اخر تحديث
الخميس-02/05/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ مَن المَلوم : المُزَعفَرُ، أم المُشْتَمِلُ !؟
مَن المَلوم : المُزَعفَرُ، أم المُشْتَمِلُ !؟
07.01.2020
عبدالله عيسى السلامة
كان لمالك بن مَناة ، وأخيه سعد ، إبلٌ يَرعيانها ، وكان مالك ، هو الخبير، برعاية الإبل وسقايتها ، إلاّ أنه شُغل عن ذلك ، بزواج حديث ، فكَلّف أخاه سعداً ، بسقاية الإبل ، وكانت خبرته قليلة ، فكانت الإبل تتفلّت منه ، وتنحرف إلى البساتين ، لتأكل منها ! فقال سعد بيتاً من الرجز، حرص على أن يسمعه أخوه ، الجالس عند عروسه ! والبيت هو:
يَظلّ ، يومَ وِردِها ، مُزَعفَرا وهي خَناطيلُ ، تَجوسُ الخُضَرا !
المزعفَر: هو المضمّخ بالزعفران - خناطيل : مجموعات !
فسمع مالك البيت ، ولم يعرف كيف يجيب أخاه ، فقالت له عروسه ، التي سمعت البيت ، هي أيضاً : ألاتجيب أخاك ؟ فقال لها : وبمَ أجيبه ؟ فقالت ، قل :
أوردَها سعدٌ ، وسعدٌ مُشتملْ ما هكذا ، ياسعدُ ، تُورَدُ الإبلْ !
ومعنى اشتمَلَ بثوبه : أداره على جسده ، كلّه ، حتّى يدُه لاتَخرج منه !
وقد ذهب بيت مالك ، مثلاً ، على كلّ مَن يقوم بعمل لايُحسنه ؛ ولا سيّما الشطر الثاني ، من البيت !
ويبقى السؤال ، هنا ، هو: مَن الملوم ، مالك ، الخبير بسقاية الإبل ، الذي ترك المهمّة ، لأخيه الغرّ الجاهل ، أم سعد ، الذي قام بعمل لايُحسنه ، وهو سقاية الإبل ؟
ثمّ : هل هذه القصّة ، بما فيها من رجز، متبادل بين الأخوين ، مقصورةٌ ، على مالك وأخيه سعد .. أم هي صالحة للتمثّل بها ، في كلّ مرّة يقعد فيها الخبير، عن أمر ما ، ويباشره غيره الذي لا يُحسنه ؛ فيُفسد العمل ، برمّته ، ويحصل الضرر للأخوين ، معاً ، ولإخوة آخرين لهم ، بل ربّما لقبيلة كاملة ، وربّما لشعب بأسره ؟ ذلك ؛ أن الأعمال كثيرة متنوّعة ، وبعضها سهل، وبعضها صعب .. كما أن بعضها ، لايخلو من تعقيد ، ويحتاج إلى خبرة ، أو حصافة ، أو فطنة .. فإذا أدّاه مَن لايُحسن أداءه ، أفسده ، وألحق الضرر ، بسائر
الحريصين
على نجاحه، والمتضرّرين من فساده !