بودكاست قناة الجزيرة عن قاسم سليماني ليس فلتة ، ولاخطأ عابرا ، يزال بتنبيه أو مطالبة ، كما يحلم الائتلاف الوطني السوري . البودكاست جزء من استراتيجية مستقرة ، لدى الممولين لقناة الجزيرة ، وطموح قناة الجزيرة أنها تستطيع تحت عنوان المهنية الإعلامية أن تربط عربتها بالحصانين، رغم علم القائمين عليها أنهم سُبقوا إلى الأسود ولم يتبق لهم غير الأجرب ..فهم يراهنون عليه ، مع أنهم كانوا من السباقين إلى طرق الأذن العربية بالخطاب الصهيوني .
أقول الخلاف الخليجي - الخليجي ، مع كل أسبابه التافهة الظاهرة ، يبقى هدفه الأبعد ؛ ترسيخ الشرخ بين أبناء الأمة الواحدة في الصيرورة . وتحويل جميع أبناء الأمة إلى قبلتين : قبلة في تل أبيب ، وأخرى في طهران . وهذا ما يتم التحضير له ، والتوجه إليه هذه الأيام ؛ حتى نكاد نقول : إنه أصبح حقيقة واقعة ؛ وإن أنكره البعض بمعاذير لا تسمن ولا تغني . لن تصمد شوكولا المجاملات طويلا تحت حر شمس الحقيقة .
وسيبقى من الأمة أفراد قليلون مستضعفون يرددون :
إن الألى قد بغوا علينا
إن حاولوا فتنة أبينـا
وكان رسول الله صلى الله وعليه وسلم يردد :
أبينا .. أبينا .. أبينا .
لحظة الحقيقة قادمة ، ولعلها أسرع مما يتوقع البعض ، وسيكون قريبا اليوم الذي يردد فيه الجميع قول امرئ القيس :
وإن تكُ قد ساءتك مني خليقة فسلي ثيابي من ثيابك تنسلِ
محور تل أبيب ومحور طهران
مختلفان في المجرى متحدان في المصب .
وآل روتشيلد وآل روكفلر يوزعون الأدوار .
لندن : ٢٣ / رمضان / ١٤٤١
١٦ /٥/ ٢٠٢٠
_____________
*مدير مركز الشرق العربي