زهير سالم*
اجعل قضيتك حاضرة في فضاء الرأي العام . لا تسمح لهم أن يغيبوها ، أو أن يقللوا من أهميتها . وإنما يضيع الأمل السوري بين ثلاثة محاور من المتآمرين والمتواطئين والمتقاعسين ، وأحاشيكَ وأحاشيكِ وأحاشينا أن نكون منهم ..
يزعمون أن الهدوء يخيم في الشمال السوري ، وإليك بعض ما تخبر العالم به عن يوم أمس .. منابر "السوشيال ميديا " كلها تحت تصرفك فأشغلها بقضيتك ، وعلى طريقتك ، فلا أحد يريد أن يملي عليك ..كلمتك سهم فلا تضيعه هدرا ولغوا ولهوا .. ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ )
وفي الأمس قصفت مدفعية الطاغية بشار الأسد ، وأخخبر العالم كله :
بلدات كفر عويد .. وكنصفرة .. وسفوهن .. والفطيرة في جبل الزواية ..
كما قصفت جبل الأربعين .. وقصفت قوات الطاغية : تلال كباني .. ودوير الأكراد .. بريف اللاذقية ..
هذا عجينك وأنت خبازه ..ولن يخبزه لك أحد . لا تخبز عجين غيرك ، توقف عن التكرار والترداد والتحويل . اصنع مجدك بيمينك ..بكلمتك التي تقدر عليها ، قل للعالم أجمع ؛ مثل كل شعوب الأرض نريد أن نعيش !!
ثانيا - في سوريتنا ما يزال وباء كورونا يستشري ..
استعذ بالله من شر الوباء ..
ذكر العالم الناسي أو المتناسي بحقيقة ما يجري في سورية خوف وجوع ومرض ..كانوا يسمونها " فرسان القدر " ولكنه اليوم فرسان بشار الأسد ووليه بوتين ..
قل كلمة لمن حولك .. مرشدا وعلما ..
قل كلمة من موقعك . وأفد من كل معلوماتك بالحق ..
انشر الوعي بين أناس تجالسهم أو تصاحبهم ..أو تحدثهم ..
ومن سنن الوضوء : المبالغة في المضمضة والاستنشاق ونثر ما في الأنف باليسرى !!
وثالثا ذكّر العالم بأن في سورية أطفالا ينتحرون ..
ينتحرون من ظلم ومن وهن وهوان ..
احكِ للعالم حكاية الطفل عمر خطاب ..عمر ابن الخمسة عشر ربيعا ..عمر بن حي الدريب في حمص ..عمر الذي كتب للعالم ولبشار الأسد وليس فقط لأبيه وأمه :
أنا آسف يا أبي ..
معاد أتحمل !!
وهالشي بيريحني ..
وبريحكم مني ..
وبريح أمي !!
أنتَ أيها المواطن السوري الحر مسئول عن إيصال رسالة هذا الطفل للعالم أجمع ..
كل الدروب في سورية مسدودة ..كل الآفاق مظلمة سوداء .. وحبل المشنقة وحده جسر الراحة المتخيلة الموهومة !!!!
عمر خطاب ليس واحدا إنه عنوان لجيل كُتب عليه أن يعيش الخوف والظلم والهوان والفقر والحرمان ...
ومثل عمر خطاب كان هناك سبعة وعشرون طفلا سوريا انتحروا في سورية خلال ستة أشهر _ حسب إعلان الطبابة الشرعية الرسمية - أي بمعدل خمسة أطفال كل شهر ..
في سورية المحتلة من قبل الأسديين والصفويين الطائفيين الإيرانيين ، والروس القتلة والمجرمين : الأطفال ينتحرون ..
وفي كل شهر خمسة أطفال ينتحرون
وهي ظاهرة خطيرة ومرعبة ..وإحصاء مروع على مستوى العالم ..
يحتاج مني ومنكَ ومنكِ إلى تعليق !!
قل - قولي شيئا على منبرك للعالم عما يعيشه أطفال سورية تحت وطأة البراميل والفراغي والارتجاجي ... تحت وطأة الخوف والجوع والمرض وانكسار الذات ، ورؤية الوالد المنكسر ، والوالدة المنكسرة ، والأخت المنكسرة .. والأخ المنكسر
أيها السوري الحر ..
قل شيئا جميلا لأطفال سورية ..قل شيئا جميلا لجيل عمر ، وإخوانه وأصحابه ..قل لهم: إن الفجر ينتظرهم ، وإن الطريق على مشقته سيفضي بنا إلى الغد الأرحب والأجمل .. وأن قدر ابن الشام أن يولد رجلا .. وأن يعيش عملاقا يتحمل ما تنوء به الصم من الجبال ..
يا جيل المحنة كونوا كبارا ..
يا شباب الهجرة تذكروا دائما أنكم أخرجتم من الأرحب والأجمل وأنكم يوما عائدون إليه ..
أيها المواطن السوري الحر .. لا تدر ظهرك للمشهد ..
وتفاعل مع عمر ، وجيل عمر ، وغفر الله لعمر خطاب ابن محلة الدريب في حمص ، وأحسن عزاء والديه وعزاء كل السوريين .. في شهدائهم وأبنائهم ..
وجمعتكم طيبة مباركة ..
لندن : 16/ محرم / 1442
4/ 9/ 2020
____________
*مدير مركز الشرق العربي