الرئيسة \  مواقف  \  موقفنا : هل استوفت المتعة الأمريكية – الإيرانية في سورية ؟!

موقفنا : هل استوفت المتعة الأمريكية – الإيرانية في سورية ؟!

23.10.2018
زهير سالم




موقفنا :
هل استوفت المتعة الأمريكية – الإيرانية في سورية ؟!
الولايات المتحدة تريد إخراج إيران من سورية بدون حرب !!


يبدو أن أجل المتعة الأمريكية – الإيرانية في العراق ما يزال ممتدا . فمنذ أن حط أول جندي أمريكي على ثرى العراق الطاهر وصدرت أول فتوى عن المرجعيات الإيرانية المتعرقنة بالانخراط في المشروع الأمريكي ؛ ما تزال سياسات التقتيل والتهجير والتفتيت ماضية في طريقها على يد التحالف الأمريكي – الإيراني حتى اليوم .
أما في سورية وبعد سبع سنوات من التدخل الإيراني المباشر عبر الخبراء والميليشيات والأسلحة ، استمتع فيها كلا الشريكين – الأمريكي والصفوي - بعملية قتل السوريين وتهجيرهم وتدمير بلادهم وتحطيم ثورتهم ،وكانت فيها الميليشيات الإيرانية متوحدة الولاء ( للولي الفقيه ) متعددة الجنسيات ، تتحرك على الأرض السورية بقادتها وراياتها وأسلحتها ، تقتل وتدمر وتمارس كل الموبقات ضد القانون الدولي وضد مواثيق حقوق الإنسان؛ وكانت الولايات المتحدة وكل دول العالم ( الحر ) تسمع وترى وتدير ظهرها للمشهد ، فهذه الميليشيات وقادتها هم الأرجل التي تسعى على الأرض لتكمل لعبة ( الفيتو الروسي ) أو الاحتلال الروسي لسورية ، الذي لم يستنكره من دول العالم ولا من دول الإقليم أحد ...
وبعد أن بدا للمستمتع الأمريكي أن متعته مع الصفوي قد حققت في سورية أهدافها وبلغت غايتها – نقول في سورية لئلا يظن أن حبال هذه المتعة قد انقطعت في العراق ولبنان واليمن ومواطن أخرى قد نكتشفها بعد – سارع إلى مطالبة الطرف غير المرغوب فيه إلى مغادرة المخدع على وجه السرعة ، وربما استعدادا لاستقبال قادم جديد ..
منذ أقل من عام ، وبعد أن لعب ملالي طهران دور الأداة القذرة في سورية ، ودفعوا في سبيل ذلك تكلفة بشرية واقتصادية باهظة، يحاصرهم مطلب أمريكي – دولي بضرورة مغادرة سورية وترك كل ما خولهم إياه الأمريكي من قبلُ وراء ظهورهم . ومع ذلك فإن الأمريكي على ما يبدو ما يزال حريصا على عصاه الصفوية متمسكا بها على قذارتها ، فهو لا يريد كسرها ، وإنما يريد تحويلها ربما من أرض إلى أرض ، أو من يد إلى أخرى ..فالأمريكي الذي حارب الشعب السوري بالإيرانيين لا يريد محاربتهم ، ولا يريد أن يسمح بحربهم ، ولا أن يعين عليها !!
يؤكد التقرير الذي نشرته إن–بي–سي نيوز الأمريكية على ألسنة خمسة من المسئولين الأمريكيين أن الولايات المتحدة تريد إخراج إيران من سورية ولكن بدون حرب ..
ويعلل هؤلاء القرار الأمريكي هذا بقرار سابق للكونغرس أن الولايات المتحدة لا تستطيع زيادة عدد قواتها في سورية ، وكأن الولايات المتحدة عندما قررت محاربة الشعب السوري احتاجت إلى أكثر من بعض المواقف والقرارات والتحالفات .
ويذهب المسئولون الأمريكيون المعنيون إلى أن الولايات المتحدة ستخرج إيران من سورية بأن تفرض عليها المزيد من العقوبات ، ولكن الأمريكيين يعلمون جيدا أن العقوبات التي يفكرون بها ربما ستدخل الوجود الإيراني في سورية في متاهات أكثر تعقيدا من الذي يتطلبه الجوار السياسي الملهوف على إعادة ترتيب أوراقه مع الشريك الذي ظل وفيا له حريصا عليه ...
تقوم الخطة الأمريكية لإخراج إيران من سورية على قاعدة عزل هذا الوجود والتضييق عليه عبر عقد اتفاقات وشراكات ؛ مع الطرف الروسي الملهوف على الخروج من المأزق السوري بحل يحفظ ماء وجهه ويسمح له أن يستتمع بجنى ثمرات جريمته التي قامت على أنقاض دولة ومجتمع . ثم اتفاق شراكة جادة مع العميل الذي ظل الأمريكيون طوال الثورة يدعمونه ، وإن من وراء جدار ، شراكة مريحة بين الأمريكيين وبشار الأسد ستجعل بشار الأسد يشعر بالتحرر من الحاجة الملجئة للإيرانيين بعبئهم الطائفي والسياسي والاقتصادي ..
أساس الشراكة التي يطرحها الخبراء الأمريكيون على بشار الأسد تتلخص في ثلاثة أسطر : استبعاد السلاح الكيماوي وهذا يعني إعطاء الضوء الأخضر في استعمال الأسلحة الأخرى .
ثم عملية انتقال سلسلة للسلطة في فراغ الدستور الحالم الذي يغادر ديمستورا اليوم دون أن يمتلك القدرة على ملء سلته بله بقية السلال الثلاث الأخرى
وثالثا في سطور الشراكة الأمريكية – الأسدية عملية استبعاد إيران من سورية ، وسيكون الأمريكيون في هذا مرنين فيقبلون ابتداء عملية الحد من الانتشار ثم الحد من النفوذ ثم ..ثم ..
يبدو أن ملامح هذه الشراكة قد نضجت وقد عبر عنها بالأمس الأحد المبعوث الأمريكي إلى سورية جيمس جيفري بكل صراحة أو صفاقة ووضوح : إن الولايات المتحدة تدعم كافة الجهود التي تصب في خدمة السلام والمصالحة ..
أي سلام ..وأي مصالحة ؟!
هذا الأمر لم يعد يهم رافعي شعار الحرية في العالم ، المدافعين عن مواثيق حقوق الإنسان ..
الولايات المتحدة ستدعم كافة الجهود بما فيها جهود الطائرات الروسية وهي تدمر وتبيد ..
ربما أيضا في صفوف المتخاذلين من بات يدعم تلك الجهود ..
لندن : 13 : صفر / 1440
22/ 10 / 2018
ـــــــــــــ
*مدير مركز الشرق العربي