والالتحاق بالثورة على أي خلفية ، ولأي سبب ، وفي كل وقت ، ومن كل مواطن سوري ؛ أمر مرحب به مقدر ومشكور . وللثوار مهما تكن ظروف التحاقهم بالثورة ، أو توقيته مكانهم في الصف الوطني . لهم مقعدهم الشاغر الذي ينتظرهم فهم لا يزاحمون ولا يضيّقون . وكل واحد منهم حين يأوي إلى الثورة يكون كالغائب يقدم على أهله ، يقابل بالأهل والسهل والرحب وحي الله الملتحقين.
العقل النابذ لا ينتمي إلى الثورة . ولا تمكنوا عدوكم من أنفسكم ، ورب كلمة يقولها البعض لا يلقي لها بالا ، تكون ذريعة وحجة ، وكم عانينا من هذا طوال عشر سنين!! وبعض الكلمات تصنّع في أقبية المخابرات ، ثم توضع على ألسنة بعض المسخرين ..وأسمع اليوم مثلها الكثير ..
أيها السوريون تعلموا من قول نبيكم :
من قتل دون نفسه فهو شهيد . ومن قتل دون عرضه فهو شهيد . ومن قتل دون ماله فهو شهيد . تذكروا قول أولكم : عجبت لمن جاع ولم يشهر سيفه . والدفاع عن لقمة العيش حق ليس لأحد أن يهدره . قال يا رسول الله أرأيت لو أن رجلا يريد أن يأخذ مالي قال رسول الله لا تعطه مالك . قال أرأيت إن قاتلني ؟ قال قاتله . قال أرأيت إن قتلني ؟ قال أنت شهيد . قال أرأيت إن قتلته ؟ قال هو في النار . الدفاع عن المال حق وإن كان فضلا ، فكيف إن كان لقمة عيش بها قوام حياة الأهل والولد ..؟!
رغيف السوريين ضاع بين بشار ومخلوف . بين علي خمنئي وبوتين . ومن حاول أن يقنعكم بغير هذا فقد افترى .ولا نعتقد أن طبقا من أطباق الطعام اختصر عن مائدة بشار ، أو بثينة شعبان التي تدعوكم باسم الوطن المباع إلى الصبر .
الأموال التي سرقوها ، والتي احتجونها ، كافية لتخرج سورية من أزمتها وزيادة . وتعليق الأزمة على مشجب قانون القيصر ادعاء آخر . وجيفري بيدرسون يقول نمد لبشار الأسد حبل نجاة . لبشار الأسد وليس لكم ..أيها المشردون المجوعون
نرحب بثورة كل ثائر ، كل حي ، كل قرية ، كل مدينة ..نرحب بثورة المدن والأرياف ، السهول والجبال ، نرحب بثورة أهل السويداء ، وننتظر بالترحاب ثورة أهل القرداحة وبستان الباشا .
وصمت الذين يعلمون عن مثل هذا ، يعطي الفرصة للذين لا يعلمون فيتسرعون ويتقولون ويتمارون ويتجادلون .
هذا الوطن ليس لبشار الأسد ولا لرامي مخلوف وكذلك ليس لي ولا لك ؛ هذا الوطن لنا جميعا . وكل من ولد على أرضه له سهمه فيه بالحق والعدل . هذه هي الثورة وهذه حقيقتها ، وهذا مبناها ومعناها .
لندن : 16 / شوال / 1441
8/ 6/ 2020
_____________
*مدير مركز الشرق العربي