الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مواجهات بين قوات النظام وفصائل معارضة وسط تصعيد ميداني شمال غربي سوريا 

مواجهات بين قوات النظام وفصائل معارضة وسط تصعيد ميداني شمال غربي سوريا 

22.06.2021
هبة محمد


القدس العربي 
الاثنين 21/6/2021 
دمشق – "القدس العربي": مع تكثيف حملات التصعيد من قبل النظامين السوري والروسي على منطقة خفض التصعيد الأخيرة شمال غربي سوريا، تشير المعطيات الميدانية إلى أن الوضع في محافظة إدلب المحكومة بـ "مذكرة موسكو" التي أبرمها الروس والأتراك في العاصمة الروسية موسكو، مطلع مارس /آذار العام الفائت، وأرست دعائم وقف لإطلاق النار، على وشك الانهيار، لا سيما على ضوء مواصلة التصعيد واستهداف الأحياء والتجمعات السكنية ومناطق المدنيين وعمال إنسانيين يعملون في مجال الإسعاف والإنقاذ. 
وعن سبق إصرار وتعمد، استهدفت قوات النظام وحليفها الروسي، أمس، مركز الدفاع المدني السوري في بلدة قسطون في ريف حماة الغربي بقصف مدفعي مباشر، ما أدى لمقتل متطوع وإصابة ثلاثة آخرين، إضافة لخروج المركز عن الخدمة بشكل نهائي، بينما نفذت قوات الجيش التركي قصفاً صاروخياً استهدف مناطق سيطرة النظام في ريف إدلب الجنوبي، تزامناً مع اشتباكات وقصف متبادل بين فصائل "الفتح المبين" وقوات النظام، في سهل الغاب في ريف حماة، تزامن وجبل الزاوية، ومحيط مدينة أريحا في ريف إدلب. 
فريق "الخوذ البيضاء" وصف في بيان له القصف المتعمد على مراكز الخدمة بأنه "جريمة إرهابية، وهي استمرار لجرائم نظام الأسد وحليفه الروسي الممنهجة بحق المستجيبين الأوائل من العمال الإنسانيين والمنقذين والمسعفين، وهي متعمدة وغير مبررة، لاسيما أن استهداف المركز تم بأسلحة دقيقة وهو بمكان معزول وواضح ولا يمكن أن يكون استهدافه صدفة أو بشكل عشوائي. 
وأضاف البيان "كنا وما زلنا نؤكد أن النظام وروسيا مستمران في جرائمهما وسياستهما الممنهجة باستهداف متطوعي ومراكز الدفاع المدني السوري وتدميرها، بهدف حرمان المدنيين من خدماتها، ومحاولة إخفاء الشاهد على استهداف المدنيين بمختلف أنواع القصف، وتحولت مراكز ومتطوعو الدفاع المدني السوري إلى هدف مباشر لطائرات النظام وروسيا خلال الأعوام الماضية، باتباع سياسة الاستهداف المباشر والضربات المزدوجة التي تستهدف المتطوعين خلال إنقاذهم المدنيين". 
مؤكداً أن تكرار الاستهداف الذي راح ضحيته على مدار الأعوام السابقة، 290 متطوعاً من الدفاع المدني، أغلبهم نتيجة قصف مباشر للنظام وروسيا، أو استهداف مزدوج أثناء إنقاذ المدنيين "لن يثنينا هذا عن مواصلة عملنا الإنساني وجهودنا في مساعدة أهلنا في سوريا، ومدِّ يد العون لهم، والوقوف إلى جانبهم، وهم من تحمل على مدى سنوات، القتل والقصف والتهجير والنزوح، ولطالما كانوا ومازالوا، رغم آلامهم، خير سند لنا". 
واعتبر الدفاع المدني السوري أن "الجريمة خرق فاضح لمبادئ القانون الدولي الإنساني الذي يعدُّ العمال الإنسانيين والمنقذين محيّدين عن الاستهداف، لم تكن لتحصل لو كان هناك محاسبة لنظام الأسد وروسيا على استهدافهم على مدى سنوات للعمال الإنسانيين والمسعفين، فالمجرم عندما لم يرَ حزماً، زاد في الإجرام وهذا ما يجعل ضرورة الردع ملحة كما كانت كل يوم على مدى السنوات العشر الماضية". 
في غضون ذلك، تشهد جبهات ريفي إدلب الجنوبي وسهل الغاب في ريف حماة الغربي قصفاً مدفعياً وصاروخياً متبادلاً بين قوات النظام وفصائل المعارضة، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الروسية في أجواء المنطقة. 
وقالت مصادر محلية، إن قوات النظام والميليشيات المساندة له قصفت بقذائف المدفعية والصواريخ بلدات وقرى "البارة، ومنطف" في ريف إدلب الجنوبي، و"خربة الناقوس" في سهل الغاب في ريف حماة الغربي، ما خلّف أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين العامة والخاصة دون وقوع أو تسجيل أضرار بشرية. 
في المقابل، استهدفت فصائل المعارضة مواقع ومعسكرات قوات النظام السوري أيضاً بقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ في كل من معصران، وخان السبل، ومعردبسة جنوب شرق إدلب، إضافة إلى بلدة جورين في سهل الغاب في ريف حماة الغربي. 
وأوضحت شبكة "بلدي نيوز" الإخبارية المحلية، أن استهداف فصائل المعارضة لمواقع قوات النظام جاء رداً على قصف قوات النظام والميليشيات المساندة له بلدات وقرى المدنيين في ريفي إدلب وحماة. وتزامن القصف البري لقوات النظام مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الروسية والتابعة للميليشيات الإيرانية في أجواء المناطق المذكورة. 
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قوات النظام قصفت بالقذائف الصاروخية ريفي إدلب وحماة، حيث استهدفت بالقذائف الأحد، مناطق في خربة الناقوس ومحيط العنكاوي بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، والبارة وفليفل وبينين ومحيط الفطيرة في جبل الزاوية، جنوبي إدلب، دون معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن، وسط تحليق لطائرات استطلاع في الأجواء. كما ذكر أن طائرة استطلاع روسية من نوع "أورلان 10" سقطت في منطقة جبل الأربعين في ريف إدلب الجنوبي، نتيجة عطل فني. 
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد قصفًا صاروخيًا نفذته القوات التركية، استهدف مناطق سيطرة النظام في ريف إدلب الجنوبي.