الرئيسة \  تقارير  \  مقال بواشنطن بوست: إرث كولين باول لضبط النفس اكتسب أهمية جديدة بعد أفغانستان والعراق

مقال بواشنطن بوست: إرث كولين باول لضبط النفس اكتسب أهمية جديدة بعد أفغانستان والعراق

20.10.2021
الجزيرة


الجزيرة
الثلاثاء 19-10-2021
"مبدأ باول مستمر"، بهذا العنوان استهل مايكل هيرش مقاله بمجلة "فورين بوليسي" (Foreign Policy) على خلفية وفاة وزير الخارجية الأميركي السابق كولين باول أمس الاثنين عن 84 عاما، مشيرا في تأبينه إلى أنه كان من المتوقع أن يكون نجم إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش، وأنه وفقا لاستطلاعات الرأي كان أكثر شعبية من بوش.
وذكر هيرش أن باول كان وريثا لتقليد ثمين من النزعة الدولية البراغماتية التي تعود إلى بطله جورج سي مارشال، وهو جنرال سابق آخر أصبح أكبر دبلوماسي أميركي؛ وكان حجر الزاوية لما أصبح يعرف باسم مبدأ باول وهو أن استخدام القوة العسكرية الأميركية ينبغي أن يكون صارما إلى أبعد حد؛ وينبغي أن تعبأ فقط بأعداد هائلة في المواقف التي يكون فيها النصر شبه مؤكد وحيث تكون إستراتيجية الخروج واضحة. وكان يؤمن أيضا بأن دعم حلفاء الولايات المتحدة أمر بالغ الأهمية.
وأضاف الكاتب أن هذا المبدأ لم يصبح وجهة نظر أو سياسة إدارة بوش الذي ذهب في الاتجاه المعاكس تقريبا حيث غزا العراق من جانب واحد بعد 11 سبتمبر/أيلول 2001 بناء على أدلة ملفقة (وتلك كانت أسوأ لحظة لباول في الحياة العامة عندما قدم ما سماه الدليل إلى الأمم المتحدة في عام 2003) مع تخطيط غير كاف وعدم وجود إستراتيجية خروج في الأفق. وكان مبدأ باول غائبا أيضا عن 20 عاما من التخبط في أفغانستان، حيث لم يكن هناك أي شعور بما سيبدو عليه النصر.
هناك اليوم جيل جديد من صانعي السياسة الأميركية يجدون أنفسهم منتقدين ليس بسبب "متلازمة فيتنام" ولكن بما يمكن تسميته متلازمة "عراقستان"، وهو مصطلح يشمل المستنقع الأميركي في العراق وأفغانستان
ومع ذلك، يرى الكاتب أن أحد أكثر إرث باول ديمومة سيكون تبني متجدد لفلسفته التوجيهية، حيث جاء قرار الرئيس جو بايدن بالانسحاب من أفغانستان لأن وزارة الدفاع (البنتاغون) -كما اشتكى- لا يمكن أن تعطيه إستراتيجية واضحة للنجاح.
وفي محاولة لاستعادة مصداقيتهم مع زعمائهم المدنيين، سيرجع المسؤولون العسكريون بلا شك إلى مبدأ باول لضبط النفس، كما ألمح عدد من المعلقين في الأشهر الأخيرة.
وأشار الكاتب إلى ما قاله سيث جونز -الخبير العسكري في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية- بأن جل مبدأ باول "يبدو أنه ذا صلة اليوم، بما في ذلك قائمة الأسئلة التي يحتاج أي صانع سياسة في الولايات المتحدة إلى طرحها قبل اتخاذ قرار بشأن العمل العسكري".
ومع ذلك قال جونز إن إحياء مبدأ باول -الذي ولد جزئيا خلال تجربته في فيتنام- لن يكون كافيا في حد ذاته لأن "القواعد تخبرنا ما إذا كنا سنستخدم القوة أم لا، وليس ما يحدث خلال فترة الصراع".
ولفت الكاتب إلى أنه لا يوجد أحد تقريبا من صقور إدارة بوش الذين ضغطوا بشدة من أجل حرب العراق خدم في فيتنام.
واختتم هيرش مقاله بأن هناك اليوم جيل جديد من صانعي السياسة الأميركية يجدون أنفسهم منتقدين ليس بسبب "متلازمة فيتنام" ولكن بما يمكن تسميته متلازمة "عراقستان"، وهو مصطلح يشمل المستنقع الأميركي في العراق وأفغانستان.
والأهم من ذلك كله قد يُتذكر باول لتحذيره من الفوضى قبل حدوثها، وقد كانت خلاصة مبدأ باول هي ما سماه قاعدة "مخزن الخزف: من أتلف شيئا فعليه إصلاحه".