الرئيسة \  واحة اللقاء  \  موقف المملكة المنصف إزاء اللاجئين السوريين

موقف المملكة المنصف إزاء اللاجئين السوريين

28.11.2015
اليوم السعودية



كلمة اليوم
الخميس 26/11/2015
رغم المواقف الانسانية المشهودة للممملكة ازاء استضافتها أكثر من مليونين ونصف المليون من الأشقاء السوريين منذ بداية أزمتهم مع نظامهم الأسدي الجائر، حيث حرصت أشد الحرص على عدم التعامل معهم كلاجئين بل اعتبرتهم كرعاياها فلم يوضعوا في معسكرات لجوء حفاظا على سلامتهم وكرامتهم ومنحتهم مطلق الحرية في الحركة داخل أراضيها ومنحتهم الاقامة النظامية كغيرهم من المقيمين.
وقد منحوا الاقامة بكل ما يترتب عليها من رعاية صحية مجانية وانخراط في سوق العمل والتعليم وغيرها من المميزات، بل انها عمدت منذ نشوب الأزمة أيضا الى مد يد المساعدة لهم ورعاية الفئات المتواجدة في العديد من الدول العربية مثل لبنان والأردن وغيرها من الدول رفعا لمأساتهم الانسانية وتخفيف آلامهم والوقوف الى جانبهم في محنتهم الكبرى الى أن يتم لهم النصر على نظامهم الدموي والرجوع الى بلادهم باذن الله.
رغم ذلك فان المملكة أعربت عن قلقها البالغ ازاء ارتفاع أعداد اللاجئين في العالم وتزايد العداء العنصري واللا انساني ضدهم، لا سيما ضد المسلمين منهم، بما يتوجب على منظمات المجتمع المدني ووسائل الاعلام الارتقاء عن الخطابات العنصرية والعمل على رفع الوعي وتحمل مسؤوليات تقديم الحماية الضرورية للاجئين الفارين اما من أنظمتهم الجائرة أو من الجماعات الارهابية المنتشرة في بلادهم.
صحيح أن دول العالم تشهد اليوم حالات طارئة غير مسبوقة منذ انحسار الحرب الكونية الثانية، حيث تتزايد أعداد اللاجئين الى دول عديدة في الشرق والغرب فثمة ما يقارب من عشرين مليون لاجئ وأربعين مليون نازح وأعدادهم في تزايد مستمر، ومعظم دول العالم المستقبلة لملايين اللاجئين والنازحين تشكو من نقص التمويل وغياب الآليات الكافية لحمايتهم، وتمثل الأزمة السورية أكبر مأساة انسانية شهدها العالم أفرزت أكبر كمية من اللاجئين والنازحين.
لقد ارتفع عدد المهجرين والنازحين من سوريا الى نصف سكانها حيث بلغت أعدادهم أكثر من أربعة ملايين نسمة يشكلون للعديد من دول العالم تحديا كبيرا لتلبية احتياجاتهم الأساسية من غذاء ورعاية صحية وتعليمية، واذا كانت المملكة تحتضن نصف اللاجئين السوريين على وجه التقريب فان أزمة اللاجئين لا تزال قائمة في كثير من دول العالم، ويقتضي ذلك التفكير الجدي في مواجهة مشاكلهم والعثور على حلول عاجلة لها.
ان المجتمع الدولي يتحمل مسؤوليات انسانية لحماية أولئك اللاجئين والنازحين الفارين من أنظمتهم الجائرة أو الفارين من المنظمات الارهابية المتواجدة في بلدانهم، ولا بد من العثور على حلول قاطعة للخطاب العنصري الذي بدأ يتفشى في كثير من دول العالم المستضيفة للاجئين والنازحين، لا سيما الخطاب الموجه ضد المسلمين، فلا بد من ايجاد الآلية المناسبة لوقف هذا الخطاب وتبعاته وآثاره الوخيمة على اللاجئين والنازحين.
وتبدو الأهمية واجبة من المجتمع الدولي لتأمين اللاجئين السوريين وغير السوريين من العنصرية الآخذة في الانتشار بين صفوفهم، ولا بد من العمل على حمايتهم، فهم فارون من نيران سلطاتهم الجائرة أو فارون من الجماعات الارهابية المتواجدة في بلدانهم، فيجب ألا يتركوا دون حماية ودون رفع الضيم عنهم والمتمثل في اتهامهم بالعنصرية وهم في أشد الحاجة للحماية وتقديم ما يمكن تقديمه لهم من مساعدات انسانية ضرورية.