الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  من أدب الشعوب الإسلامية : نبوءة شاعر للشاعر الطاجيكي : عبيد رجب

من أدب الشعوب الإسلامية : نبوءة شاعر للشاعر الطاجيكي : عبيد رجب

19.07.2017
يحيى حاج يحيى


( يتحدث عن محنة اللغة القومية في العهد السوفييتي ، وحرصه على الحد من انتشار تلك اللغة ، وتقليص نفوذها ، وإجبارها على عزلة كاملة عن الحياة العامة توطئة لاندثارها ؟! )
كلُّ لحظةٍ يواجهني عدوّي يقول لي :
نهجُك سيتلاشى كالدخان
سوف يفنى ويتفرّق
لا ، لا ، لا أُصدّق !
ياله من لفظ جميل !
للطفه ورقتّه !ْ
يتجلّى في الروح الحضور وعلى وقْع أنغامه يرقص اللسان
ويستنير البصر !  
لفْظٌ بلون الزهور الحمرا ء على حوافّ الجبال !
لفظٌ كقبلة  الحبيب تُنعش الروح !
هو أعذب وألذّ من قضْم السكر !
هو أقْوم وأعزّ من نصائح الأمّهات !
له جمالُ البنفسج وشذا الدلال
يستمد صفاءه من النبع
يبعث النسمات تترى كلّ حين كأزهار الربيع
ماأعجبه ، هو كتغريد البلابل !
وماأروعه ، كأنّه الشلّالُ ! بفورانه وموجه !!
 موجٌ ... حين يعلو الموج ُبنغمه ولحنه
بشهده الصافي العذب يذوب القلب ، ويملأه الحُب !!
اللفظُ الذي هو عقيدتي ووجودي
لفظٌ يجعلني آسجد في مواضع السجود !
كعشق حبيبي
كتراب وطني
كدهشة الطفولة
كبيت لشاعرنا العظيم : رودكي !
أهيم به كذرّات نور البصر
 أهيم به مثل قبسات السّحر !
أأحيا !؟ ويذهب من عيني كالدخان ! ؟
أيتبدد ويفنى ؟!
لا ... لاأصدّق !!
أنا أحمل اسمها
يعلو رأسي لأوج السماء
بالشوق أطيرُ
تبدّى لعيني رجالُ العلا !
لأني نظمتُ بها مشاعري
ونظمي القوي بها قد حلا !!
إنني بما أملك من نصائح الشاعر سعدي !
وبما أملك من شعر حافظ
قد أهديتُ الدنيا عالماً هو المحبةُ والعشق !!
لاتجزع ْ أيها العدو ، لا تتوقعْ إساءةً
فهذه المحبةُ في قلب ِمن منح العالم الحُبّ !
تبقى على الدوام .......شابّةً فتية
مابقيتِ الإنسانية !!
 
*** مقالات في الفكر الإسلامي والأدب المقارن للدكتور : محمد السعيد جمال الدين (بتصرف طفيف)