اخر تحديث
السبت-04/05/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ مشكلة اختيار الحكّام : مشكلة شعوب ، أم مشكلة نُخَب !؟
مشكلة اختيار الحكّام : مشكلة شعوب ، أم مشكلة نُخَب !؟
24.03.2019
عبدالله عيسى السلامة
مشكلة القيادة والحكم والسلطة : مشكلة إنسانية ، قائمة في كلّ عصر ومصر.. ومنذ عُرف الاجتماع البشري!
قائمة ، لدى البشر، جميعاً، وبمختلف أشكالهم وألوانهم ، ودولهم وأعراقهم ودياناتهم ، وحضاراتهم ومدنياتهم ، وأماكن سكنهم، في: الغابات والصحارى ، والقرى والبلدات والمدن ، وفي بيوت الشعر، وناطحات السحاب !
على مستوى : المختار والوالي ، ورئيس البلدية ، والحاكم الأعلى : رئيساً ، أو ملكاً ، أو إمبراطوراً ، أو سلطاناً!
وقد عانت شعوب الأرض ، طويلاً ، في كيفية تنصيب صاحب السلطة ، عُليا كانت ، أم دنيا ، أم متوسّطة.. عانت من صراعات : طويلة وقصيرة ، وسلمية هادئة ، وعنيفة دامية !
وما تزال المعاناة مستمرّة ، إلى يوم الناس هذا ! وستظلّ مستمرّة ، إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها !
وقد ابتكرت الشعوب ، عبر نُخبها، أساليب متنوّعة مختلفة ، لاختيار الحكّام، عبر العصور! فوصل بعضُها، إلى أساليب مستقرة، كالديموقراطية المتنوّعة الأشكال ، في بعض البلدان ! وما زال بعضها يعاني ، من الصراعات المختلفة ، عند تبديل الحكّام ، وعند التفكير بالتبديل الوشيك ، لأنواع الحكّام ، حسب درجاتهم في السلطة! الملكيات الوراثية الدستورية ، المستقرّة ، تعاني ، حين تجد، لديها، حالات غير مألوفة ، في أساليب تداول السلطة الوراثية ! وقد تكون هذه من أيسرها، أحياناً ، لكَون المَلك يملك ، ولا يحكم!
فإذا نشأت مشكلة ، في انتقال السلطة ، في الملكيات المستبدّة ، نشأت ، معها ، صراعات مختلفة ، ضمن الأسَر المسيطرة على البلاد! وقد لايُحسم الصراع ، إلاّ باقتتال دامٍ ، بين بعض الفرقاء، ومع كل فريق: أنصاره ومؤيّدوه ، من الساسة والعسكر، وغيرهم!
أمّا في الدول ، ذوات النظم الجمهورية ، فالأمر يختلف ؛ إذ يجب ، على الشعوب ، أن تشارك ، في اختيار حكّامها ، عبر مجالس ، تنتخبها الشعوب ، أوّلاً ، فتقوم المجالس المنتخبة ، باختيار حكّامها !
وقد تقوم الشعوب ، باختيار رؤسائها ، بشكل مباشر، في بعض النظم الديموقراطية ، وتَختار مَن دونهم ، على مستوى السلطات المختلفة ، التي تحتاج انتخاباً ! ويعيّن الرئيس المنتخب ، بعض الموظفين ، في المواقع المختلفة ، بما يسمح به دستور البلاد !
ومن أسوأ الصور، التي قامت ، عبر المراحل المختلفة : عملية دخول المال الانتخابي ، في الاختيار ؛ سواء على مستوى اختيار الحكّام ، أم على مستوى اختيار النوّاب ، الذين يختارون الحكّام !
ومِن صوَر بيع الأصوات ، الدارجةِ في بعض الدول ، المحسوبةِ على الديموقراطية : تقديمُ الهدايا للناخبين ، أو شراء أصواتهم ، بأسعار محدّدة ، ترتفع وتنخفض ، حسب حراراة التنافس والصراع ، بين المرشّحين !
وقد كان أحد المرشّحين المُزمنين ، في إحدى المدن ، في سورية .. يدفع خمس ليرات ، ثمناً للصوت الواحد! وأحياناً ، يشتري مجموعة من الأحذية ، من الطراز، الذي كان يستعمله بعض الناس ، ويسمّى: (داسومَة..أو تاسومة)! وثمن الواحدة خمس ليرات، يحتفظ بإحدى فردتي الحذاء ، ويعطي الفردة الثانية للناخب ! فإن تأكّد من انتخابه ، له ، أعطاه الفردة الثانية !
أو يَقسم المرشّح ، القطعة النقدية ، ذات الليرات الخمس ، نصفين : يعطي المرشًح نصفاً ، والثاني بعد التأكّد، من انتخابه !
وواضح ، من هذه العملية ، التجارية الرخيصة ، نوع السلطة ، التي تُحكَم البلاد ، على أساسها :
المواطن يبيع صوته ، بخمس ليرات ، أو بحذاء ، للمرشّح ، الذي يصبح نائباً ! أمّا النائب ، فيبيع صوته ، بسيارة ، أو بيت ، أو قطعة أرض .. ! والمواطن الذي يحمل مبدأ ، يبيع صوته ، لمن يرفع شعاراً ، يتفق مع مبدئه ، دون تفكير، بالمستوى الخُلقي أو العقلي ، لرافع الشعار، الذي قد يكون تاجر شعارات ، أو جاهلاً ، بالشعار ومضمونه ؛ فيسعى ، إلى تطبيقه ، بطرائق : مُهلكة للعباد ، مدمّرة للبلاد !
أمّا الرئيس ، الذي يشترى أصوات النوّاب ، بالسيارات ، أو البيوت الفاخرة .. فيكون ، في العادة ، مستعدّاً ، لرهن قرارات الدولة ، لمَن يحفظ له ، بقاءه ، في كرسي الحكم !