الرئيسة \  مواقف  \  موقفنا : ثلاث لاءات كبيرة في رؤيتنا لسورية المستقبل

موقفنا : ثلاث لاءات كبيرة في رؤيتنا لسورية المستقبل

11.09.2018
زهير سالم




هذه لاءات غير ظرفية ، تفرض نفسها على كل مواطن حر يريد الحرية لوطنه وليس لنفسه ، ولمجتمعه وليس لفئته . لاءات ثلاث نتمسك بها شروطا مدخلية للتأسيس "لدولة" في سورية ، وإن غابت أو بعضها غاب مفهوم الدولة عن الشكل السلطوي مهما كان ..
وهي ثلاث لاءات نلتزم بها أداء واقتضاء ، هي حق للسوري على السوري، وحق للمواطن على الوطن ، وحق للمواطن والوطن على الدولة ، نطالب بها حقا لأنفسنا ونبذلها في الوقت نفسه حقا لكل سوري ورث حق الانتماء إلى هذه الأرض وإلى هذا المجتمع ..
أولا - لا ....للمجتمع المتجانس !!
فالمجتمع السوري هو المجتمع السوري ، بكل خيط من خيوط عباءته الجميلة . ونسل أي خيط من خيوط العباءة بأي سبب وعلى أي خلفية للنبذ سيخلف خرقا في النسيج المجتمعي مهما كان حجم هذا الخرق وأثره . بل سيشكل سابقة في التاريخ الحضاري للمجتمع السوري منذ كان ..
المجتمعات لا تبنى على سياسات النبذ والاستئثار بأي بعد من هذين البعدين . وهذه السياسات التي ما تزال ديدن المتسلطين على سورية منذ نصف قرن ستنتهي ، ولكن ليس بتبادل الأدوار ، وتغيير هوية الطاحن والمطحون ..وهذه حقيقة يجب أن نعلمها ونلقنها لكل الذين يلوكون كلاما لا يدرون أبعاده ومراميه .
ثانيا - لا ...للمجتمع المتمايز!!
لا للمجتمع الذي يعلو أبناؤه بعضهم فوق بعض ، بأي صيغة ، وعلى أي خلفية لا للتمايز الديني ولا للتمايز المذهبي ولا للتمايز القومي ولا للتمايز الاجتماعي أو الطبقي. ولقد عاب القرآن الكريم على الفرعونية ، جعل الناس شيعا ، ورفع بعضهم فوق بعض . وكان لأمتنا تعبيرها الحضاري التاريخي : الناس سواسية كأسنان المشط. الناس بالتعبير الإنساني الحافي من كل وصف إضافي . نؤكد تمسكنا بمجتمع أسنان المشط الذي يكون فيه كل الناس تحت مظلة القانون وأمامه سواء .
ثالثا ..لا مصادرة على الخيار الديموقراطي وليس لأحد أن يتقدم أو أن يستدرك عليه ..
يقر الديموقراطيون في البلدان الديموقراطية أن الديموقراطية هي أقل خيارات التمثيل المجتمعي سوء .
وإذا كنا قد ارتضينا تبني هذا الخيار ، والاحتكام إليه فليس لأحد أو جهة أو فئة أن تشترط أو أن تستدرك على هذا الخيار ..
وقد تكون نتائج التجارب الديموقراطية الأولى غير مرضية للبعض ، وغير محبذة لآخرين ؛ ولكن التجربة الديموقراطية مهما كانت غير مسعفة كفيلة بأن تؤسس لما هو أقل سوء أو أفضل وأرقى منها مع تراكم التجارب والخبرات ..
نتساءل اليوم : كم شارك الذين سطروا تخوفاتهم من تجارب ديموقراطية سيئة - برأيهم طبعا - في إعادة التأسيس للاستبداد ..
وحين نعلن : لا مصادرة على الخيار الديموقراطي ، فيجب أن نعترف أنه لم يكن من الحكمة في شيء أن يزج السوريون أنفسهم في صراعات موهومة على كليات أو جزئيات في مخرجات الخيار الديموقراطي واحتمالاته ، وتجليات مفهوم الأكثرية بين الديني والمذهبي والسياسي .
ستكون العناوين الكبرى لسورية المستقبل هي ما يتبناه الخيار الشعبي الديموقراطي الحر . في كل دورة من دورات هذا الخيار حتى تستقر الحقائق على قواعدها .وكلنا يجب أن يقبل ابتداء بنتائج هذا الخيار ، وإن لم يكن مرضيا له . وأن نقبل أن التأثير في الرأي العام ، وكسب ثقته ، وإقناعه بما أرى أنا أو ترى أنت أو ترين أنتِ أو يرون هم أو نرى نحن هو الطريق الديموقراطي الوحيد لدعم الرؤية والمشروع ..هذا إذا كنا قد اعتددنا الديموقراطية حقا ولم نعتمدها شعارا مثل شعارات الوحدة والحرية والاشتراكية.
كثير من الكلمات على هوامش هذه القضايا بات من الثرثرة التي تضيع الأوقات وحين نرى أنفسنا نعود إلى المحاضن الأولى للعمل الوطني يجب أن تكون خياراتنا تلك التي تجمع ولا تفرق تجذب ولا تنبذ ....
 
لندن : 1 / محرم / 1440
10 / 9 / 2018
ـــــــــــ
*مدير مركز الشرق العربي