الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مصلحة حزب الله بإضعاف الجيش اللبناني ومنع الدعم عنه

مصلحة حزب الله بإضعاف الجيش اللبناني ومنع الدعم عنه

08.02.2017
جيري ماهر


الوطن السعودية
الثلاثاء 7/2/2017
التطاول على المؤسسة العسكرية اللبنانية، وإظهارها على أنها ضعيفة وغير قادرة على حماية لبنان هما أكبر إهانة لهذه المؤسسة
خلال كافة الأحداث التي أصابت لبنان تعرضت المؤسسة العسكرية لهجمات إرهابية وسياسية أثرت على هيبة هذه المؤسسة التي عانت صورتها من التشويه الأكبر خلال أحداث السابع من مايو 2008 عندما اجتاح حزب الله بيروت والجبل، وكانت القيادة في المؤسسة العسكرية قررت بعدم الاشتباك مع الحزب، ما تسبب في انشقاقات كبيرة غير معلنة من ضباط مسلمين سنة وبعض المسيحيين من فريق 14 آذار.
بقيت هذه الانشقاقات في الظل حتى صدرت أوامر من القيادة العسكرية باحتواء هؤلاء الضباط وتفهم غضبهم وحدثت بعدها تسوية سياسية في قطر أنهت الأزمة وتم انتخاب رئيس للجمهورية وتعيين قائد للجيش.
قبل هذه الأحداث تعرضت المؤسسة العسكرية وعناصرها للاعتداء من قبل حزب الله الذي اغتال الضابط سامر حنا، فقط لأنه خالف اتفاق بين حزب الله والجيش بعدم دخول الأخير إلى مناطق نفوذ حزب الله أو التحليق فوقها بطوافة عسكرية لبنانية فمرت الحادثة بسلام، وانتهى مصير قاتل الضابط في سورية قتيلا على يد المقاومة السورية.
حزب الله الذي لم يعط المؤسسة العسكرية حتى إشعار قبل اعتدائه على الدولة العبرية في 2006 عندما اتخذ قرارا بخطف جنودها وتسبب بحرب أزهقت آلاف الأرواح على كافة الأراضي اللبنانية، ومن بينها عناصر من الجيش اللبناني، تم استهداف مقراتهم ومراكزهم بسبب هذه الحرب التي لم يكن لوطني لبنان فيها لا ناقة ولا جمل، بل عادت بالخراب والدمار والقتل وتحرير أسير تحول إلى إرهابي قتل الأبرياء في سورية، ليسقط قتيلا على أرضها بعض أن اغتالته غارة إسرائيلية.
هذا ولا يمكن أن ننسى أو نتجاهل حجم الاعتداءات على الجيش اللبناني في البقاع، وتحديدا في بعلبك الهرمل من قبل ميليشيات وتجار المخدرات وسرقة السيارات، وجميعهم يعملون لمصلحة حزب الله، وتتزعمهم قيادات دينية وسياسية في الحزب.
إن التطاول على المؤسسة العسكرية اللبنانية وإظهارها على أنها ضعيفة وغير قادرة على حماية لبنان هما أكبر إهانة لهذه المؤسسة التي حرمت من الدعم السعودي لها، بسبب تطاول حزب الله على دول الخليج، ودعمه للإرهاب في اليمن على حساب الشرعية ودول الجوار، وخصوصا المملكة العربية السعودية، ومن هنا نجد أن لحزب الله مصلحة في إبقاء الجيش اللبناني ضعيفا وبلا دعم، ما يسمح لحزب الله بفرض سيطرته أكثر على الأراضي اللبنانية، بحجة حمايتها من الإرهاب، ليحولها لاحقا إلى ولاية تابعة لمشروع الولي الفقيه الذي يهدف إلى فرض السيطرة على الدول وتصدير ثورة إرهابية ونظام ديني وسياسي إرهابي وطائفي.
في أحداث عبرا في مدينة صيدا التي نتجت عنها اشتباكات بين الجيش اللبناني ومجموعة تابعة للشيخ أحمد الأسير أظهرت تسريبات كثيرة تجاهلتها الدولة اللبنانية أن لحزب الله وسرايا المقاومة يدا في إشعال فتيل المعركة، بعد إصدار قيادة الحزب أمرا لعناصرها باستهداف الجيش اللبناني، ما يوقعه في خلاف مع الأسير ومجموعته التي وجدت نفسها في حالة اشتباك مع المؤسسة العسكريةن ولكن في وقت لاحق اتضح أن سرايا المقاومة التابعة لحزب الله كانت تقوم بإطلاق النار على الجيش وقصف بعض الأحياء في صيدا لإراقة مزيد من الدماء وزيادة حدة الاشتباكات حتى إنهاء حالة الأسير ومجموعته من صيدا، لم ينته الأمر عند هذا الحد فقام إعلام حزب الله وحلفاؤه بشيطنة الفنان فضل شاكر وإظهاره مشاركا في المعركة لتوريطه والتسبب بمحاكمته بتهمة إطلاق النار والاشتباك، بل وقتل عناصر من الجيش اللبناني، وهذا في كافة الأحوال لم يكن صحيحا!
إن العلاقة والتنسيق بين حزب الله وإسرائيل منذ انسحابها من جنوب لبنان ليسا سرا، وقد كشفهما أمين عام حزب الله السابق صبحي الطفيلي الذي وصف حزب الله بأنه حامي حدود إسرائيل، ومن أبرز أسس هذه العلاقة كان إبقاء الجيش اللبناني بعيدا عن جنوب لبنان، وترك المنطقة أكبر وقت ممكن بيد الحزب ليفرض سيطرته التامة على المناطق ويحولها كنتونات شيعية موالية له وللولي الفقيه في إيران، وكسر العلاقة تماما بين سكان هذه القرى والبلدة والمدن والقيادة السياسية والعسكرية اللبنانية ليكون الحزب وجهازه العسكري بمثابة المثل الأعلى لسكان هذه المناطق على حساب المؤسسات الرسمية اللبنانية.
في النهاية نجد أن مصلحة حزب الله تكمن في إضعاف المؤسسة العسكرية، وأن المرحلة القادمة ستشهد اشتباكات سياسية وبعدها عسكرية، حيث إن الجيش لن يحصل على أي سلاح قبل ضبط حزب الله وسلاحه ومنعه من المشاركة في الأحداث العسكرية في سورية، اليمن أو حتى العراق وسيواجه الجيش وقيادته ضغوطاًمن الإدارة الأميركية لتطبيق القرارات الدولية، ومنع حزب الله من تخزين السلاح والحصول عليه وإلا مواجهة عقوبات دولية تتسبب بعزل لبنان تماما!
لقد نجح حزب الله في بعض الأحداث في إحداث شرخ بين بعض مكونات الشعب اللبناني والمؤسسة.