اخر تحديث
الخميس-28/03/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ مروءات الخوَنة !
مروءات الخوَنة !
12.11.2020
عبدالله عيسى السلامة
وهل للخوَنة مروءات ؟ أجل ؛ إنها مروءات تُناسب خياناتهم !
في النصف الثاني ، من القرن العشرين المنصرم ، راجت مجموعة ، من الأفلام والمسلسلات ، الجاسوسية المصرية .. تصوّر أبطالاُ ، من أجهزة المخابرات المصرية ، استطاعوا أن يخترقوا ، أمن الجهاز الصهيوني ، في دولة إسرائيل ، وأن يحقّقوا إنجازات باهرة ، في هذا المجال ؛ ممّا ملأ صدر الإنسان العربي البسيط ، بالثقة الزائدة بالنفس ، وبمقدرة حكّامه الأفذاذ ، على صنع البطولات الجاسوسية ، ضدّ جهاز الموساد الصهيوني ، صاحب الشهرة العريضة ، في عالم التجسّس والاختراق ، وتسجيل النقاط القويّة ، ضدّ الأجهزة المعادية ، من عربية وغيرها ؛ إذ استطاع جهاز الموساد ، هذا ، أن يمارس عمليات اغتيال ، ضدّ رؤوس كبيرة ، من المناضلين الفلسطينيين .. وغيرهم !
تباهت ، كثيراً، أجهزة المخابرات المصرية ، بالقصص الجاسوسية، التي كتبها لها، كتّاب السيناريو المختصّون فيها ، وأخرجها مخرجون مهَرة مختصّون ، ومثّلها بعضٌ من أشهر الممثّلين المصريين .. فجاءت ملء السمع والبصر والقلب .. وجلبت بعض النوم الهادئ، للعيون العربية ، التي مَنَع عنها النوم ، ماكانت تعانيه من قلق ، على مصير شعوبها وأوطانها ، إزاء التهديدات والتحدّيات الصهيونية المستمرّة ، لأمنها ، وأمن دوَلها وبلدانها ! ومِن أشهر هذه المسلسلات : رأفت الهجّان !
كان الصراع الجاسوسي - في أكثريته – يدور، بين فئات مختلفة متصارعة ، داخل أجهزة الاستخبارات المصرية : بعضُها يُكنّ ولاء لهذا الحاكم المصري ، وبعضُها يعلن الولاء ، للحاكم الآخر! وكان كلّ فريق يسعى ، إلى إظهار عهد زعيمه ، بمظهر قويّ ، يبدو فيه الزعيم : بطلاً قومياً واعياً ، حريصاً على أمن بلاده وأمّته ، قادراً على اختراق الجهاز المعادي ، مهما كان ذاك قويّاً متمرّساً !
وكان الصراع الظاهري - مع الموساد ـ مجرّد تُكّأة ، يتّكئ عليها كلّ فريق ، في المخابرات المصرية ، لتلميع العهد الذي صنعه زعيمه ! وقد يكون لبعض القصص الجاسوسية ، بعض الظلال من الحقيقة ، في بعض المراحل ، وقد يكون لدى بعض صنّاع هذه المسلسلات ، إخلاص حقيقي ! لكنّ المبالغات ، التي هيمنت على هذه القصص ، أضفت على كثير منها ، طابعاً بطولياً نادراً ، يكذّب الواقعُ أكثرَه !
فما الحال ، اليوم ، بعد أن تكشّفت الخيانات العجيبة ، عبر صلات بعض الزعماء ، بالعدوّ الصهيوني ؛ بل بعد أن أعلن بعضُ الحكّام ، بلسان الحال ولسان المقال ، ارتباطهم ، بعدوّ الأمّة التاريخي الشرس ، وعلى أعلى مستويات السلطة ، وفي أدنى درجات الانحطاط، الذي خُلع عليه ثوب السياسة ، ليمنحه بعض القبول ، لدى الشعوب !
هل بقي ، لدى فرسان الارتماء والانبطاح ، مروءات قومية ، أو وطنية ، تمنعهم من التآمر، ضدّ أمّتهم ؟ أجل ؛ بقيت لديهم مروءات حقيقية ، تدفعهم ، إلى أن يحبسوا كلّ مواطن ، في بلادهم ، يعترض على ارتمائهم ، في أحضان عدوّهم ؛ بل تدفعهم ، إلى نزع المواطَنة ، ممّن يخالف انبطاحهم لعدوّهم ، وارتماءهم في حضنه ؛ بحجّة قويّة يملكونها ، هي : الحرص على مصلحة الدولة ، من ناحية .. وعلى الأمن القومي للأمّة ، من ناحية ! والأهمّ هو: الوفاء بالوعود ، التي قطعوها لعدوّهم ، والعهود التي أبرموها باسم الأمّة ، لهذا العدوّ، وحلفائه الكبار، الذين حضروا شهوداً ، على خياناتهم لأمّتهم .. وشهوداً على التزامهم ، بوعودهم وعهودهم المقدّسة ! أفليس حِفظُ الوعود ، والالتزام بالعهود .. من المروءات !؟