الرئيسة \  مواقف  \  موقفنا : حسب فلسفة الأسد : كورونا أخف الضررين وأهون الشرين ..

موقفنا : حسب فلسفة الأسد : كورونا أخف الضررين وأهون الشرين ..

12.05.2020
زهير سالم





فهل ستتخلى منظمة الصحة العالمية عن السوريين ، كما تخلى مجلس الأمن عنهم !!
وخلافا لكل ما اعتمده قادة العالم وساسته من أن وقاية شعوبهم من شر الوباء هو خط الدفاع الأول بالنسبة إليهم ؛ فإن بشار الأسد بذكائه الحاد كان له اختيار آخر ، وقد لخص خياره بقوله ، دفع شر الجوع مقدم على دفع شر الوباء ، وأنه بالنسبة إليه تهون التضحية بالبشر حرصا على الرغيف ..!!
اقتصادات ضخمة حول العالم من يمين وشمال ، ضحى بها مالكوها تقديما لمصلحة الإنسان .. إلا أن بشار الأسد يصر في مراهنة لا أحد يعرف حجم كارثيتها ، على إدارة الظهر للوباء ، وإلغاء كل الإجراءات الاحترازية والوقائية ، كما صدر عنه اليوم ، ويقول لكل السوريين : بالخبز وحده تحيون ...
عندما أدار مجلس الأمن الدولي ظهره لآلة القتل الأسدية - الإيرانية - الروسية - كان يتذرع بذريعة الحرب على الإرهاب ، ووجود فصائل إرهابية في ثنايا الثورة السورية..!!
واليوم ، ماذا ننتظر من منظمة الصحة العالمية ، وهي إحدى المنظمات الدولية الكبرى التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة ؟! ماذا ننتظر منها وهي تراقب سياسات الإنكار والتجاهل الأسدية لواقع الوباء ، ولمخاطره ، ولتداعياته ..!!
بأي ذريعة ستغلف المنظمة الدولية صمتها ، ولامبالاتها عن الجريمة الأسدية الكبرى، حين يقرر بشار الأسد تحت سمع العالم وبصره أن يحول سورية كل سورية إلى برميل للكورونا ينفجر بالرجال وبالنساء وبالأطفال ..وينفجر بكل المنطقة وبكل العالم من بعد ..فسورية دولة في قلب العالم ، وهي في موقع يجعل أثر الانفجار فيها يهدد العالم أجمع فيرديه ..كانت وهان الصينية في طرف الأرض ، حين وزعت الكارثة على المشهد كما نرى ، فكيف وسورية هي سورية قلب القلب في جغرافيا العالم القديم والحديث .
كيف سيحمي المحتلون لسورية جنودهم وميليشياتهم من أثر هذه الحماقات والسياسات؟! أسئلة كثيرة مفتوحة أمام الاختيار الأسدي الكارثي ، الذي لا يقل خطورة عن قراره المتوحش في 2011 ..
إلى متى هذا التغاضي عن الجريمة ، والتغاضي عن الجريمة اشتراك فيها ؟! وإلى متى اللامبالاة بأرواح السوريين ؟! وهذه اللامبالاة هي نوع من العنصرية المقيتة التي ظننا أن حضارة الإنسان قد تجاوزتها ؟! إلى متى سيتمسك الكيان الصهيوني بأن يحمي في سورية رئيسا يظل قادرا على صفعه في الصبح والعشي ؟!
هل تدرس منظمة الصحة العالمية ، تداعيات قرارات بشار الأسد الصحية بعيدا عن الدين والسياسة والعرق واللون والاقتصاد والاجتماع ..؟!
ننتظر وهل سينفعنا الانتظار ..؟!
لندن : 18 / رمضان / 1441
11/ 5/ 2020
___________
*مدير مركز الشرق العربي