الرئيسة \  تقارير  \  مقال في ناشونال إنترست: العقوبات الأميركية لن تمنع إيران من حيازة سلاح نووي

مقال في ناشونال إنترست: العقوبات الأميركية لن تمنع إيران من حيازة سلاح نووي

20.07.2022
الجزيرة


الجزيرة
الثلاثاء 19/7/2022
قال باحث في العلاقات الدولية إن هناك أسبابا متعددة حالت دون نجاح إستراتيجية إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في فرض عقوبات ضد إيران.
وزعم فرهاد رضائي الباحث في مشروع فيلوس أن تلك الإستراتيجية لن تمنع إيران من إنتاج سلاح نووي بعد أن أضحت "بارعة جدا" في الإفلات من العقوبات، إما بمفردها أو بمساعدة الصين وروسيا.
وأوضح في مقال نشره موقع ناشونال إنترست (National Interest) الأميركي أن ثمة أسبابا عديدة لذلك الإخفاق، أولها أن الرئيس بايدن -في سعيه الحثيث لإعادة العمل باتفاق خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)- قرر تخفيف العقوبات التي كانت قائمة في عهد سلفه دونالد ترامب.
حيل ماكرة
وكانت النتيجة أن سمح ذلك القرار ضمنيا لإيران ببيع أكثر من 780 ألف برميل يوميا من النفط إلى الصين، وفي "حيل ماكرة" -حسب وصف المقال- آثرت الإدارة الأميركية عدم فرض عقوبات على الشركات والأفراد الصينيين الذين اشتروا النفط من إيران.
وثاني تلك الأسباب أن إيران أصبحت تجيد تماما التهرب من العقوبات بمفردها وبمساعدة الصين وروسيا، فقد أنشأت طهران -بحسب رضائي- محاور وشبكات متعددة من الأفراد والشركات في جميع أنحاء شرق آسيا، بما في ذلك في هونغ كونغ والإمارات العربية المتحدة وفيتنام وسنغافورة ودول أخرى تساعد في توصيل المنتجات البترولية والبتروكيميائية إلى الصين.
نظام سري للمعاملات المالية
بالإضافة إلى ذلك، أسست إيران نظاما مصرفيا سريا يمكنها من التعامل مع مليارات الدولارات (80 مليار دولار سنويا وفق بعض التقديرات) لتجنب استخدام منظومة "سويفت" (SWIFT) للتعاملات المالية العالمية بين البنوك.
وحددت وزارة الخزانة الأميركية أو صنفت أكثر من 700 فرد وكيان في قائمة المشمولين بعقوبات جديدة، ولكن هذا قد يكون غيضا من فيض، حسب وصف رضائي في مقاله.
ويعتقد الكاتب أن النظام الإيراني استخدم أيضا عدة أساليب لخرق العقوبات لبيع نفطه، وتتضمن إحدى الطرق الشائعة إخفاء ملايين براميل النفط في موانئ غير معروفة في آسيا.
الأسطول الشبح
حيلة أخرى لجأت إليها طهران يطلق عليها "الأسطول الشبح" من ناقلات النفط التي توقف تشغيل أنظمة تحديد الهوية الأوتوماتيكية الخاصة بها أثناء نقل حمولتها إلى سفن أخرى، إذ يتم ذلك في أغلب الأحيان بمناطق بعيدة مثل المياه الإقليمية لماليزيا.
ويشير رضائي إلى أن علاقة إيران الوثيقة مع الصين وروسيا -والتي ساهمت الحرب في أوكرانيا في تسريعها- كان لها دور فعال في تفادي العقوبات.
وقد وقعت الدول الثلاث بالفعل اتفاقيات اقتصادية طويلة الأجل، وقامت إيران وروسيا بدمج اقتصاديهما من أجل إقامة شبكة قادرة على التهرب من العقوبات الأميركية.
وبلغ حجم التجارة بين طهران وموسكو 4.5 مليارات دولار سنويا، وتعهد الجانبان بموجب الاتفاقية الأخيرة بتصدير 10 ملايين طن من البضائع من روسيا إلى إيران عبر الممر البري بين الشمال والجنوب، وبالمثل كانت الصين حريصة على شراء الخام الإيراني بسعر أقل من سعر السوق.
تقارب اقتصادي مع الصين وروسيا
كما قطعت إيران خطوات كبيرة نحو الاندماج في البنية التحتية الاقتصادية التي تقودها الصين وروسيا والتي أنشئت لمنافسة الغرب، فكان أن قُبلت إيران عضوة في منظمة شنغهاي للتعاون التي تعد أكبر منظمة إقليمية في العالم، إذ تغطي 60% من مساحة منطقة أوراسيا و40% من سكانها، وفقا للمقال.
وتضيف المجلة الأميركية أن "المهارة الإيرانية الفائقة" في تفادي العقوبات ببراعة أثارت الانتباه إليها، إذ اعترف وزير النقل الروسي فيتالي سافيليف بذلك، مشيرا إلى أن بلاده "تدرس تجربة إيران" لمساعدتها في التعامل مع العقوبات الغربية على بلاده.
تغيير نهج العقوبات الأميركية
وفي هذا الصدد، ينصح كاتب المقال الولايات المتحدة بضرورة أن تولي اهتمامها بذلك التطور، وأن تعيد تقويم النهج الذي تتبعه لمنع إيران من تصنيع سلاح نووي، كما يجب عليها الاستمرار في معاقبة النظام وتوسيع فرض الجزاءات على الشركات الصينية والروسية التي تتعامل مع طهران.
وثمة خيار آخر -والكلام للكاتب- وهو شن عمليات لاعتراض السفن، لضمان الانسياب الحر للتجارة المشروعة وتعطيل نقل شحنات النفط "غير المشروعة".
وفي هذه الحالة لا بد للبحرية الأميركية من اعتراض السفن التي تقوم بتهريب النفط الإيراني، وإجراء عمليات التحقق من العلم الذي ترفعه.
التحالف العربي الإسرائيلي
ويمضي رضائي مقترحا وجوب أن تستكمل المواقف العسكرية ذات المصداقية تلك الخطوات، مؤكدا على ضرورة أن يكون الدعم الأميركي لما يسميه الكاتب تحالف الدفاع الجوي العربي الإسرائيلي للشرق الأوسط من أجل مواجهة التهديدات من الصواريخ الباليستية وطائرات إيران المسيرة وأنشطتها "المزعزعة للاستقرار" على رأس جدول الأعمال.
وطبقا للكاتب، فإن على هذا التحالف الدفاعي أن يملأ الفجوة الأمنية في الشرق الأوسط الناجمة عن إيلاء الولايات المتحدة تركيزها على الصين والشرق الأقصى.
على أنه من المستحيل -برأي رضائي- معرفة متى تستخدم إيران سلاحا نوويا ضد إسرائيل على الرغم من دعواتها المتكررة "لمسح إسرائيل من الخريطة".
ومع ذلك، فإن من شأن امتلاك طهران ترسانة نووية أن يحمي نظامها الحاكم من أي محاولة للانتقام من جهودها "التي تزداد جسارة" لزعزعة استقرار الشرق الأوسط، على حد تعبير المقال.