الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مرشح الأسد المفضّل للانتخابات الأمريكية للعام ٢٠٢٠

مرشح الأسد المفضّل للانتخابات الأمريكية للعام ٢٠٢٠

07.08.2019
علي حسين باكير


سوريا تي في
الثلاثاء 6/8/2019
هي عضو في الكونغرس عن الحزب الديمقراطي عن ولاية أوهايو. سبق لها وأن التقت الأسد في في العام ٢٠١٧ في رحلة سرّية إلى لبنان وسوريا. تحاول كسب أصوات أقصى اليسار وأتباع المرشّح الرئاسي السابق لانتخابات عام ٢٠١٦ بيرني ساندرز، لكنّها تحظى في نفس الوقت بدعم كبير وثناء منقطع النظير من مجموعة من المتطرّفين في أقصى اليمين بالإضافة إلى شخصيات بارزة في مجموعات عنصرية ومجموعة تؤمن بنظريّة المؤامرة وتروّج لها.
تدّعي تولسي جبّارد أنّها ليست مع الأسد، لكنّها ترفض أن تدينه أو المجازر التي ارتكبها بحق المدنيين - على مدى ٨ سنوات حتى الآن من اندلاع الثورة السورية- بما في ذلك استخدام الأسد للأسلحة الكيماويّة ضد المدنيين. عندما تُواجه بالسؤال عن موقفها، تنفي دعمها له، لكنّها في سياق جوابها ترفض إدانته وسرعان ما تنتقل إلى الحديث عن مآسي الحرب بوصفها شاركت في الحرب ضد العراق، وعن ضرورة إنهاء مثل هذه الحروب، والتركيز على محاربة الجماعات المتطرفة، وتقول إنّها تعمل من أجل عدم إرسال الجنود الأمريكيين إلى الخارج حتى لو اضطر الأمر الجلوس مع الديكتاتوريين لمصلحة الولايات المتّحدة.
تنتقد جبّارد سياسة تغيير الأنظمة وعلى رأسها تغيير نظام الأسد في سوريا، وتعتبر أنّ الأسد ليس عدوّاً للولايات المتّحدة لأنّه لا يشكّل تهديداً لها. عارضت مجرّد تفكير إدارة أوباما بتوجيه ضربة للنظام السوري إبّان استخدامه للسلاح الكيماوي ضد المدنيين عام ٢٠١٣، وذلك بالرغم من حقيقة أنّ إدارة أوباما كانت سبباً رئيسياً في بقاء نظام الأسد حتى اليوم. كما انتقدت في العام ٢٠١٧ ضربات ترامب الجراحيّة ضد أهداف تابعة لـ نظام الأسد بعد هجماته الكيماوية، معتبرة أنّ التركيز يجب أن يكون على القاعدة وداعش.
االتقت جبّارد الأسد في العام ٢٠١٧ في رحلة سرّية إلى لبنان وسوريا نظّمها ورعاها شخصّية ذات صلة بحزب يمني متطرّف يدعى بسّام خوام. وصف خوام نفسه بأنه المدير التنفيذي لمؤسسة أكسيس (ACCESS) في أوهايو، وتقدّم الأخيرة نفسها على أنها فرع لمركز الجالية العربية للخدمات الاقتصادية والاجتماعية، مقرّها في ميتشيغان الأمريكية. وفيما يقول البعض إنّ بسّام وشقيقه إيلي خوام من أصول لبنانية، يقول آخرون إنّهما سوريان، ويتّفق الجميع على أنّهما مرتبطان بالحزب السوري القومي الاجتماعي، وهو حزب قومي متطرف يعمل في لبنان وسوريا، وسبق لبسّام أن مثّل إبراهيم الجعفري في الولايات المتّحدة الأمريكية، حيث ينشط الأخوان في لوبي دعم نظام الأسد في الولايات المتّحدة.
جبّارد قالت إنّ الرحلة كانت تهدف إلى فهم الصراع في سوريا بطريقة أفضل ورفضت الاعتذار عن لقاء الأسد، وقالت إنها لن تعتذر أبداً عن فعل كل ما بوسعها للحيلولة دون إرسال إخوانها وإخواتها خارج البلاد للمشاركة في حملات تغيير الأنظمة التي لا طائل منها سوى تحقيق نتائج عكسية، "حتى وإن كان ذلك يتطلب لقاء الدكتاتوريين أو الخصوم، فسأفعل ذلك قطعاً لأنّها مسألة أمن قومي" على حدّ زعمها.
لتنفي عن نفسها تهمة مناصرة نظام الأسد، نشرت جبارد في موقعها للرئاسة ٢٠٢٠ أن هناك أدلة تشير إلى استخدام حكومة بشار الأسد السلاح الكيميائي، لكنّها أضافت أنّ الأدلة تشير أيضا إلى استخدام المعارضة المسلّحة لنظام الأسد أسلحة كيميائية أيضا. وفي معرض تطرقها إلى الأمر، انتقدت إدارة ترامب لشنّها ضربات ضد نظام الأسد قبل اكتمال التحقيق في الحوادث ومدّعية أنّ قراره استند إلى إدراجات في وسائل التواصل الاجتماعي معظمها على علاقة مع تنظيم القاعدة على حدّ زعمها.
حاولت الدفاع عن نظام الأسد مرّة أخرى في موقعها الإلكتروني من خلال التشكيك بالتقارير التي تتحدث عن مسؤوليته. ولتدعم ما تقوله استعانت جبّارد بثيودور بوستل، وهو دكتور معروف يعمل في معهد (إم أي تي) الشهير في الولايات المتّحدة ومتخصص في مجال الأسلحة. يعتبر كثيرون بوستل شخصية مثيرة للجدل، فقد ظهر للعلن في الموضوع أول مرة في أعقاب هجوم السارين الذي تم في أغسطس ٢٠١٣ حيث زعم حينها أنّ هذا الهجوم تمّت فبركته وتحضيره ذاتياً! أجرى مقابلات لاحقاً مع مدافعين عن نظام الأسد ومروّجين لنظرية المؤمرة كمرام سوسلي (تعرف على توتير باسم ميمي لحاّم ولديها حساب تحت اسم "بارتيزان جيرل"). بوستول هذا أيضاً حاول نقض الاستنتاجات المتعلقة بهجوم خان شيخون من خلال تفسيرات خاطئة للنتائج الفرنسية والأمريكية.
أجرى إليوت هيجينز في موقع بيلينج هات تحقيقاً من ٤ آلاف كلمة ليضيء على ادّعاءات جبّارد حول الأسد ويفنّدها، وهو تقرير عل درجة عالية من الاحترافية والتوثيق. يدير حملة جبّارد لانتخابات الرئاسة للعام ٢٠٢٠ رانيا باتريس، وهي نائبة مدير حملة بيرني ساندرس في العام ٢٠١٦. وبالرغم من أنّها تميل إلى اليسار إلا أنّ ذلك لا يمنعها أن تكون استغلالية إلى أقصى حد ممكن، إذ كانت أوّل عضو في الحزب الديمقراطي يلتقي ترامب عند فوزه في انتخابات الرئاسة في العام ٢٠١٦ وذلك للبحث عن منصب لها في إدارته.
تعدّ من الصقور عندما يتعلّق الأمر بمعاداة الإسلاميين وذلك تحت غطاء محاربة التنظيمات الراديكالية، ولذلك فهي تحظى أيضاً بدعم وثناء مجموعة من المعتوهين والعنصريين المتطرفيين يمينيّاً. سبق وأن امتدحها ستيف بانون، وهو معروف بخطّه اليميني العنصري والمتطرّف، وشغل سابقا منصب كبير استراتيجيي الرئيس دونالد ترامب. مؤخراً مدحها أيضاً دايفد ديوك الذي كان سابقاً زعيماً لحركة كوكلوس كلان العنصرية البيضاء، ولاقت كذلك دعماً من بول جوزيف واتسن وهو مروّج لنظريات المؤامرة ومتطرف يميني كان يعمل في مشروع انفو-وورز قبل أن ينتقل الى مشروع آخر.
وفقاً لتقرير كانت "سي إن بي سي" قد أعدّته في شهر فبراير الماضي، فإنّ تولسي جبّارد ليس المرشّح المفضّل لدى الأسد فقط، وإنما لدى روسيا أيضاً. استناداً إلى ذلك التقرير، فإنّ وسائل الإعلام الروسية تحتفي بالمرشّحة المذكورة، وخلال شهر واحد فقط من إعلان نيتها الترشّح للانتخابات الرئاسية نشرت ٣ وسائل إعلام رئيسية في موسكو ٢٠ تقريراً على الأقل حوّلها ركّزت فيه على دعم موقفها تجاه روسيا ولقائها في العام ٢٠١٧ مع بشّار الأسد وهاجمت كذلك كل من اعتبرها مجرّد مخلب أو أداة روسية. واستناداً إلى نفس التقرير أيضاً، فإنّ التغطية التي تمّ تخصيصها لجبّارد على مستوى الأخبار والمقالات تتجاوز أي من تلك التي تمّ فيها تناول مرشّحين آخرين. مواقفها المعلنة تبدو متطابقة مع التوجهات الإستراتيجية الروسية!