الرئيسة \  تقارير  \  مقال بواشنطن بوست: طغاة جنوب شرق آسيا شكلوا تحالفا ضد الديمقراطية

مقال بواشنطن بوست: طغاة جنوب شرق آسيا شكلوا تحالفا ضد الديمقراطية

12.01.2022
الجزيرة


الجزيرة                         
الثلاثاء 11/1/2022
لفت خبير في شؤون جنوب شرق آسيا إلى أن الطغاة فيها شكلوا تحالفا ضد الديمقراطية. وذكر بافين تشتشافالبونغبون، وهو أستاذ في مركز جامعة كيوتو لدراسات جنوب شرق آسيا، في مقاله بصحيفة واشنطن بوست (Washington Post) أن زيارة رئيس وزراء كمبوديا هون سين إلى ميانمار قبل 4 أيام تجعله أول قائد من جنوب شرق آسيا يسافر إليها منذ الانقلاب العسكري الذي أطاح بالحكومة المنتخبة في فبراير/ شباط 2021.
وأشار إلى أن المعارضة في ميانمار، التي تخوض صراعا مريرا مع النظام العسكري، انتقدت الزعيم الكمبودي بشدة لإضفاء الشرعية على المجلس العسكري الحاكم.
ويرى الكاتب أن هون سين لم يتصرف هكذا بدافع الإيثار، وأنه من الواضح أنه توقع من قادة ميانمار رد الجميل بدعم نظامه المستبد. ولسوء الحظ أصبح مثل هذا السلوك هو القاعدة في جميع أنحاء المنطقة. وأضاف الكاتب أن هناك شبكة اعتماد متبادل معقدة بين المستبدين تعمل في جنوب شرق آسيا على تسريع التدهور المطرد للديمقراطية.
وأضاف أن انقلاب 2014 في تايلند أسس نمطا مشؤوما. فبعد الإطاحة بالحكومة المنتخبة هناك أرسلت ميانمار بسرعة مندوبا لإضفاء الشرعية على التدخل غير القانوني للجيش التايلندي في السياسة. وكأول زعيم لرابطة دول جنوب شرق آسيا يزور بانكوك، أشاد القائد العام لميانمار الجنرال مين أونغ هلاينغ بالجيش التايلندي "لفعله الشيء الصحيح" في الاستيلاء على السلطة، وفي العام الماضي اقتدى هلاينغ بالمثال التايلندي ونفذ انقلابه.
وضرب الكاتب مثالا جيدا على استخدام العلاقات الشخصية بين النخب العسكرية في جنوب شرق آسيا في تعزيز سياساتهم الاستبدادية، فحين شن جيش ميانمار إبادته الجماعية ضد مسلمي الروهينغا لم ينبس جنرالات تايلند ببنت شفة.
وعلق بأن الطغاة يتعلمون من بعضهم البعض، موضحا أنه عندما وضع جنرالات ميانمار دستورا جديدا في عام 2008 احتفظوا بـ 25% من المقاعد البرلمانية لمندوبي القوات المسلحة، وكذلك فعل أعضاء المجلس العسكري التايلندي عندما أعادوا في وقت لاحق كتابة دستور بلادهم على المنوال نفسه، ومنحوا أنفسهم الحق في ملء مجلس الشيوخ بأزلامهم.
مجتمع الإعجاب المتبادل هذا يؤدي إلى مفارقات سريالية، فبعد انقلاب العام الماضي طلب زعيم المجلس العسكري في ميانمار من تايلند مساعدته في دعم "ديمقراطية" بلاده، وكانت كمبوديا سعيدة بانضمامها إلى الفريق
وقال ساخرا إن مجتمع الإعجاب المتبادل هذا يؤدي إلى مفارقات سريالية، موضحا أنه بعد انقلاب العام الماضي طلب زعيم المجلس العسكري في ميانمار من تايلند مساعدته في دعم "ديمقراطية" بلاده، وكانت كمبوديا سعيدة بانضمامها إلى الفريق.
وأضاف أن صعود الصين يساهم في التدهور العام للديمقراطية في جنوب شرق آسيا، حيث إن بكين لا تكتفي بتزويد الحكام المستبدين بنموذج مغري لرأسمالية الدولة الاستبدادية الخاضعة للرقابة المشددة فحسب، بل تصدر أيضا معدات المراقبة والأسلحة وتقنيات التضليل.
وفي حالة تايلند أصبحت الصين ليست مجرد شريك اقتصادي مهم ولكن أيضا نموذجا محتملا للحكم. والعلاقات بين بكين وبانكوك اليوم أقوى من العلاقات بين تايلند والولايات المتحدة.
وأوضح الكاتب أن التعاون بين هذه الدول لا يكاد تنفرد به منطقة جنوب شرق آسيا، وأن التوجهات الاستبدادية تجعل نفسها محسوسة في جميع أنحاء العالم، ولم يعد التدهور الديمقراطي يتركز في منطقة أو قارة واحدة. وضرب مثلا بالسودان والحملة الصارمة في بيلاروسيا وغيرها بأنها كلها جزء من الانبعاث الاستبدادي.
واختتم مقاله بأنه في الوقت الذي تمارس فيه الدول المستبدة مثل الصين قوتها بعدوانية متزايدة، وبينما تظهر الديمقراطيات الراسخة في الغرب والعالم النامي القليل من التصميم على الدفاع عن قيمها، فإن البيئة الدولية للديمقراطية تتدهور، وتقدم منطقة جنوب شرق آسيا مثالا حيا على الطريقة التي يمكن أن تسوء بها الأمور.