الرئيسة \  مواقف  \  موقفنا : التنين الروسي يبتلع سورية برها وبحرها

موقفنا : التنين الروسي يبتلع سورية برها وبحرها

30.05.2020
زهير سالم





بعد أن أرسل المندوب الرئاسي البوتيني في سورية ودلالاته السياسية والسيادية .وجه الرئيس بوتين وزارتيه للخارجية والدفاع لبدء مفاوضات جديدة مع بشار الأسد للحصول على مزيد من الاقطاعات البرية والمائية في حميميم وفي طرطوس .
واستخدام لفظ مفاوضات في التوجيه الرئاسي الروسي ، ليس إلا نوعا من الدبلوماسية الساخرة ، التي ما زال الرئيس الروسي يموه بها أوامره وتعليماته لبشار الأسد .
الجميع يعلم أنه لا بشار الأسد ، ولا وزير دفاعه صاحب المقعد الواطئ؛ في مكان من يفاوض ، فمنذ أن قبل بشار الأسد أن يدخل الروسي والإيراني إلى حجرات منزله الداخلية لم يعد يملك خيارا ولا قرارا في كل ما يجري على الأرض السورية ..
 بشار الأسد اليوم هو " أنطونيو " شكسبير المدين الذي تأخرت مراكبه ، وشراسة شايلوك الروسي والإيراني ستظل تحمل بيدها السكين لتقتطع رطلها من اللحم السوري السمين ..
لا يمكن لبشار الأسد أن يحظى أبدا بما حظي به أنطونيو شكسبير المدين من تعاطف المتابعين . فبشار الأسد حين أخذ قراره الأول بتحويل دماء السوريين وأعراضهم وأموالهم وأرضهم وجوهم وبحرهم وأمنهم ومستقبل أجيالهم إلى سلعة يبددها في كل سبيل لم يكن يغيب عنه أبعاد ما يصنع ، ولا تداعياته ..
بشار الأسد وداعموه من الزمرة المارقة ، كانوا منذ البداية يعلمون أبعاد الجريمة التي كانوا يرتكبونها ، وكانوا موافقين عليها عن وعي ومكر وتدبير ..جريمة بيع سورية تتم علي يد بشار الأسد وداعميه عن قصد وإصرار ووعي وتصميم ..
يقول السوريون في أمثالهم : إن الطعن في جسد الآخر مثل الطعنة في شل التبن . وهذا ما سيفكر به بشار الأسد عندما سيوقع غدا على الإقطاع البوتيني الجديد . مهما تكن أبعاد ذلك وحدوده . وسيكون بعد هذا الاقطاع إقطاع وإقطاع وإقطاع .. وسيكون بعد كل إقطاع روسي إقطاع إيراني ، وإقطاع وإقطاع وإقطاع ولن تتوقف المأساة حتى يأذن الله بالفجر الجديد .
التوجيه البوتيني باقتطاع المزيد من الأرض والبحر السوريين تحد جديد يفرض نفسه على كل السوريين الشرفاء ، ويستحق من الجميع وقفة صادقة تضع حدا لمتوالية التخاذل والاستسلام والتفريط ..
الأرض التي سيتنازل عنها بشار الأسد غدا إجارة أو رهنا سورية . والمياه التي سيفرط بها بشار الأسد مياه سورية . ولا عذر لسوري يصمت عن الجريمة تحت أي عنوان .
وإن السوريين جميعا مطالبون اليوم بمبادرة وطنية في سياق القانون الدولي تضع حدا لتغول شايلوك الروسي هذه المرة على سورية والسوريين .
لندن : 6/ رمضان / 1441
29/ 5/ 2020
_____________
*مدير مركز الشرق العربي