الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مستقبل سوريا بين الميدان وجنيف 5

مستقبل سوريا بين الميدان وجنيف 5

26.03.2017
رأي الشرق


الشرق القطرية
السبت 25/3/2017
بدأت أمس محادثات "جنيف 5" بين وفدي النظام والمعارضة السورية، برعاية الأمم المتحدة، وتأتي المحادثات ضمن جولات كثيرة، قدمت فيها المعارضة تنازلات كثيرة لحقن دماء الشعب السوري، بينما لم يتنازل النظام عن أي من صلاحيته، ولم يستجب للقرارات الدولية، بل واصل نهجه في مزيد من القتل والإبادة، لأنه ربما يستشعر رغبة المجتمع الدولي في إبقائه، وهو ما جعل الشعب السوري يفقد الأمل في أية مفاوضات تجري بين النظام والمعارضة، معتقداً أنها مجرد مضيعة للوقت وتمنح النظام الوقت الكافي للتمدد عسكرياً، وتثبيت حكمه سياسياً.
ويحرص النظام الأسدي في كل اجتماع مع المعارضة على تقديم ملف مكافحة الارهاب، حتى يتسنى له التهرب من المطالب الأساسية لقوى الثورة، والتي تتمثل في مرحلة انتقالية كاملة الصلاحيات لا مكان للأسد فيها، باعتبار أنه لا يوجد أي حل ناجع لمكافحة الإرهاب، إلا عبر الانتقال السياسي الذي يرضي الشعب السوري.
ولعل مايعزز الامل بالمستقبل هو تطور الموقف الميداني على الجبهة السورية، حيث تحقق المعارضة تقدما تجاه العاصمة دمشق ومشارفها، مما يمهد الأرض لتراجع النظام عن موقفه المتصلب، خاصة أن هذه الخطوة ستغير وقائع الميدان في حصنه الحصين، لأنه وبحسبة عسكرية تبدو التهديدات منطقية، ففي حال تمكنت فصائل المعارضة المسلحة من الوصول إلى دمشق، فذلك يعني إعادة فتح الطريق لإسقاط النظام عسكرياً، أو اجباره على تنفيذ القرارات الأممية، ومطالب المعارضة والشعب السوري.