الرئيسة \  مواقف  \  موقفنا : الأشقاء العرب جذرنا .. وليس لهم في سورية غير أولويتنا

موقفنا : الأشقاء العرب جذرنا .. وليس لهم في سورية غير أولويتنا

01.01.2017
زهير سالم


موقفنا
الأشقاء العرب جذرنا .. وليس لهم في سورية غير أولويتنا
لتكن لنا كلمة أوضح
من قرار وقف النار .. إلى مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن




تمسكنا في الموقف الذي أعلناه ، باسم مركز الشرق العربي ، من ( قرار وقف النار أو وقف العدوان ) بحقنا نحن أبناء الشعب العربي السوري أن يكون لأشقائنا العرب مكانتهم في رعاية أي اتفاق وضمانته ومراقبته . ونجدنا مضطرين إلى إعادة التنبيه على هذا الحق والتأكيد عليه والتمسك به ، والتحذير من تجاوزه..
فسورية دولة عربية . وجل شعبها من أحفاد الفاتحين العرب ، وحاضنها القومي والثقافي والاجتماعي والسياسي عربي . وإن محاولة الروس والأسديين إلى دفع سورية بعيدا عن حاضنها العربي ، في أي اتجاه كان هي محاولة استباقية لدعم مشروع استهداف الهوية القومية والدينية، والذهاب بسورية وشعبها في وديان التفاريق العرقية أو المذهبية ، التي لا تغني من الحق شيئا .
 لقد عشنا عهد حكم المستبد الفاسد حافظ وبشار الأسد ، نصف قرن من العنت والهجرة والتشريد ، وقد وجدنا – نحن أبناء جماعة الإخوان المسلمين - في حاضننا العربي كل البر والخير والعون . نصف قرن من المحنة وأشقاؤنا العرب في الخليج العربي ، وفي الأردن ، ومن قبل في العراق الشهيد ، يستضيفون أحرار سورية ، بلا من ولا كدر ، ويدعمون ويحتملون ، ويتفهمون . يعلمون في المدارس ، ويعالجون في المستشفيات ، ويواسون ما وسعتهم المواساة ، ويدعمون ما أمكنهم الدعم . ونحن قد جبلنا على الوفاء ما يكون لنا أن ندير الظهر ، ونحن ومازلنا متعلقين بالمزيد من البر ، محتاجين إلى إتمام المعروف ؛ من حقنا أن نتشكك ونرتاب في كل اتفاق يقدم لنا ، لا يكون أهلنا وبنو قومنا هؤلاء حاضري أمره ، وقائمين عليه ، وضامنين له . نعم سيريبنا أي اتفاق لا يكون قومنا وأهلنا من الدول العربية في السعودية وقطر والأردن في أوله وأوسطه وختامه . ولن ننساق في أحابيل أهل الغرور الذين لا يدرون كيف ينظرون ، ولا يعلمون كيف يقولون .
ثم إنه ، وإن كان لا بد من كلمة الحق من قائل فإننا نقول، ومن منطلق استراتيجي محض : إن قومنا وأهلنا الكرام هؤلاء ليس لهم في سوريتنا أولوية تتقدم على أولويتنا ، ولا همّ يختلف عن همنا ، وليس لديهم مصالح أو مخاوف غير تلك التي تهمنا أو تؤرقنا . ومن هنا وجب علينا أن نكون أكثر تمسكا بدورهم ، وأكثر إصرارا على رفض إقصائهم أو تهميشهم ، أو إضعاف دورهم ومكانتهم ...
لا .. لن نرحب بأي حل لا يكون لأشقائنا (العرب العرب ) دور أول ، وكلمة عليا فيه . هذه حقيقة يجب أن نصدع بها ولا نبالي . وهي حقيقة لا تشكك بدور الأصدقاء الآخرين ، ولا تقلل من قيمة دورهم ، ولا تدفع عنا حق شكرهم في إطار ما يبذلون ويقدمون ؛ ونحن الذين تربينا على شكر من أحسن إلينا ولو بشق تمرة . فشكر حق لا يعني جحد آخر ولا غمطه ولا التجاوز عليه .
ثم إن التدافع في عالم السياسة سنة من سنن الله . وإننا وقد أحيط بنا ، وأجمع أهل الشرق والغرب على خذلاننا ؛ لا ينبغي لنا أن نضع مصير شعبنا وثورتنا في سلة (صديق واحد ) ، مهما بلغت ثقتنا به ، أو حبنا له ، أو تقديرنا له ، هذا درس في السياسة وفي الكياسة في آن معا.
وعلينا أن نتذكر ، في واقعنا الأليم ، أن التحالف الثلاثي يتكون من عدوين شرسين ماكرين ، قد أثخنا في شعبنا قتلا ، وفي وطننا تدميرا ، أحدهما يحتل سماءنا ، والآخر يحتل أرضنا بأكثر من مائة وخمسين ألفا من عصابات القتل والإجرام .أعاننا الله جميعا عليهم ، وأمكننا منهم .
أيها السوريون الأحرار ..
أخاك ..أخاك ..إن من لا أخا له ...كساع إلى الهيجا بغير سلاح.
مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن
ثم مما لا ينبغي أن نسكت عليه ، ونرضى به ، ونغضي عنه ، هو محاولة بوتين أن ينتزع ،في غمرة احتفالات العالم برأس السنة ؛ قرارا من مجلس الأمن ، يضفي المشروعية على الانفراد الروسي في تقرير مصير الشعب السوري ، وكأن بوتين لم يكفه الانفراد العملي في الجو وعلى الأرض ، ولم تكفه الشرعية التي استمدها من بشار الأسد الرئيس المزيف، ولم تكفه الشرعية التي حصل عليها من بعض دول الإقليم كحليف سياسي ، فهو يسعى الآن إلى اكتساب شرعية إلى انفراده بالملف السوري ، شرعية يضفيها على قصفه بالفراغي والعنقودي والكيماوي ، قصفه من الجو والبحر ومن البر بالبعيد والقريب!!
نقرر أنه لو نجح مشروع القرار الروسي المقدم لمجلس الأمن اليوم – لا سمح الله - ، فهذا يعني أن روسية قد انفردت برقاب السوريين ، مع الاحترام البروتوكولي لكل الذين يظنون أنهم شركاء بوتين في قراره أو في انفراده !!
خطوة مصيرية ماكرة لا يجوز أن تمر على شعبنا ، وقواه الحية . وينبغي أن نبادر بوضوح وبدون تلعثم إلى المطالبة بعودة القضية السورية إلى حاضنها الطبيعي ، في ظل الأمم المتحدة ومجلس الأمن . وألا نقبل بحال ولا تحت أي عنوان من عناوين الغرور ان يلتحف بوتين بمشروعية مجلس الأمن ، في قتلنا وتدمير ديارنا ، وتشريدنا . ثم نشكرهم !!
يجب ن نتمسك بحقنا بأن يعود حق التفاوض عن الشعب السوري إلى الممثلين الحقيقيين في (هيئة التفاوض) العليا حصرا ، وأن لا نذهب مع المطروح من نقل هذا الحق في الساعة الصعبة إلى أيد أخرى مع احترامنا وثقتنا بالجميع ..
أيها السوريون ...
 بالغرور دلّى إبليس أبويكم فأخرجهما من الجنة (( فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ )) .
ونرى هذا الغرور اليوم قد حلّ في ساحة الكثيرين ، فلا نسمع إلا صوت الأنا ...
لندن / 2 / ربيع الآخر / 1438
31 / 12 / 2016
----------------
*مدير مركز الشرق العربي
zuhair@asharqalarabi.org.uk