الرئيسة \  مواقف  \  موقفنا : والدرس اليوم من أفغانستان ... المصالحة الوطنية في الدوحة

موقفنا : والدرس اليوم من أفغانستان ... المصالحة الوطنية في الدوحة

13.09.2020
زهير سالم




زهير سالم*
ندعو للقاء الأفغان في العاصمة القطرية الدوحة بالتوفيق والنجاح .. وعمر الأزمة الأفغانية الأخيرة أكثر من أربعين عاما .. ففي أواخر السبعينات ثار الأفغان ضد السوفييت وعميلهم المحلي " بابراك كارمل " هل يذكركم اسمه بأحد في سورية ؟!
ثم تطور الصراع في أفغانستان من صراع مع المحتل السوفييتي - الروسي إلى صراع بين الفصائل الأفغانية ، ولمعت ، ولمعت في فضاء أفغانستان أسماء ، ثم فُجعت الأمة بها ،. وظهرت على أنقاض كل ذلك حركة طالبان كوريث للفصائل ومشروعها .... وكانت الباقي منها حتى اليوم .
ورغم أنها قد غلب عليها الكثير مما نراه تشددا أو تطرفا عندنا في الشام ؛ إلا أنها كانت تمثل شريحة من المجتمع الأفغاني ، أؤمن أنه ليس من حق أحد أن يفرض الوصاية على ثقافة المجتمعات .
 أكثر من عقدين والصراع مستمر بين المحتل الأمريكي ومن ثم النظام المحلي التابع له ، وبين القوى المجتمعية التي تمثلها بالعموم طالبان ..صراع كلف الكثير من الآلام والتضحيات ..!! وها هم القوم على موائد المفاوضات . ومن حقنا أن نتفائل ، ومن واجبنا أن نشجع ..
لأخلص معكم إلى الدرس الذي نستنبطه من هذه التجربة اليوم ..
الدرس الأول - في المعادلات الوطنية المستقرة لا يستطيع أحد أن يلغي أحدا ، أو أن يستأصله ، أو أن يقصيه إلى الأبد ، قد يفعل ذلك بعضهم إلى حين ، ولكنهم في النهاية سيكونون الخاسرين ..
الدرس الثاني - لا يموت حق وراءه مطالب ؛ مهما ضعف طالب الحق في ظرف ما . فالحق في نفسه قوة لا تموت وعلى المطالبين بالحق ، الممسكين به أن يعوا هذه الحقيقة تماما .
الدرس الثالث - لكي تنجح التسويات المجتمعية ، والتسويات السياسية؛ يجب أن يشعر كافة الأطراف العضوية والاعتبارية، أنهم حاضرون فيها ، مؤثرون في معادلاتها ، شركاء في قرارها . في دروس الكيمياء تعلمنا أن دور بعض المعادن الخاملة أن تكون وسطا في إتمام التفاعلات ، ثم ترسب مع الترسبات ، وتهمل مع النفايات .. مثل هذا لا ينجح في تاريخ السياسة والاجتماع ..
دراسة تجربة طالبان في الدوحة اليوم أمر مهم للأمريكان ، وللكرازيين ، وللطالبانيين أنفسهم ..
اللهم املأ القلوب بالحق والعدل والسلام والحب ..
لندن : 23 / محرم / 1442
12/ 9 / 2020
____________
*مدير مركز الشرق العربي