الرئيسة \  واحة اللقاء  \  موسكو تخرق الهدنة المعلنة من طرفها وتمطر إدلب واللاذقية بنيران مقاتلاتها الحربية

موسكو تخرق الهدنة المعلنة من طرفها وتمطر إدلب واللاذقية بنيران مقاتلاتها الحربية

08.10.2019
هبة محمد


القدس العربي
الاثنين 7/10/2019
دمشق – "القدس العربي" : عادت المقاتلات الحربية الروسية والسورية، إلى سماء منطقة "خفض التصعيد" شمال غربي سوريا، حيث جددت قصفها واستهدافها مواقع مدنية وعسكرية في ريفي إدلب واللاذقية، وذلك رغم تأكيد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، انتهاء الأعمال القتالية في سوريا، والسير باتجاه التسوية السياسية للأزمة في البلاد حسب وصفه، وذلك مع حلول العام الخامس من تدخل قواته العسكرية في سوريا، مرتكبة خلالها أكثر من 300 مجزرة، وتسببت بمقتل أكثر من 6 آلاف مدني، وتهجير مئات الآلاف حسب وثائق حقوقية.
وقال بوتين، في تعليق له خلال مشاركته في أعمال الجلسة العامة لمنتدى فالداي للحوار الدولي، حول تطورات الأوضاع في سوريا، قبل نحو يومين "الأعمال القتالية واسعة النطاق انتهت فعلاً، وفي كل الأحوال، لا يمكن تحقيق حل نهائي من خلال العمليات العسكرية أياً تكن نتائجها. ولهذا السبب، يجب الآن العمل على مسائل التسوية السياسية، الأمر الذي نقوم به بإصرار". لكن الميدان ينفي مزاعم الرئيس الروسي، حيث خرقت قواته اتفاق وقف إطلاق النار المعلن من طرفها نهاية شهر أغسطس/آب الفائت، وشنت المقاتلات الحربية الروسية أمس غارات على ريف إدلب الشرقي، كما قصفت قوات النظام محور كبانة ومناطق محيطة في ريف اللاذقية الشمالي. وذكر فريق الدفاع المدني، الاحد، الطيران الحربي الروسي استهدف قرية البليصة بريف إدلب الشرقي بـ6 غارات إحداها فراغية، حيث تفقدت فرق الدفاع المدني الأماكن المستهدفة وتأكدت من خلوها من الإصابات البشرية، في حين امطرت قوات النظام منازل المدنيين والأراضي الزراعية في بلدتي بداما ومرعند بريف جسرالشغور الغربي، بـ 16 قذيفة صاروخية ومدفعية، كما قصفت بلدة أحسم بـ4 صواريخ عنقودية وأطراف بلدة البارة بصاروخ عنقودي، بالإضافة لاستهداف بلدات حزارين وكفرسجنة وترملا وكرسعة ومعرة حرمة ب 43 قذيفة مدفعية.
بينما يدعي بوتين انتهاء الحرب في سوريا ويدعو لحل سياسي عبر "الدستورية"
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، ان قوات النظام جددت قصفها الصاروخي على قرية الزعينية بريف مدينة جسر الشغور غرب إدلب، ومواقع في قرية بكسريا ومحيط الغسانية والطرقات المؤدية إلى محاور الساحل وكفرعويد بجبل الزاوية والشيخ مصطفى وكفرسجنة ومعرة حرمة وحاس بريف إدلب الجنوبي بالمدفعية الثقيلة، دون معلومات عن خسائر بشرية، وذلك في وقت يواصل فيه النظام السوري "البروباغاندا" الإعلامية لليوم الـ24 على التوالي في افتتاح معبر "أبو الضهور" الذي لم يسجل أي حالة عبور للمواطنين إلى مناطق سيطرة النظام السوري، حسب المرصد.
تزامناً، سيّرت القوات الروسية دوريات مكثفة ضمن المنطقة الممتدة من ناحية شيراوا إلى تل رفعت بالقطاع الشمالي في ريف حلب، حسب المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي أشار إلى ان الدوريات قد سلكت طريق ديرجمال متجهة نحو قرية كشتعار بناحية شيراوا، دون معلومات عن أسباب تكثيف الروس لدورياتها في المنطقة، في الوقت الذي تشهد فيه قصفاً واشتباكات يومية بين القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة المقربة منها من جهة، والقوات الكردية المنتشرة فيها من جهة أخرى، إذ رصد قصفا صاروخيا نفذته القوات التركية الأسبوع الفائت على محيط بلدة تل رفعت ومطار منغ العسكري بالقطاع الشمالي من الريف الحلبي، حيث مواقع القوات الكردية.
وفي ذكرى تدخلها العسكري، وسيطرتها على الموارد السورية، ذكرت وسائل إعلام روسية، ان "القوات الجوية الروسية باشرت عملياتها القتالية في سوريا" في خريف عام 2015، أي قبل 4 سنوات، في خطوة اعتبرتها "تغيراً جذرياً في مسار الأزمة السورية ميدانياً وسياسياً" واعتبرت العملية الروسية في سوريا "الأوسع نطاقاً والأكبر نجاحاً في تاريخ الجيش الروسي الحديث، إذ جرت بأقل قدر من الخسائر، دون أن تخلو مع ذلك من حوادث مأساوية بالنسبة للجيش الروسي".
لكن في المقابل، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير خاص بالجرائم التي ارتكبتها القوات الروسية بعد أربعة أعوام عن بدء العدوان الروسي على سوريا، وأوضحت أن القوات الروسية استهدفت على الأخص المرافق المدنية والمنشآت الطبية. وقال تقرير الشبكة إن مجموع الضحايا الذين سقطوا على يد القوات الروسية بلغ 6680 مدنياً، بينهم أكثر من 800 سيدة و900 طفل، وذلك منذ 30 أيلول من شهر 2015 حتى الآن. وبيّن التقرير أنّ العام الأول للتدخل العسكرية الروسي في سوريا، أسفر عن "مقتل 3 آلاف و734، أما العام الثاني فكان مجموع الضحايا ألف و547، والعام الثالث 958، والعام الرابع عن 447 شهيداً" لافتاً إلى أن الطائرات الروسية استهدفت مناطق المدنيين في سوريا ألفاً و83 مرة، دمرت خلالها نحو مئتي مدرسة، و190 مركزاً صحياً، و56 سوقاً شعبياً، حيث تسبب قصف النظام المدعوم روسياً، بتهجير 3.3 مليون شخص عن منازلهم. وذكر تقرير الشبكة أن القوات الروسية ارتكبت 335 مجزرة في سوريا خلال الأعوام الأربعة، لافتاً إلى أنه بفضل الدعم الروسي سيطرت قوات النظام على مواقع عدة في منطقة خفض التصعيد جنوبي محافظة إدلب السورية.