الرئيسة \
واحة اللقاء \ مراقبون ميدانيون يناقشون أسباب عدم مشاركة حزب الله وإيران في معارك ريفي حماة وإدلب
مراقبون ميدانيون يناقشون أسباب عدم مشاركة حزب الله وإيران في معارك ريفي حماة وإدلب
30.07.2019
القدس العربي
أنطاكيا – “القدس العربي”:
الاثنين 29/7/2019
منذ بداية الحملة العسكرية على إدلب وريف حماة الشمالي الغربي، لم تشارك الميليشيات الإيرانية ولا ميليشيا حزب الله في القتال الدائر في هذه الجبهة، واكتفت بدور المشاهد والمتابع من مناطق انتشارها في ريف حلب الجنوبي دون أي مشاركة فعلية كما جرت العادة في أي جبهة قام بفتحها النظام منذ بداية الحرب.
يرى القيادي المقرب من الجهادين قحطان الدمشقي أن عدم مشاركة إيران وحزب الله في معارك ريف حماة، انعكس على أرض الواقع بنتائج المعركة إلى حد الآن، حيث أدى إلى تقدم محدود وخسائر كبيرة بالأرواح والعتاد لميليشيات النظام السوري مقارنة بالإمكانيات الهائلة التي يمتلكها، وذلك لقلة خبرة وعدم تمرس ميليشيات النظام السوري، مقارنة بميليشيات إيران ذات التدريب العسكري والعقائدي العالي.
ويقول القيادي في حديثه لـ”القدس العربي”: “يعود سبب عدم مشاركة إيران وأذرعها العسكرية في سوريا إلى عدم رغبتها بالدخول بمعركة استنزاف لمقاتليها وعتادها في معركة كمعركة إدلب، والتي لن تكون تكلفتها بالشيء السهل، في ظل توتر الأجواء الدولية والحديث عن حرب مرتقبة بين إيران وأمريكا ودول المنطقة، فلذلك ستوفر عناصر ميليشياتها لزعزعة الاستقرار خارج إيران بدلاً من استنزافهم في معركة لصالح الروس. كما أن إيران لا تريد في هذه المرحلة إزعاج أو خسارة تركيا صاحبة النفوذ والأطماع في إدلب والشمال السوري، فتركيا تعد متنفسها المتبقي في الإقليم الذي يخفف عنها تبعات الحصار الاقتصادي الناجم عن العقوبات الأمريكية والدولية عليها، وسيبقى موقف إيران كما هو عليه ما دام شبح الحرب الدولية عليها قائماً، فإذا زال هذا الخطر فلن توفر فرصة توسيع نفوذها في مناطق جديدة من سوريا، وانتقاماً من مقاتلي الشمال الذين لن يكون لهم خيار إلا الصمود وفتح جبهات جديدة فاعلة ومؤثرة لمواجهة هذا الخطر الكامن”.
من جانبه، يعتبر القيادي في الجيش الحر النقيب عبد السلام عبد الرزاق، أن الخلافات بين مليشيا إيران وروسيا كان لها أثر في تعميق الهوة بين الطرفين، وأن روسيا حاولت الاعتماد على ميليشياتها فقط لتكون المعركة لأول مرة روسية قيادة وسلاحاً، إضافة إلى مشاركة بعض أفرادها.
وأضاف النقيب عبد الرزاق، في حديثه مع “القدس العربي”: “إيران حاولت عدم التصادم مع تركيا التي رفضت العقوبات عليها، وقد شاركت قوات من حزب الله في المعركة الأخيرة بشكل غير معلن ومشاركة محدودة، حيث إن ميليشيات إيران رفضت فتح جبهة ريف حلب الجنوبي حين طلب منها الروس ذلك، وعدم دخول ميليشيات إيران المعركة كان له دور في حصر المعارك في جبهات معينه وعدم امتدادها إلى محاور أخرى، كمان أن إيران تعتبر معركة إدلب ليست معركتها الأساسية بعد إخلاء بلدتي كفريا والفوعة”.
ويستبعد القيادي أن تفتح إيران وحلفاؤها الجبهات التي تتواجد فيها مثل ريف حلب الجنوبي.
أما الصحفي السوري، مهند درويش، فيقول إن عوامل كثيرة دفعت إيران إلى عدم المشاركة في المعارك الدائرة في ريفي حماة وإدلب، “منها العقوبات والعامل الاقتصادي، فهذان العاملان كما يرى الصحفي جعلا إيران وما يتبع لها من ميلشيات ترزح تحت ضغط اقتصادي كبير من جهة أمريكا، فهي خاضعة لشبه حصار، حتى إن بواخر نفطها عبر البحار أصبحت تصادر، كما أن العقوبات باتت في الفترة الأخيرة تستهدف شخصيات ومؤسسات، وأي تحرك إيراني من شأنه أن يدعم الاقتصاد الإيراني المتهاوي”.
ويرى درويش أن الضربات الجوية الإسرائيلية التي تستهدف إيران بين الفينة والأخرى موجهة بالفعل لحماية أمن إسرائيل، ويضيف درويش: “بطبيعة الأحوال، إنها تحد من القوة العسكرية للميليشيات في سوريا، خصوصاً أن الضربات الإسرائيلية في الأزمة الأخيرة مكثفة ومركزة وتستهدف أي معدات متطورة أو مستودعات أو صواريخ”.
وظلت الضربات العسكرية الإسرائيلية تتركز على الشحنات الجوية الإيرانية إلى سوريا، فيما لا يزال طريق البادية خطراً وبشكل كبير، إذ لا تزال تنتشر جيوب تنظيم الدولة على طوله، بينما تربط قواعد التحالف الدولي في التنف جزءاً من الطريق عبر البادية، وهذا ما حد من القدرات العسكرية الإيرانية وحد من إمكانية مشاركتها في المعارك بنفس القوة السابقة.
ومن العوامل التي حالت دون مشاركة إيران، كما يؤكد الصحفي درويش، هو “الدور الروسي الذي اتبع منذ فترة سياسة ممنهجة لإعادة تعويم النظام السوري وتصديره للمجتمع الدولي كحل وحيد في سوريا، كما أنها تخضع لضغوطات إسرائيلية مستمرة، لذلك فقد عمل الروس على استبعاد الميليشيات الإيرانية لإثبات قدرة النظام على حسم الأمور عسكرياً، دون تدخل الإيرانيين. ولاسترضاء إسرائيل، حاولت روسيا أن تبقي ميليشيات إيران خارج مشهد المعارك ميدانياً، على عكس ما حصل في مناطق أخرى كحلب ودمشق”.
وبحسب درويش، الصحفي المراقب للأوضاع في إدلب، فإن الدور التركي كان له أثر كبير في عدم مشاركة إيران، فتركيا لا تزال مصرة على مواقفها من قضية إدلب وهي تبذل جهوداً معقولة بهدف تثبيت الوضع الراهن على الأرض، وتطالب دوماً بإعادة العمل باتفاق سوتشي الذي يقضي بالتهدئة ووقف إطلاق النار، ويبدو أن إيران تسعى لمسايرة الأتراك وكسب مرضاتهم، فهي لا ترغب بالحصول على أعداء جدد، خصوصاً في هذه الفترة التي تستعد فيها دول عديدة غربية وعربية على رفع مستوى الحصار والتصعيد ضد سياسات إيران التوسعية في الشرق الأوسط.
ويعلق درويش لـ”القدس العربي” على رأيه في مستقبل مشاركة إيران، ويعتقد أنها تعتمد على مدى تأثرها بالدور الروسي، “كون الروس المديرين الحقيقيين للمعركة في ريف حماة، وحاولوا كثيراً الاستغناء عن الدور الإيراني، إلا أن انكسار قوات النظام المدعومة من روسيا وظهور فشلها بشكل علني قد أحرج روسيا، وهذا ما قد يدفعها لزج ميليشيات إيرانية لمساندة سهيل الحسن وقواته بهدف كسب ماء الوجه وعدم ظهور روسيا بمظهر المتراجع عسكرياً، فمن يتابع مجريات المعارك على الأرض سيلاحظ أن الثوار قد حاولوا قدر الإمكان الابتعاد عن استهداف الميليشيات الإيرانية ومواقعهم. بطبيعة الحال، الثوار بغنى عن استهداف خصم شبه محايد حالياً، فهم يحاولون التركيز على القوات المعتدية”.