الرئيسة \  تقارير  \  ناشونال إنترست: هل انتهت الأزمة بين روسيا وإسرائيل كما بدأت؟

ناشونال إنترست: هل انتهت الأزمة بين روسيا وإسرائيل كما بدأت؟

12.05.2022
زياد الأشقر


الاماراتية 24
الاربعاء 11/5/2022
تناول محرر شؤون الأمن القومي في مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية مارك أيبسكوبوس العلاقات الروسية الإسرائيلية بعد الخلاف بسبب تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن يهودية الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، قائلاً إن روسيا تفادت ما كان يمكن أن يتصاعد إلى أزمة ديبلوماسية بكل معنى الكلمة مع إسرائيل، إحدى الدول الرئيسية التي اختارت الحياد بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا.
انتهى الجدل الروسي الإسرائيلي على معاداة السامية، فجأة كما بدأ.ووقع لافروف تحت الضغط خلال مقابلة مع التلفزيون الإيطالي في الأسبوع الماضي لببرر الغزو الروسي لأوكرانيا فقال: "وماذا يعني أن يكون زيلينسكي يهودياً؟ هذا لا يلغي وجود عناصر نازية في أوكرانيا...أعتقد أن هتلر كانت له دماء يهودية. إنها لا تعني شيئاً. اليهود الحكماء يقولون إن أشد المعادين للسامية من اليهود عادة. ولكل عائلة خروفها الأسود، كما نقول".
إبادة ضد الأقلية
ولطالما كررت المؤسسة السياسية الروسية منذ سنوات أن أوكرانيا دولة لا تعتنق النازية فحسب، وإنما تعتمد سياسة الإبادة للأقلية الناطقة بالروسية.
وأظهرت استطلاعات الرأي على نحوٍ دائم أن هذه المواقف تحظى بدعم واسع من الشعب الروسي.
واستناداً إلى مسح لمركز أبحاث استطلاع الرأي العام الروسي أخيراً، تبين أن 76% من الروس يعتقدون أن "المنظمات النازية الأوكرانية" تشكل تهديداً لروسيا.
ولا يبدو أمراً مثيراً للجدل في روسيا أن زيلينسكي، رغم أصوله اليهودية، تساهل وتعاون مع النازيين الأوكرانيين في الوقت الذي يعمدون فيه لـ "إبادة" مزعومة ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في دونيتسك، ولوغانسك في شرق أوكرانيا.
لكن إسرائيل من الدول التي لا تشارك لافروف تقييمه لزيلينسكي والنازية في أوكرانيا. وندد وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد بكلام لافروف "الذي لا يغتفر والذي يمثل فضيحة وخطأ تاريخياً مرعباً، إن اليهود لم يقتلوا أنفسهم في الهولوكوست".
 واستدعي السفير الروسي احتجاجاً. وأصدرت الصحف الإسرائيلية والمنظمات اليهودية إدانات شديدة  لروسيا.
إن المخاطر واضحة. فقد التزمت إسرائيل بحياد دقيق منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط)، وامتنعت إلى حدٍ كبيرٍ عن الانضمام إلى العقوبات الغربية على روسيا.
ووضع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت نفسه في موقع الوسيط، وزار موسكو في المراحل الأولى من الحرب، والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمدة ثلاث ساعات.
لكن كلام لافروف أثار المتشددين في إسرائيل، وجعل من الصعوبة بمكان على بينيت الاستمرار في الالتزام بالحياد في الحرب التي دخلت شهرها الثالث.
إسرائيل لم تعد محايدة
وكتبت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن "كلام لافروف المعادي للسامية يعني أن إسرائيل لم تعد محايدة بين أوكرانيا وروسيا".
وردت وزارة الخارجية الروسية ببيان دافعت فيه عن لافروف. لكن الواقعية انتصرت في نهاية المطاف. اتصل الرئيس فلاديمير بوتين ببينيت الخميس، ليقدم ما وصفه بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بالإعتذار.
لكن البيان الروسي لم يأت على ذكر الاعتذار، لكنه في الوقت نفسه لم يدحض ما أورده الجانب الإسرائيلي.
ولفت البيانان إلى نقاط التقاء بين الذاكرتين التاريخيتين الروسية والإسرائيلية حول أحداث رئيسية في الحرب العالمية الثانية، مع إشارة بينيت إلى "المساهمة الحاسمة للجيش الأحمر في الانتصار على النازية".
وانتهى الجدل الروسي الإسرائيلي على معاداة السامية، فجأة كما بدأ. ولا تزال أسباب التغير المفاجئ في موقف موسكو الذي توج باتصال بوتين ببينيت، غير واضحة.
وربما توصل الكرملين إلى استنتاج بأنه لا يمكنه تحمل انحياز دولة محايدة قادرة على الاضطلاع بدور رئيسي في مفاوضات سلام في المستقبل مع أوكرانيا، بسبب الاختلافات في تفسير تاريخي.