الرئيسة \  تقارير  \  مقال في فورين أفيرز: ماذا لو خرجت الحرب في أوكرانيا عن السيطرة؟

مقال في فورين أفيرز: ماذا لو خرجت الحرب في أوكرانيا عن السيطرة؟

23.07.2022
الجزيرة


الجزيرة
الخميس 21/7/2022
توشك الحرب في أوكرانيا أن تدخل شهرها السادس، وعلى الرغم من كل ما يدور حول تجاوز روسيا الخطوط الحمراء التي وضعها الغرب بشأن سلوكها خلال الحرب، وعن تجاوز الغرب الخطوط الحمراء التي وضعتها روسيا من خلال مساعدته العسكرية لأوكرانيا فإن الخطوط الحمراء الحقيقية للطرفين لم تخترق بعد.
هذا ما تراه ليانا فيكس مديرة البرامج في مؤسسة كوربر الألمانية (Körber Foundation) ومايكل كيماج أستاذ التاريخ بالجامعة الكاثوليكية الأميركية في مقال مشترك لهما في مجلة "فورين أفيرز" (Foreign Affairs) الأميركية، حاولا خلاله استشراف مآلات الصراع في أوكرانيا وما قد ينجم عنه من مواجهة أوسع بين الغرب وروسيا في حال خروجه عن السيطرة.
ويرى الكاتبان أن كلا الطرفين وضع منذ انطلاق الحرب جملة من القواعد غير المرئية التي لم يعلن عنها ولكنها مع ذلك حقيقية، وتشمل قبول روسيا إمدادات الأسلحة الثقيلة والدعم الاستخباراتي التي يقدمها الحلفاء لأوكرانيا، ولكنها لا تقبل المشاركة المباشرة للقوات الغربية في ساحات القتال.
أما قواعد الحرب الخفية التي وضعها الغرب فتشمل قبول الدول الغربية على مضض الحرب التقليدية الروسية داخل الأراضي الأوكرانية -مع حرصها على أن تخرج موسكو من تلك الحرب مهزومة- طالما أن الصراع لا يؤدي إلى استخدام أسلحة الدمار الشامل.
وحتى الآن، احترم طرفا الصراع هذه القواعد غير المرئية، مما يدل على أن الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين لا يريدان توسيع دائرة الحرب.
ورغم كل ما سبق -والكلام للكاتبين- فإن اندلاع حرب أوسع يبقى ممكنا، خاصة في ظل غياب آلية دولية تسيطر على الصراع، فقد كان دور الأمم المتحدة هامشيا، فيما انحاز الاتحاد الأوروبي إلى أحد أطراف الصراع، أما الولايات المتحدة فليست في وضع يمكنها من إنهاء الحرب بناء على شروطها، ونفس الأمر ينطبق على كل من روسيا و أوكرانيا.
وأشار المقال إلى أن المحادثات بين كييف وموسكو قد انهارت، ورغم الجهود المستمرة لفك الصراع فإنه لا توجد جهود دبلوماسية أميركية روسية تذكر منذ اندلاع الحرب في 24 فبراير/شباط من العام الجاري، وإذا أخذنا كل ما سبق بعين الاعتبار وأضفنا إليه حجم الصراع وتعقيده وعدد البلدان المشاركة والتقنيات الجديدة المستخدمة فيه فإن هذا الخليط يصبح ساما.
وأوضح أن الرغبة المشتركة للرئيسين بوتين وبايدن في تجنب توسيع رقعة الحرب لا تضمن عدم خروجها عن السيطرة، لأن أي صراع قد يخرج عن نطاق السيطرة حتى إن لم يتخذ أي من أطرافه قرارا متعمدا بالتصعيد أو استخدام الأسلحة النووية.
وقال الكاتبان إنه من غير المرجح أن يحدث هجوم نووي خلال الحرب، ورغم ذلك فإن وقوعه يبقى محتملا نظرا للقدرات الروسية وغموض مبادئ موسكو المتعلقة باستخدام السلاح النووي، وعليه فإن التصعيد العرضي قد يكون مخيفا أكثر من التصعيد المتعمد، لأن الأخير ينطوي على أدوات تمكن من خفضه.
نمط الحرب الباردة
ويرى الكاتبان أن أحداث الحرب الباردة قد تكون دليلا مفيدا يرشدنا إلى ما قد تؤول إليه الأمور في حرب أوكرانيا، فبالنظر إلى طول الصراع خلال الحرب الباردة وهامش الخطأ لدى القادة السياسيين والعسكريين على كلا الجانبين كان من اللافت للنظر أن المواجهة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي انتهت بسلام، ولكن خلف المعجزة التي تحققت من خلال نجاة البشرية من مغبة صراع بين قوتين نوويتين توجد زوايا مظلمة للصراع ولحظات كادت تقع فيها مواجهة وحوادث تصعيد عرضي طبعت النصف الثاني من القرن العشرين.
ورجح المقال أن يسير الصراع في أوكرانيا على نمط الحرب الباردة فيشهد مراحل تتم فيها إدارة الصراع على نحو جيد، تليها مراحل أخرى يشتد فيها الصراع على نحو مفاجئ وفوضوي.
وحث الكاتبان في مقالهما صناع القرار والدبلوماسيين في طرفي الصراع على الاستعداد لسيناريو التصعيد غير المقصود بجدية أكبر بدلا من التحضير لاحتمال وقوع تصعيد مقصود.
وشددا على أن ضباب الحرب -الذي زادت كثافته بسبب سرعة وسائل التواصل الاجتماعي وعدم موثوقيتها- حقيقي وقد يحجب الرؤية حتى عن أفضل الإستراتيجيات.
المصدر : فورين أفيرز