ناسجة الكفن

صـلّيتُ  يـا أُمّـي صلاةَ iiمُوَدِّعٍ      وكـما أردتِ لبِستُ يا أُمّي iiالكَفَنْ
أوَمـا  لـهذا مُـذْ وُلِدتُ iiنَذَرتِني      وعـلى  وفاء النَّذرِ إنّي iiالمُؤتَمَنْ
وبـلا  وداعٍ سوف أمضي iiباسماً      فـلَقد رضـينا بـالجِنانِ لنا iiثمنْ
فأنا الشّهيدُ غداً وأنتِ اخترتِ iiلي      عِزَّ  الجهادِ، وخابَ مَنْ عنهُ وَهَنْ
حُقَّ  الجهادُ وليسَ أعظمَ مِنْ فتىً      لبّى الجِهادَ وهَبَّ لا يخشى المِحَنْ
فـالعِزُّ في ظِلِّ الجهادِ، ومَنْ iiيَحِدْ      عـنهُ فـليسَ لهُ سِوى ذُلِّ iiالفِتَنْ
لـمْ أنـسَ يوماً ما الشهيدُ iiينالهُ      من أهلهِ، ومن المُهيمنِ مِنْ iiمِنَنْ
وحنينُ  صوتك حينما هَدْهَدتِ iiلي      عـن عِزّةِ الإيمانِ سارَ مع iiاللبَنْ
فـي  كـلِّ يـومٍ تذكُرينَ صحابةً      عـاشوا  وضحّوا للكتابِ وللسُّنَنْ
لـمْ  نـعرفِ الإيمانَ لولا iiفَتحُهمْ      وبفضلِ  ما نشروهُ صار لنا iiوَطَنْ
وعـلى هُـداهُمْ أنتِ مَنْ iiنشّأتِني      إمّا  دعا الدّاعي بروحي لنْ iiأضِنْ
ثـوبانِ يـا أُمّاهُ أنتِ نَسجتِ iiلي      ثـوبٌ ليومِ العُرسِ، والثّاني iiكَفَنْ
كـفَّاكِ قـدْ حـاكَتْهُما وأنـا iiإلى      أغـلاهِما يـا أُمُّ قلبي اليومَ iiحَنْ
بـالدّمعِ  والآمـال قدْ نُسِجا iiمعاً      وبـكلِّ خـيطٍ مِـنهُما أبدعتِ iiفَنْ
والـعُرسُ في الفردوسِ قد iiآثرتُهُ      وإلـيهِ يـا أُمّـاهُ أستبِقُ iiالزّمَنْ
فـإذا نـظرتُ إلـيكِ باسِمةً iiغداً      وأنـا بـدارِ الخُلدِ نفسي iiتطمَئنْ
فـأُبارِكُ الـكَفَنَ الـذي iiألبَستِني      ويُـبارِكُ الـرّحمنُ ناسِجةَ iiالكَفَنْ