الرئيسة \  مشاركات  \  مدارس الثورات متنوّعة :  فأيّها الصحيحة ؟ وبأيّ منظار؟

مدارس الثورات متنوّعة :  فأيّها الصحيحة ؟ وبأيّ منظار؟

02.12.2019
عبدالله عيسى السلامة




في كلّ ثورة مدارس متنوّعة ، وفي كلّ مدرسة أساتذة وتلاميذ ، وتتفاوت المستويات ، بين أصناف المدارس ، حتى يصل بعضها ، إلى مستوى الجامعة ، ويظلّ بعضها ، في مستوى المرحلة الابتدائية ! وبين الصنفين مدارس : إعدادية ، وثانوية ، ومعاهد متوسّطة ! وفي كلّ مدرسة:مدرّسون ناجحون ، وآخرون ضعاف.. كما أن ثمّة طلاباً متفوّقين، وآخرين متخلّفين!
مدرسة الشعار: مَناهجها ، التي يدرّسها معلّموها لطلاّبها ، هي : الشعارات ، وما ينبثق عنها ، ويدور في فلكها ! وقد يختلف الأساتذة فيها ، حول بعض مفهوماتها ، أوحول بعض تفصيلاتها ! كما قد يختلف التلاميذ فيها ، وقد يتصايحون ، وقد يتشاجرون ، حول : الشعار الأصوَب .. والصيغة الأفضل ، لشعار ما .. والأسلوب الأنسب ، لطرح شعار معيّن !
مدرسة التضحية : وتدور المناهج فيها ، حول التضحية وأساليبها .. وحول المضحّين الكبار والصغار.. وحول المتسابقين إلى التضحية ، والسابقين فيها ، والمتخلفين فيها ، أو عنها !
مدرسة التأمّل : وتدور مناهجها ، التي يدرّسها أساتذتها لطلابها ، حول ، التأمّل ، فيما جرى ويجري .. وحول التفكير، الصواب والأصوب .. وحول الخطأ البسيط ، والخطأ الشديد ، والخطأ الكارثي !
مدرسة الأسئلة والاستفهامات ، الاستعلامية والاستنكارية  : يردّد فيها الأساتذة والتلاميذ ، أسئلتهم المختلفة ، بصيَغ متنوّعة : لمَ حصل هذا.. وكيف جرى ذاك.. ومَن فعل الأمر الفلاني.. وما الهدف ، من السلوك الفلاني ، أو الموقف الفلاني ؟
مدرسة الأحلام والتمنّيات : لو حصل هذا ، لكان خيراً .. ولو فعل فلان كذا ، لجرى كذا وكذا!
مدارس مميّزة : مدرسة النقد ، تنقد كلّ حدث ، وكلّ أحد ، بشهوات مختلفة ، منها : شهوة النقد العقلي ، وشهوة النقد النفسي ، التي تحتوي على شماتة ، أحياناً .. مدرسة التفلسف ، التي يتفلسف أساتذتها ، حول كلّ شيء ، بمناسبة وبغير مناسبة .. مدرسة التحليل ، التي يحلّل فيها الأساتذة ، كلّ شيء !
مدرسة التوظيف : يوظف أساتذتها كلّ شيء : كلّ موقف .. كلّ قرار.. كلّ نصر.. كلّ هزيمة.. لمصلحة ما : لمصلحة الموظّف، نفسه .. أو لمصلحة فريق يهمّه .. أو لمصلحةٍ وطنية ، أو ثورية ، أو غير ذلك !
مدرسة الصمت : يلتزم كلّ مَن فيها ، من أساتذة وتلاميذ ، الصمتَ ؛ لأسباب مختلفة ، منها: الحَيرة ، تجاه مايجري .. ومنها : عدم معرفة الخطأ والصواب .. ومنها :عدم معرفة المآلات، التي تؤدّي إليها الأحداث .. ومنها : الالتزام ، بمضمون الحديث النبوي : مَن كان يؤمن بالله، واليوم الآخر، فليقل خيراً ، أو ليصمت !
مدرسة الرضى والتسليم : التي يسلّم كلّ مَن فيها ، من أساتذة وتلاميذ ، أمرهم لله ، ويرضَون بما قدّر عليهم ، معتقدين ، أن ثمّة حِكَماً ، وراء كلّ مايجري ، وأن الله يُجري أقداره ، على عباده ، كما يشاء ، لما يشاء ، لحِكَم ، لا يعلمها ، إلاّ هو ! 
مدارس متنوعة : مدرسة الشتم ، التي يشتم فيها ، كلُّ أحد ، كلَّ أحد.. مدرسة اللوم ، التي يلوم فيها ، كلُّ أحد ، كلَّ أحد .. مدرسة الصياح ، التي يصيح فيها ، كلُّ أحد ، بكلِّ أحد.. مدرسة النواح ، التي لايسمع فيها، غير نَوح النائحين.. !
مدارس خاصّة : مدرسة النفعية والانتهازية والتسلّق .. هذه تشكّل جامعة خاصّة ، ليس فيها سوى المعلّمين المهَرة ، المتمرّسين بالفنون المذكورة ، وغيرها ، من فنون النصب والخداع والاحتيال ، التي تساعد معلّميها ، على الكسب المُريح ، من جامعتهم !
وغنيّ عن البيان ، أن أتباع كلّ مدرسة ، من أساتذة وتلاميذ ، يتفاوتون ، فيما بينهم : أفكاراً وأخلاقاً ! كما أن أتباع المدارس المختلفة ، يتفاوتون ، فيما بينهم : أعداداً وأعماراً ، وأفكاراً وأخلاقاً وأهدافاً ! كما أن الكثيرين ، من المدرّسين والتلاميذ ، في المدارس المختلفة ، قد يكونون أعضاء ، في مدارس متنوّعة ، من المدارس المذكورة ، مشاركين زملاءهم ، في عدد من المدارس المتباينة  !
وإذا كان بعض الأساتذة والتلاميذ ، في بعض المدارس المذكورة ، متأكّدين ، من أن مدارسهم هي الصواب ، وكلّ مافيها صواب .. فإن بعض المنتمين ، إلى مدارس غيرها ، لايملكون التأكّد ، ذاته ، ولا اليقين ، نفسه ، بل ؛ ربّما كان المستوى الفكري ، لبعض الأساتذة والتلاميذ، لايؤهّلهم ، للانتساب ، إلى غير المدارس ، التي هم فيها ، ويجدون متعتهم فيها ، ويحسّون بقدراتهم ، على العمل والإبداع فيها ! ولن نقدّم ، هنا ، شهادات ، حول صواب كلّ مدرسة وخطئها ؛ بل نترك لكلّ قارئ ، أن يسعى ، بنفسه ، إلى تحديد هذا ؛ فالمناظير،  إلى الخطأ والصواب ، تختلف ، بحسب الأزمنة والأمكنة ، والمناسبات والأشخاص !
وربّما كان هناك مدارس ، لم نذكرها .. ومدارس لانعرفها ، يعرفها غيرنا .. وفوق كلّ ذي علم عليم !