأهليهم وأرزاقهم .. وكلُّ عاقل في قلبه شيء من الرحمة، يتعاطف معهم ، ويتمنّى لهم الخير، وأن يرفع الله عنهم المصائب !
ومِن سنّة الله في خلقه ، أن يبتليهم بالمصائب .. قال تعالى :
(ولنبلوَنّكم بشيءٍ من الخوفِ والجوعِ ونقصٍ من الأموالِ والأنفسِ والثمراتِ وبَشّر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون * أولئك عليهم صلواتٌ من ربّهم ورحمةٌ وأولئك هم المهتدون) .
وأسباب المصائب كثيرة ، منها الأمراض ، ومنها الجوائح الطبيعية، ومنها غير ذلك.. وكلها بقدر الله !
لكنّ الحديث ، هنا ، هو عن المظلومين ، تحديداً ، وعن المظلومين ، من قبل سلطات دوَلهم ، على وجه الخصوص .. فنقول :
إنّا نتعاطف مع المسجونين ظلماً ، ومع أُسَرهم : أطفالاً ونساء .. وندافع عن حقوقهم، مااستطعنا ، كلٌّ بالوسيلة ، التي يتمكّن من استعمالها ، قولاً وكتابة .. وغير ذلك !
وإنا نتعاطف مع المقتولين ظلماً : في الشوارع أو السجون ، ومع أسَرهم اطفالاً ونساء ، وندافع عن حقوقهم ، بما نستطيع !
وإنّا نتعاطف مع المهجّرين ظلماً ، من أوطانهم ، بسبب خوفهم ، على حياتهم وحياة أسَرهم ، وندافع عن حقوقهم ، بما نستطيع !
وإنا نتعاطف مع الذين هُدّمت بيوتهم ، بالقنابل والصواريخ ، وباتوا في العراء ، مع أسرهم ، لايملكون من حطام الدنيا ، ولا من أساسيات الحياة ، شيئاً ، إلاّ خيمة ، تغطّي أبدانهم ، ولا تحفظها من حرّ الصيف ، ولا من برد الشتاء..هذا إذا وجدوها!
وإنا نتعاطف مع من غرقوا في البحار، أو غرق بعض أفراد أسرهم .. وهم يسعون إلى النجاة ، من ظلم الظلمة ، بالعبور إلى مكان ما ، من أرض الله الواسعة !
أجل ، نتعاطف مع هؤلاء جميعاً ، وندافع عن حقوقهم ، بما نستطيع من كلام !
لكن: مَن منّا يرضى أن يكون ، في مكان أيّ منهم ؛ بل: مَن يشعر، بواحد في المئة، من المشاعر التي تنتاب أيّاً منهم !؟
مَن منّا يعزف عن الطعام، حين يرى صورة العذاب ، الذي يصيبهم، تُعرَض أمامه، على شاشات التلفاز؟
مَن منّا يَقسم لقمة الطعام ، بين أسرته ، وإحدى الأسر الجائعة ، التي يراها أمامه ؟ ولا نقول : مَن منّا يقدّم طعام أسرته ، كلّه ، للأسرة الجائعة ؟
الكلام سهل ، لكن الفعل صعب .. وحسبنا أن نذكّر بقول رسول الله :
مَثلُ المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم ، مَثلُ الجسد ؛ إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائرُ الجسد ، بالسهر والحُمّى !