الرئيسة \  تقارير  \  معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي : زيارة بايدن إلى المنطقة.. هل تعكس تحولا استراتيجيا في السياسة

معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي : زيارة بايدن إلى المنطقة.. هل تعكس تحولا استراتيجيا في السياسة

19.06.2022
إلداد شافيت


معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي: زيارة بايدن إلى المنطقة.. هل تعكس تحولا استراتيجيا في السياسة الأمريكية؟
المصدر |  إلداد شافيت/ معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي – ترجمة وتحرير الخليج الجديد
السبت 18-6-2022
أعلن البيت الأبيض عن أول زيارة سيقوم بها الرئيس الأمريكي "جو بايدن" إلى الشرق الأوسط في الفترة من 13 إلى 16 يوليو/تموز. ومن المقرر أن يحضر قمة دول مجلس التعاون الخليجي في جدة، والتي يشارك فيها قادة مصر والأردن والعراق.
وخلال زيارته إلى إسرائيل، سيتجه "بايدن" إلى الضفة الغربية لعقد لقاءات مع القيادة الفلسطينية؛ بهدف تجديد دعم الولايات المتحدة لحل الدولتين.
واتخذ "بايدن" قرار زيارة إسرائيل قبل عدة أشهر، حتى قبل إضافة السعودية إلى محطات جولته الشرق أوسطية، ويعكس ذلك في المقام الأول التزامه الشخصي تجاه إسرائيل؛ لذلك ليس من المتوقع أن تؤدي هذه الزيارة إلى انفراج في القضية الفلسطينية.
وبغض النظر عن إسرائيل، فإن المحطة الأهم في جولة "بايدن" هي السعودية، حيث يرى بعض المراقبين أنه سيدفع ثمناً داخلياً باهظاً نتيجة قرار زيارة المملكة، خاصة مع لقائه المتوقع مع ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان"؛ بسبب تورط الأخير في مقتل الصحفي "جمال خاشقجي".
ولكن يبدو أن "بايدن" قرر تبني نهجا واقعيا بشأن الالتزام بالقيم، ورأى أن المصالح السياسية والاقتصادية للولايات المتحدة تقتضي تغيير المسار.
وتوجد العديد من القضايا الشائكة على أجندة القمة الأمريكية السعودية، ومن المشكوك فيه أن يتم حل كل شيء في قمة رئاسية واحدة، حتى لو تم التحضير لها في جولة اجتماعات بين الطرفين في الأسابيع الأخيرة.
ومن المتوقع أن تستغل الإدارة الأمريكية جولة "بايدن" للإعلان عن إجراءات جديدة لتعزيز العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج (منتدى أمني تشارك فيه إسرائيل والسعودية)، وهي خطوة من شأنها أن توضح استمرار التزام الولايات المتحدة بأمن المنطقة في مواجهة التهديد الإيراني.
وربما يجري التوصل لتفاهمات غير معلنة لاستعادة الثقة بين دول الخليج والولايات المتحدة، وسيظهر ذلك في قرار دول الخليج الرئيسية بشأن الانضمام إلى جهود "بايدن" لخفض أسعار النفط.
ويمكن القول أن حرب أوكرانيا أجبرت الإدارة الأمريكية على تغيير أولوياتها، مما يفتح الباب أمام تحسين علاقات الولايات المتحدة مع دول المنطقة.
ومع ذلك، لا يزال من السابق لأوانه تقييم ما إذا كانت زيارة "بايدن" إلى المنطقة تعكس تغييرا استراتيجيا يتجلى في الإرادة والقدرة على إنفاق المزيد من الموارد في الشرق الأوسط، أم أن الزيارة لن تتجاوز الأهداف التكتيكية المتعلقة بالأزمة في أوروبا.