الرئيسة \  واحة اللقاء  \  معارك كر وفر شرسة في محيط خان شيخون والمعارضة تستعيد موقعاً عسكرياً مهماً من قوات النظام جنوب إدلب

معارك كر وفر شرسة في محيط خان شيخون والمعارضة تستعيد موقعاً عسكرياً مهماً من قوات النظام جنوب إدلب

20.08.2019
هبة محمد



القدس العربي
الاثنين 19/8/2019
دمشق – "القدس العربي": تبدي الفصائل المسلحة المعارضة، دفاعاً مستميتاً في آخر معقل لها، حيث تمكنت رغم كثافة القصف، من استعادة السيطرة على بلدة استراتيجية في محافظة إدلب، الأحد، بعد معارك كر وفر عنيفة مع قوات النظام السوري والميليشيات المرتبطة بها، وقال المتحدث العسكري باسم الجبهة الوطنية للتحرير ناجي مصطفى لـ"القدس العربي" إن الفصائل الثورية استعادت السيطرة على بلدة كفريدون الهامة قرب خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، و"هذه النقطة هي عبارة عن مزارع صغيرة" تنبع أهميتها من ارتفاعها وإشرافها على بعض الطرق المهمة، والتي يمكن قطعها، لافتاً إلى ان "الفصائل تمكنت من السيطرة عليها وطرد ميليشيات النظام منها، وسط معارك عنيفة كلفته خسائر بشرية باهظة في العتاد والارواح، وسط معارك مستعرة على محاور ريف حماة الشمالي كافة".
استرجاع النقطة الاستراتيجية، جاء في أعقاب تقدم قوات الحلف الروسي – السوري – الإيراني إلى أطراف مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، الواقعة على الطريق الدولي بين حلب ودمشق، وأصبحت قواته على بعد نحو كيلومتر واحد من المدينة، وسط قصف هستيري، ومئات الضربات الجوية والصاروخية والمدفعية، ما أجبر فصائل المعارضة على الانسحاب أمام القوات المهاجمة التي تحاول فرض طوق كامل على القطاع الجنوبي لمنطقة خفض التصعيد الذي يضم مدن خان شيخون، كفرزيتا، اللطامنة ومورك والعديد من البلدات والمزارع.
هل تتحول المعارك إلى "حرب استنزاف" للحلف الروسي – السوري – الإيراني؟
المرصد السوري لحقوق الانسان قال ان قوات النظام قضمت مناطق في المحاور الغربية والشمالية الغربية لمدينة خان شيخون جنوب إدلب بعد اشتباكات عنيفة مع الفصائل ومجموعات جهادية، حيث باتت قوات النظام على تخوم مدينة خان شيخون الغربية على بعد كيلومتر واحد من المدينة، بالتزامن مع اقترابها من أوتوستراد دمشق – حلب الدولي من المحاور الشمالية الغربية لخان شيخون على بعد نحو 3 كلم منه.
خسائر باهظة
وقالت مصادر مطلعة إن المعارك أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من قوات النظام، والقوات الروسية الخاصة، بينهم اللواء حسن محمد برهوم قائد الفيلق الثالث، ورئيس ما يسمى بـ"اللجنة الأمنية" في حمص، وذلك خلال الاشتباكات الدائرة على جبهة سكيك في ريف إدلب الجنوبي، كما قال قائد ميداني، إن أكثر من 13 عنصرًا، قتلوا من قوات النظام، في انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري يتبع لهيئة تحرير الشام، على جبهة كفريدون في محيط تل النار، ما أدى إلى تدمير ثلاث دبابات وعربة، على محور بلدة مدايا وتل سكيك في ريف ادلب الجنوبي.
كما قتل النقيب علي رسلان، قائد مجموعة في ميليشيات المدعو سهيل الحسن "النمر" كما أصيب اللواء "حسن محمد" ونعت شبكات إعلامية موالية النقيب "علي رسلان" الذي يتحدر من قرية الكنيسة في ريف حمص، وعدداً آخر من القتلى الذين سقطوا على جبهات ريف إدلب.
وتحاول ميليشيات النظام السوري التقدم على محور مدايا شرقاً وشمالاً للوصول إلى تل النار وموقا وكفريدون، وهي مناطق عالية، حسب ما يقول مراقبون، إذ تريد المليشيات من خلالها رصد اوتوستراد خان شيخون نارياً، لقطع الامدادات، وللاشراف على بلدات عدة محيطة اهمها كفرسجنة، فيما تشكل العمليات العسكرية للمعارضة و "الانغماسية" للفصائل الجهادية، إعاقة حقيقية لتقدم النظام باتجاه خان شيخون، وما يدلل على ذلك حسب مراقبين لـ"القدس العربي"، هو وقف زحف النظام، الذي لم يستطع التقدم منذ أمس إلى مدينة خان شيخون، وهو مؤشر على ضراوة المعارك، حيث يقوم الثوار "بصد هذه المحاولات عن طريق قتل زخم الهجوم، واستنزاف هذه المليشيات، والتي قتل منها عدد لا يستهان به خلال الـ24 الساعة الماضية، خاصة داخل قرية كفريدون، والتي أدت إلى انسحاب المليشيات من البلدة لاعادة ترتيب صفوفها".
الباحث السياسي، عبد الوهاب عاصي، قال ان فصائل المعارضة السورية، استطاعت استيعاب الهجوم من محور (عطشان – التمانعة) جنوب شرقي إدلب، وتحويل الجبهات فيه إلى ميدان استنزاف كبير للقوات المهاجمة التي خسرت خلال الأيام الماضية عشرات القتلى والجرحى والعديد من الآليات الثقيلة والمدرعة. وفي المقابل، ‏تحتاج فصائل المعارضة السورية لاستيعاب الهجوم العنيف على محور (الهبيط – خان شيخون) جنوب غربي إدلب، حيث يسعى النظام وروسيا إلى عدم ترك مجال للفصائل في إعادة ترتيب خطوطها الدفاعية عبر الهجمات المكثفة والتقدم المستمر دون توقّف، لما لذلك من أثر في تحويل جبهات هذا المحور إلى ميدان استنزاف كبير له.
سياسة تطويق المدن
ويتوقع الباحث المختص بالشأن السوري، لـ"القدس العربي"، ان استعانة النظام السوري بميليشيات تابعة لإيران واعتمادها سياسة تطويق المدن بدل التقدم المباشر نحوها والقضم البطيء، مؤشر مهم على احتمال فقدانه للعنصر البشري الكافي لتغطية المحاور والجبهات كافة خلال العمليات القتالية الجارية، ويخشى النظام من قدرة الثوار على تحويل المعارك إلى استنزاف له، معتبراً ان جبهات الشمال السوري المشتعلة، تشكل حيزاً ملائماً لخوض حرب استنزاف ضد روسيا، إذ تكمن أهمية حرب الاستنزاف بالنسبة لفصائل المعارضة السورية في تقويض القدرات العسكرية للنظام على المستوى البشري والاقتصادي واللوجستي، عبر تكبيده خسائر مستمرة وكبيرة في صفوفه بما يخلق انطباعاً لدى قواته باستحالة تحقيق أهداف المعركة.
ووثق المرصد السوري ارتفاع حصيلة الخسائر البشرية، للنظام جراء العمليات العسكرية في المنطقة، إلى 17 جندياً لافتاً إلى ان عدد الذين قتلوا وقضوا مرشح للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة بالإضافة لمعلومات عن قتلى آخرين.
الدفاع المدني السوري، وثق بدوره مجموعة مجازر، ارتكبتها قوات النظامين الروسي والسوري، في ريف ادلب، كان آخرها بحق 4 أطفال وامرأتين، قتلوا جراء استهداف الطيران الحربي لمنازل المدنيين في قرية دير الشرقي بريف معرة النعمان الشرقي، حيث عملت فرق الانقاذ على تفقد أماكن القصف وانتشال جثث القتلى وإسعاف الجرحى إلى النقاط الطبية القريبة، كما وثق إصابة المتطوعين لدى فرقه محمد الحريري ومحمود ذكرى من مركز معرة النعمان، أثناء إسعاف الجرحى بعد قصف جوي روسي مزدوج على منطقة الحامدية جنوب معرة النعمان.
وارتفع عدد الضربات الجوية والصاروخية والمدفعية إلى أكثر من 1000 ضربة، حيث وثق المرصد السوري 80 غارة نفذتها طائرات النظام الحربية على كل من الركايا وترعي وكفرسجنة وخان شيخون ومعرة النعمان ومعرة حرمة والحامدية والتمانعة وحيش وحاس ومحاور القتال في ريف إدلب الجنوبي، واللطامنة وكفرزيتا ومورك ولحايا في ريف حماة الشمالي، كما ارتفع عدد الضربات التي استهدفت خلالها طائرات روسية إلى 48 استهدفت مناطق في أطراف كفرسجنة ودير شرقي وحزارين وحيش والشيخ دامس وخان شيخون وتلمنس والحامدية وحاس ومحاور القتال جنوب إدلب، أيضاً وصل عدد القذائف إلى 1050 قذيفة وصاروخاً أطلقتها قوات النظام على القطاع الجنوبي من ريف ادلب بالإضافة لجبال اللاذقية وريف حماة الشمالي.