الرئيسة \  مواقف  \  موقفنا : شرح بيت أبي الطيب المتنبي : ويلمها خطة ، ويلم قابلها ..لمثلها خُلق المهريةُ القودُ

موقفنا : شرح بيت أبي الطيب المتنبي : ويلمها خطة ، ويلم قابلها ..لمثلها خُلق المهريةُ القودُ

16.05.2018
زهير سالم




يقول أبو الطيب ، وهو يراقب طريقة التعامل الذليلة المهينة المجحفة المفروضة على الناس من حوله في تقلب الزمان بالناس من مصر كافور إلى حيث باض الدمستق وفرّخ ، والخطة هنا هي الطريقة أو ما نقول له في عصرنا السياسة العامة . يقول أبو الطيب :
ويلُ لأم خطتهم من خطة ، ومن طريقتهم من طريقة ، ومن سياساتهم من سياسة . وويل لأم الذليل الجبان الرعديد السافل المنحط القابل لهذه الخطة ولهذه الطريقة ولهذه السياسات ..
ثم يردف ولرفض مثل هذا الظلم والبغي والجور خَلق الله المهرية القود ، أي الخيل المعدة للجهاد المروّضة عليه . وبلغة العصر ، ولمقاومة مثل هذه الخطة من الظلم والبغي والحيف تدفع الشعوب ملياراتها لصناعة الأسلحة ، ولحيازتها . وقبل لجنة الترفيه تحتاج الشعوب إلى لجان التصنيع . لجان التصنيع تصنع للشعوب ثيابها ونعالها ومراكبها وتصنع لها سلاحها تدفع به عن عرض وعن أرض وتمنع به أزرها .
ومعنى تمنع به أزرها ، والتي جاءت في بيعة الأنصار لسيدنا رسول الله " نمنعك مما نمنع منه أزرنا " أي تمنعون أي يد تمتد إلى أزر حرائركم وحلائلكم ، وانظروا أيها الخليون فهذا الصفوي يتلمظ وذاك الصهيوني يتربص .
يقول أبو الطيب المتنبي : إن السلاح لا يُحتوى ليكدس ولا ليخزن ولا ليتباهى به في العروض العسكرية ، ولا ليتحدث به مفاخرا متكئ على أريكة فضائية ، وإنما يُحتوى السلاح وتبذل المهج والأرواح دفاعا عن الحقيقة . وتعبير الحقيقة عند العرب ، وكما ورد في قصيدة عبيد بن الأبرص الأسدي :
نحمي حقيقتنا وبع ...ض القوم يسقط بين بينا
الحقيقة - أيها السادة الأعزاء وتمنيت أن أقول الأعزة فلم تركب - هي كل ما يجب على الإنسان حمايته من عرض ومن أرض ومن كرامة ..
ألا أيها الضابطون لأنفسكم ..
فيئوا إلى رشدكم ، وعودوا إلى ما كان عليه أجداكم ...أسمعتم صوتها من أفغانستان إلى العراق إلى الشام إلى فلسطين ليلى بنت لكيز الأسدية تناديكم . فبعد أن ملت الهاشمية نداء وامعتصماه ، ويئست منه عادت الأسدية تنادي عقيلا وتغلبا وعدنان وقحطان .. ..
لـيـت لـلبراق عيناً iiفترى
يـا  كـلـيباً وعقيلاً iiإخوتي
عـذبـت أخـتـكم يا iiويلكم
غـلـلوني, قيدوني, iiضربوا
يـكـذب  الأعجم ما iiيقربني
فـأنـا كـارهـة iiبـغـيكم
فـاصـطبار  أو عزاء iiحسن
أصـبـحـت ليلى تغل iiكفها
وتـقـيـد  وتـكـبل iiجهرة
قـل  لـعدنان هديتم iiشمروا
يا بني تغلب سيروا وانصروا
واحذروا  العار على iiأعقابكم











 
مـا ألاقـي مـن بلاء iiوعنا
يـا  جـنيداً أسعدوني iiبالبكا
بـعـذاب النكر صبحاً iiومسا
مـلـمس العفة مني iiبالعصا
ومعي  بعض حشاشات iiالحيا
ويـقين الموت شيء iiيرتجى
كـل نـصر بعد ضر iiيرتجى
مـثـل تغليل الملوك iiالعظما
وتـطـالـب  بقبيحات الخنا
لـبني  مبغوض تشمير الوفا
وذروا الـغفلة علكم iiوالكرى
وعـلـيكم ما بقيتم في iiالدنا
 
سلخ شعبان / 1439
15 / 5 / 2018
___________
*مدير مركز الشرق العربي