اخر تحديث
الإثنين-06/05/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ مَن تركَ عمله الكبير، وانشغل بالصغير، أضاع العملين ، معاً !
مَن تركَ عمله الكبير، وانشغل بالصغير، أضاع العملين ، معاً !
13.02.2019
عبدالله عيسى السلامة
عمر بن الخطاب ، حالة خاصّة ، نادرة ، قلّما تتكرّر، في الحياة الإنسانية ! فلم يكن ينام ، ليلاً ولا نهاراً ، حتى يصرعه التعب والنعاس ! فقد كان خليفة ، مسؤولاً ، عن شؤون دولته ورعيته.. وكان يقول ، لو زلقت بغلة ، على شاطئ دجلة ، لخشيت ، أن يحاسبني الله ، عنها : لمَ لمْ أعبّد لها الطريق ؟
كان يقضي ليله ، بين الصلاة ( قيام الليل) ، والتجوّل ، في شوارع المدينة المنوّرة ؛ لتفقد أحوال الرعيّة !
وحين سأله أحد أفراد رعيّته : ألا تنام ، ياأمير المؤمنين ؟ قال : متى أنام ؟ إذا نمت في الليل، أضعت نفسي ، وإذا نمت في النهار، أضعت رعيّتي !
وقد رآه عليّ بن أبي طالب ، يركض وراء بعير، فسأله : ماتفعل ، ياأمير المؤمنين ؟ قال : بعير من إبل الصدقة ، أصابه الجرب ، فجئت به ، كي أدهنه بالقطران ، فشرد منّي ، فأنا أطارده ، لأهنأه (أدهنه) ! فقال عليّ : أتعبتَ مَن بَعدك ، ياعمر !
عمر لمْ تشغله أعباء الخلافة ، عن الأعباء الصغيرة ؛ فكان يقوم بالأعباء ، كلّها ، على حساب صحّته وراحته !
وحالة عمر، هذه ، لم يَعلم أحد من الناس ، أنها تكرّرت ، في التاريخ البشري !
نماذج :
قال أحد العلماء : لو كُلّفت بتقشير بصلة ، لما استطعت حلّ مسألة !
وسَمع أحدُ العلماء ، زوجته ، تقول له : لم يبقَ في البيت طحين ! فقال لها : قاتلك الله ، لقد أطرتِ ، من رأسي ، أربعين مسألة !
وقال نابليون بونابرت : أسوأ جنرال ، هو من يتدخّل ، لتبديل موقع خفير! ( لأن الجنرال ، الذي يترك موقعه شاغراً ، ويأتيه قادة القطعات العسكرية ، لتلقّي الأوامر الضرورية ، منه ، فلا يجدونه، في مقرّ عمله ، يكون قد فرّط ، بعمله الأساسي ، الذي عُيّن له ، وانشغل بعمل ، هو من مهمّات رقيب في الجيش ، أو عَريف !
وكبار العلماء ، الذين نافسوا غيرهم ، على مواقع إدارية ، قلّلوا من هيبتهم ، وضعفت قدرتهم على التأثير، في قلوب أتباعهم ، من طلاّب العلم ؛ حتى لو أفلَح هؤلاء العلماء ، في شَغل المواقع الإدارية ، وماهو في حكمها ، بشكل جيّد !